تتجه أنظار الجماهير المغربية صوب ضربة بداية المرشح الأول للحصول على اللقب الأفريقي، وهو منتخب المغرب صاحب إنجاز الحصول على المركز الرابع في كأس العالم 2022 في قطر، عندما يفتتح مشواره في البطولة القارية بمواجهة تنزانيا.
ويدخل المنتخب المغربي المباراة، وسط ضغوط جماهيرية كبيرة في ظل تصاعد الأحلام في المغرب بقدرة الجيل الحالي في الحصول على لقب بطل كأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية في تاريخ "أسود الأطلس". ويسعى منتخب "أسود الأطلس" مع مدربه وليد الركراكي، إلى تحقيق أكثر من هدف خلال لقاء تنزانيا، الأول تجنب مفاجآت الجولة الأولى، وحصد 3 نقاط يبدأ بها مشواره في المجموعة، والثاني تقديم الكرة المنتظرة منه، وحصد الانتصار والحصول على صدارة المجموعة مبكراً. والهدف الثالث هو تقديم مستوى فني مميز يتناسب مع القيمة التسويقية التي بات عليها المنتخب المغربي وما يضم من نجوم كبار.
يبدأ منتخب المغرب مبارياته متسلحاً بتشكيلة قوية، تغلب عليها العناصر صاحبة إنجاز الفوز بالمركز الرابع في كأس العالم، يتصدرهم ياسين بونو حارس المرمى المخضرم وأشرف حكيمي ويحيى عطية الله ورومان سايس وحكيم زياش وسفيان أمرابط ويوسف النصيري، وسط توقعات بأن يلعب المدرب بطريقة 4-3-3.
وحرص وليد الركراكي على ضخ دماء جديدة في تشكيلة منتخب المغرب خلال سباق كأس الأمم الأفريقية الجارية، من خلال استدعاء أمير ريتشارديسون النجم الصاعد في سماء الكرة المغربية، والذي تم ترشيحه ضمن أفضل 5 مواهب واعدة في القارة السمراء بالبطولة.
ويمثل أشرف حكيمي نجم باريس سان جيرمان الفرنسي وثاني أفضل لاعبي أفريقيا في عام 2023، الجوهرة الأهم في تشكيلة الجيل الحالي من لاعبي المغرب في ظل المستوى المميز الذي وصل إليه عالمياً، بخلاف قيمته الفنية في دفاع "أسود الأطلس".
كما يراهن منتخب المغرب بشكل كبير على نجمه المخضرم حكيم زياش صانع الألعاب، وصاحب الخبرات الكبيرة، الذي لعب لكبار أندية أوروبا في السنوات الأخيرة، مثل تشيلسي الإنكليزي، وهو لاعب محوري في تشكيلة المدرب وليد الركراكي.
ويظهر في تشكيلة المغرب أيضاً، يوسف النصيري مهاجم إشبيلية الإسباني الذي يسعى لصناعة التاريخ، والحصول على لقب هداف كأس الأمم الأفريقية، بخاصة بعد وصوله لمستوى فني عال من خلال تجربته الاحترافية في" الليغا"، وتحوله للمهاجم الأول في المغرب.
من جانبه، أكد وليد الركراكي المدير الفني لمنتخب المغرب، في تصريحات إعلامية، اكتمال استعداد لاعبيه لبدء منافسات كأس الأمم الأفريقية، والنظر فقط للمستقبل في مسيرة "أسود الأطلس".
وقال الركراكي: "نمتلك منتخباً قوياً، ومجموعة متماسكة، وقد أبلت البلاء الحسن في مونديال قطر، وهي نفسها التي تحضر في بطولة أمم أفريقيا بالطموح نفسه، وثقتنا كبيرة في قدرات اللاعبين". وتابع أن "البعض يرى المنتخب المغربي كتابا مفتوحا، وهذه التصريحات لا تمثل أهمية بالنسبة لي، فأنا أملك آليات تغيير النهج التكتيكي في كل مباراة على حدة والظهور بصورة مختلفة، وتحقيق الأهداف المطلوبة وهي الانتصارات في المباريات، وهذه سمة من سمات منتخب المغرب حالياً".
وشدد وليد الركراكي على أن الحديث عن تتويج منتخب بعينه، وفي المقدمة منتخب المغرب سابق لأوانه، مشيراً إلى ضرورة التركيز فقط على كل مباراة في البطولة على حدة لحين الوصول للمباراة النهائية. وأضاف أن "مجموعة المغرب قوية، وتحتاج إلى التركيز في كل مباراة، والسعي وراء حسم الانتصار للحصول على صدارة المجموعة، والعبور بشكل جيد إلى الدور ثمن النهائي".
في المقابل، يخوض منتخب تنزانيا البطولة، وهو يبحث عن التمثيل المشرف مع مديره الفني الجزائري عادل عمروش الذي قدم مستويات جيدة مع الفريق في الآونة الأخيرة. وقال عمروش، في تصريحات متلفزة إن "المباراة لن تكون سهلة، منتخب المغرب الأقوى على الورق، لكن في الملعب الأمر مختلف وكرة القدم تشهد دائماً المفاجآت، وسنبذل أقصى جهدنا من أجل تحقيق الفوز، والمدرب يضع فلسفته، ويحاول تحفيز لاعبيه، ويتبقى التوفيق في أرض الملعب، وهو العمل الذي نسير عليه في منتخب تنزانيا".
وشدد عادل عمروش، على أن تنزانيا خاضت فترة إعداد قوية للبطولة، ووصل اللاعبون إلى مستوى فني جيد، مشيراً إلى أن المفاجآت واردة بقوة في بطولة كأس الأمم الأفريقية. وأكد مدرب منتخب تنزانيا، أن خسارته الأخيرة أمام المغرب في تصفيات كأس العالم 2026 لها أسبابها التي تتلاشى قبل لقاء الفريقين في دور المجموعات لبطولة أمم أفريقيا الحالية.
وكان المغرب حقق الفوز قبل أسابيع على تنزانيا بهدفين مقابل لا شيء في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم من توقيع حكيم زياش وبكاري بالخطأ في مرماه، وأهدر أشرف حكيمي في اللقاء ركلة جزاء لصالح المغرب الذي عاد بـ3 نقاط من تنزانيا في رحلة الحصول على تأشيرة التأهل إلى المونديال الذي تستضيفه أميركا وكندا والمكسيك.
وتشهد المجموعة السادسة أيضاً، مباراة أخرى تجمع بين منتخبي الكونغو الديمقراطية وزامبيا، وهي مواجهة صعبة للفريقين، وكلاهما يدخل البطولة، وهو يسعى إلى عبور عقبة الدور الأول، والتأهل إلى ثمن النهائي، ويملكان مجموعة من المحترفين في أوروبا والمنطقة العربية، فضلاً عن التاريخ من خلال فوزهما سابقاً ببطولة كأس الأمم الأفريقية، لكنّ حقيقة الميدان ستكون حاسمة.