منتخب لبنان والتصفيات المونديالية... آمال وطموحات بتدوين التاريخ

منتخب لبنان والتصفيات المونديالية... آمال وطموحات بتدوين التاريخ

27 اغسطس 2021
منتخب لبنان يسعى لتحقيق نتائج للتاريخ (Getty)
+ الخط -

يدخل منتخب لبنان أجواء تصفيات مونديال قطر 2022 بعد تأهله للدور الحاسم، في إنجاز جديد يحسب في سجلات منتخب "رجال الأرز" بحثا عن تدوين نتائج للتاريخ تسعد قلوب اللبنانيين جميعا.
بعدما وصل إلى محطة تاريخية في سجله، ووسط أزمات اقتصادية تعصف بالبلاد، يستعد منتخب لبنان لكرة القدم لخوض منافسات المجموعة الأولى ضمن التصفيات الحاسمة المؤهلة إلى مونديال قطر 2022، بقيادة مدربه الجديد التشيكي إيفان هاشيك.
وتضم المجموعة أيضاً منتخبات إيران والعراق وسوريا.وتنطلق المرحلة الحامسة من التصفيات، في وقت يمر به لبنان بظروف اقتصادية ومعيشية سيئة للغاية، أثرت سلباً على كافة القطاعات بما فيها الرياضة. وبالتالي يسعى المدرب هاشيك إلى تنقية نفوس لاعبيه من الآثار السلبية التي لحقت بهم جراء الأزمات المتعددة منذ اندلاع احتجاجات 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019، مروراً بتداعيات جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت قبل نحو عام.
وبدأ منتخب "رجال الأرز" معسكراً أساسياً في الإمارات استعداداً للمواجهتين، بقيادة المدرب التشيكي إيفان هاشيك الذي تم تعيينه على رأس الإدارة الفنية في الشهر الماضي، من أجل مواجهة نظيريه الإماراتي في الثاني من أيلول/سبتمبر المقبل في دبي، والكوري الجنوبي في السابع منه في سيول في افتتاح التصفيات التي سيدخلها المنتخب العربي بقيادة مدرب يعرف كل صغيرة وكبيرة عن منتخب الإمارات.
ويمتلك هاشيك البالغ من العمر 57 عاماً خبرة كبيرة في الملاعب الآسيوية، حيث سبق له العمل في اليابان والإمارات والسعودية وقطر. وخلف هاشيك في تدريب منتخب لبنان المدرب الوطني جمال طه، الذي قاد الفريق لتجاوز الدور الثاني من التصفيات الآسيوية.
واعتزل هاشيك اللعب عام 1998 لينتقل إلى مجال التدريب، حيث أشرف على فريقه السابق سبارتا براغ، ثم انتقل إلى تدريب ستراسبورغ الفرنسي، وعمل بعد ذلك في قارة آسيا ليدرب فيسيل كوبي الياباني موسمين، وعمل فترة مدرباً لمنتخب الغابون. وعمل المدرب التشيكي أيضاً مع فريقي الوصل والأهلي في الإمارات، ونادي سانت إيتيان الفرنسي، قبل أن يستلم مهمة تدريب منتخب التشيك خلال تصفيات كأس العالم 2010. بعد ذلك، أشرف هاشيك على تدريب الهلال السعودي عام 2012، قبل أن ينتقل للعمل مع نادي قطر القطري، وعمل في السنوات الست الأخيرة مع ناديي الفجيرة والإمارات في الإمارات.
وسيعوّل هاشيك على تسعة لاعبين محترفين سيصلون تباعاً إلى دبي هم: جوان الأومري (أف سي طوكيو الياباني)، جورج ملكي (إسكيلستونا السويدي) وروبرت ملكي (الشحانية القطري)، باسل جرادي (أبولون ليماسول القبرصي)، حسن "سوني" سعد (الوحدات الأردني)، نادر مطر (معيذر القطري)، ربيع عطايا (كيداه الماليزي)، عمر شعبان بوغيل (سوتون يونايتد الإنكليزي) والاسم الجديد هادي غندور (21 عاما) مهاجم تشارلتون أتلتيك الإنكليزي. كما يتدرب 22 لاعباً من الأندية المحلية أبرزهم حارس المرمى مصطفى مطر، والمدافع قاسم الزين، والمخضرمون نور منصور ومحمد زين طحان ومحمد حيدر وحسن شعيتو "موني"، إلى العائدين من الاحتراف ماجد عثمان، هلال الحلوة، ومحمد قدوح.
وسيخسر المنتخب اللبناني عددا من لاعبيه الأساسيين بسبب الإصابات، ولا سيما الحارس مهدي خليل (أفضل لاعب في كأس الاتحاد الآسيوي 2019) بسبب إصابته بقطع في الرباط الصليبي، وكذلك المحترف محمد علي الدهيني والمدافع ماهر صبرا بسبب كسر في يده خلال المعسكر الأول في مدية أنطاليا التركية.

واعتبر هاشيك، في حديث نقلته وكالة "فرانس برس" ، أن الطريق طويلة في التصفيات، وبالتالي ينبغي التحضير لكل مباراة على حدة "في المرحلة النهائية من التصفيات، كلّ الفرق المنافسة تعتبر قوية وتضم لاعبين مميزين". وأكد هاشيك أنه يكن كل الاحترام لكل المنتخبات ولديه فكرة عن غالبيتها، لا سيما الإمارات، إذ درب سابقاً أربعة من أنديتها هي الوصل والأهلي والإمارات والفجيرة، "المنتخب اللبناني يمتلك كل المقومات للوصول بعيداً، وأنا أعمل ضمن خطة موضوعية بمساعدة الطاقم الفني، ولا سيما بوجود المدرب السابق للمنتخب جمال طه وفريقه اللذين ساعدنني كثيراً في اختياراتي وتعريفي على كافة التفاصيل وإمدادي بالاحصاءات عن كل لاعب، وهذا يساعد في التجانس". 

واعتبر هاشيك أن المعسكر كان ضرورياً للوصول إلى  نقطة محددة من الاستعدادات والانطلاق منها في المشوار الطويل "لا شك أن الظروف ليست مثالية في لبنان، لكنني متفائل جداً طالما الانسجام موجود ولدى اللاعبين الرغبة في تحقيق شيء". وأشار لاعب الوسط التشيكي السابق أن كل الفرق لديها الحظوظ في التأهل إلى نهائيات قطر"حتى لفريقي الكثير من الحظوظ للعب دور مهم في التصفيات"، أما عن السلبيات فقال هاشيك "تأخر عدد من اللاعبين في الالتحاق بالمعسكر بسبب ارتباطاتهم بأنديتهم، لكن هذه هي القواعد وينبغي احترامها، وهذا الأمر يطاول كل المنتخبات".

المساهمون