منتخب الجزائر لكرة اليد يتحدى الظروف للتألق في المونديال

13 يناير 2025
منتخب الجزائر خلال عزف النشيد الوطني على ملعب سبورتس هول في القاهرة، 16 يناير 2021 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يستعد منتخب الجزائر لكرة اليد للمشاركة في بطولة العالم 2025 ضمن مجموعة قوية تضم الدنمارك وإيطاليا وتونس، معتمدًا على الثقة من أدائه في كأس أمم أفريقيا الأخيرة.
- يواجه المنتخب تحديات في التحضيرات بسبب نقص الدعم والاهتمام، مما أثر على أجواء المعسكرات، مع استياء بعض اللاعبين من نقص الدعم اللوجيستي والتنظيمي.
- يعتمد المدرب فاروق دهيلي على معسكر كرواتيا والمباريات الودية لتحضير الفريق، مستلهمًا من الأداء الجيد في كأس أمم أفريقيا، ويسعى لتجاوز الأداء السيئ في النسخة السابقة.

يستعد منتخب الجزائر لكرة اليد للمشاركة في بطولة العالم المقررة إقامتها خلال الفترة الممتدة من 14 يناير/كانون الثاني إلى الثاني من فبراير/شباط المقبل، في الدنمارك وكرواتيا والنرويج، وسينافس الخُضر ضمن المجموعة الثانية التي تضم منتخبات بالغة القوة، أبرزها الدنمارك أحد منظمي هذه النسخة وبطل العالم آخر ثلاث مرات، إضافة إلى المنتخب الإيطالي الذي تطور مستواه بشكل ملحوظ في هذه اللعبة خلال السنوات الأخيرة، وصولاً إلى منتخب تونس صاحب التاريخ الكبير في الكرة الصغيرة، خاصة على المستوى القاري.

وسيشارك المنتخب الجزائري في البطولة العالمية للمرة الـ16 في تاريخه متسلحاً بالثقة التي يتمتع بها رجال المدرب فاروق دهيلي، وهذا بعد التألق في كأس أمم أفريقيا الماضية عند احتلالهم وصافة الدورة خلف منتخب مصر البطل ومنظم البطولة، في وقت تتخوف الجماهير الجزائرية من أن يتأثر رفقاء المخضرم مسعود بركوس بالأجواء الفوضوية التي صاحبت تحضيراتهم للمونديال، في ظل نقص اهتمام المسؤولين بهذا المنتخب، ما اضطر بعض اللاعبين إلى توجيه نداءات للسلطات بضرورة تقديم المساعدة لهم قبل دخول المسابقة، مثلما كان الحال مع اللاعب المحترف في نادي بليار الفرنسي هشام داود الذي سبقته دموعه، قبل السفر إلى كرواتيا لإقامة معسكر تحضيري السبت الماضي، في تصريحاته لإحدى القنوات التلفزيونية تنديداً بنقص الدعم والشروط اللازمة التي تسمح لهم بالتحضير الجيد.

كما كان بعض لاعبي المنتخب الجزائري قد أبدوا عدم رضاهم بشكل تام عن أجواء التحضيرات التي ميزت المعسكر الأول في مدينة فوكة التابعة لمقاطعة تيبازة غربي الجزائر العاصمة، إذ أجمع اللاعبون كذلك على وجود نقائص لوجيستية لم تسمح لهم بتجسيد برنامج العمل، وهذا يضاف إلى الإجراءات التنظيمية التي لم تكن في المستوى، من بينها فشل بعض اللاعبين في الحصول على تأشيرات تسمح لهم بالسفر إلى سلوفينيا لإجراء معسكر يسبق البطولة العالمية، خاصة مع الأزمة المالية التي يعاني منها اتحاد كرة اليد، رغم تدخل وزير الرياضة وليد صادي الذي خصّ وفد المنتخب الجزائري بزيارة الخميس الماضي، قبل سفرهم إلى كرواتيا، وأكد لهم العزم على تقديم الدعم اللازم الذي يسمح للاعبين بتقديم مستوى مشرّف في بطولة العالم 2025.

ويعوّل المدرب فاروق دهيلي على معسكر كرواتيا والمباريات الثلاث الودية، ضد سلوفينيا التي خسرها منتخب الجزائر (37-32) ثم كوبا وقطر، ليجسد برنامجه التحضيري وشحن لاعبيه أكثر من الناحيتين النفسية والذهنية التي تسمح لهم بتقديم وجه مشرف في بطولة العالم، مثلما كان الحال في كأس أمم أفريقيا الأخيرة في مصر، إذ كان منتخب الخُضر يعاني من الظروف نفسها تقريباً، المتمثلة في تذبذب التحضيرات ونقص الدعم، لكن رفقاء الحارس خليفة غضبان استطاعوا مفاجأة المتابعين واحتلال وصافة المسابقة خلف المنتخب المصري، رغم أن تألق المنتخب الجزائري في مثل هذه المنافسات القارية يبقى أمراً طبيعياً عطفاً على تاريخه الكبير، وباعتبار أن هذه الرياضة هي أكثر الرياضات الجماعية فوزاً بالألقاب في البلاد.

ويتمثل هذا في تحقيق اللقب القاري سبع مرات كاملة آخرها عام 2014، وتحقيق لقب كأس العالم للقارات مرة واحدة، حدث ذلك عام 1998، إضافة إلى دورة الألعاب الأفريقية في أربع مناسبات، وغيرها من الألقاب الإقليمية، مثل البطولة العربية وألعاب البحر الأبيض المتوسط ودورة ألعاب التضامن الإسلامي، مرة واحدة في كل منافسة.

وشارك المنتخب الجزائري في كأس العالم لكرة اليد لأول مرة عام 1974 في النسخة التي نظمتها ألمانيا الشرقية، وخلالها احتل الخُضر المركز الـ15، أما المركز الـ13 فهو أفضل مركز في تاريخ هذا المنتخب خلال مشاركته في المونديال، وكان ذلك في دورة فرنسا سنة 2001، أما أسوأ مرتبة للجزائريين بهذه المسابقة فقد كانت في النسخة الـ31 التي احتضنتها بولندا والسويد، وهو ظهور سيّئ يسعى محاربو الصحراء لوضعه طيّ النسيان عبر تألق في الدورة المقبلة، رغم صعوبة المهمة التي تنتظر المدرب فاروق دهيلي ولاعبيه.

المساهمون