تترقب جماهير الكرة العربية خصوصاً، والأفريقية عموماً، نتائج قُرعة الدور الثالث والأخير من عُمر التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، انتظاراً لتحديد المواجهات المرتقبة بين 10 مُنتخبات تتنافس على 5 بطاقات مؤهلة إلى المونديال.
وتخوض المُنتخبات العربية الدور الثالث والأخير بـ"4 مُنتخبات"، أملاً في حصد البطاقات الأربع في حال تجنب ظهور مواجهات مباشرة بين الدول العربية، وهي الجزائر، التي شاركت في نُسخة 2014، والمغرب وتونس ومصر التي شاركت في نُسخة 2018.
ويضمّ المستوى الأول، وفقاً لتصنيف الاتحاد الدولي "فيفا" الصادر في 19 نوفمبر/تشرين الثاني، مُنتخبات الجزائر والمغرب وتونس والسنغال ونيجيريا، فيما يضمّ المستوى الثاني مُنتخبات مصر وغانا والكاميرون والكونغو الديمقراطية ومالي، التي يدور بينها الصراع في الدور الثالث بواقع 5 مواجهات ذهاباً ومثلها إياباً، تقام الأولى على ملاعب مُنتخبات المستوى الثاني، بينما تقام الثانية الحاسمة على ملاعب المستوى الأول.
وتُمنّي الجماهير العربية نفسها بعدم حدوث أي مواجهات عربية في الدور الثالث والأخير، على أمل امتلاك فرصة التأهل لـ4 مُنتخبات إلى المونديال الذي يُقام في قطر كأول دولة عربية تستضيف هذه البطولة الكبرى، حيث يوجد الثلاثي، الجزائر وتونس والمغرب في مستوى، ومصر في مستوى آخر، وهو أمر يتيح إمكانية تجنب تكرار سيناريو المواجهات العربية العصيبة مثل مصر والجزائر "تصفيات 1990 - 2010" ومصر وتونس "تصفيات 1998" ومصر والمغرب "تصفيات 1986"، وهي مواجهات شرسة بين المُنتخبات العربية الكبرى، في رحلة البحث عن بطاقات التأهل إلى بطولة كأس العالم.
وتأتي القُرعة في توقيت عصيب لأغلب المُنتخبات، سواء التي شاركت في بطولة أمم أفريقيا، أو التي فشلت في تخطي الدور الأول لها، أو التي غابت عن الصورة بسبب عدم التأهل إلى البطولة القارية.
الجزائر تراجعت كثيراً في الكاميرون، وخسرت أمام غينيا الاستوائية وتعادلت مع سيراليون في بداية هزيلة للغاية، قبل أن تخسر أمام ساحل العاج في المباراة الثالثة وتودع من الدور الأول، ولكن حاز جمال بلماضي المدير الفني دعماً جماهيرياً، إيماناً بما قدمه على مدار 3 سنوات ماضية، وصل إلى إطلاق وسم "معك للنهاية يا بلماضي"، لتأكيد دعم الجماهير للمُدير الفني.
الأمر نفسه، بالنسبة إلى مصر التي واجهت ظروفاً عصيبة في الأمم الأفريقية، على خلفية العروض الهزيلة في الدور الأول، والخسارة أمام نيجيريا بهدف دون ردّ، وتعالي الأصوات الداعية إلى إقالة البرتغالي كارلوس كيروش، المُدير الفني، من منصبه، مع تعيين حسام حسن مُديراً فنياً في الدور الثالث والأخير من عُمر تصفيات المونديال.
من جانبه، عاش مُنتخب تونس بدوره، أجواءً متوترة وانتقادات لاذعة، لاحقت المُدرب مُنذر الكبيّر، بعد خسارة كأس العرب بالسقوط أمام الجزائر في النهائي، ثم البداية الهزيلة في أمُم أفريقيا، والخسارة أمام مالي، أحد مُنتخبات المستوى الثاني، والفوز على موريتانيا، قبل الخسارة أمام غامبيا التي تشارك لأول مرة في " الـ"كان"، وتقديم عرض متواضع، وهو ما برره الجهاز الفني بتفشي الإصابة بفيروس "كورونا" بين لاعبيه أخيراً.
في الوقت نفسه، يعيش المُنتخب المغربي أجواءً جيدة، بعد فوزه في 6 مباريات مُتتالية بالدور الثاني للتصفيات، ثم تصدره لمجموعته في كأس الأمم الأفريقية مع نهاية الدور الأول، ونجاح مُدربه وحيد حاليلوزيتش في تقديم سلسلة من العروض الجميلة، بالإضافة إلى اكتشاف مواهب جديدة في تشكيلة "أسود الأطلس"، رغم غياب نجمه حكيم زياش من الصورة.
لا تختلف تلك المُعطيات عن مُنتخبات كبرى في المستويين الأول والثاني. فالمُنتخب السنغالي تعرّض لانتقادات لاذعة في الفترة الأخيرة، بسبب تحقيقه لفوز وحيد في الدور الأول، وحصوله على قمة المجموعة الثانية برصيد 5 نقاط فقط، مع تسجيل هدف واحد في المُباريات، وتراجع مستوى لاعبين، وغياب آخرين للإصابة مثل إسماعيلا سار.
كذلك انفجرت الأزمات بقوة في مُنتخب غانا بعد الخروج المُهين من الدور الأول لبطولة كأس الأمم الأفريقية، بعدما أنهى المجموعة الثالثة في المركز الرابع والأخير برصيد نقطة واحدة، وخسر من جُزر القُمر 2-3 والمغرب بهدف دون رد، والتعادل مع الغابون، وتعالت الأصوات الداعية إلى إقالة "ميلوفان"، المدير الفني من منصبه، والبحث عن مُدرب جديد ينجح في لمّ الشمل وإعادة التوازن إلى "النجوم السوداء" في الدور الثالث، خشية ضياع حلم المونديال وظهور عام كارثي لغانا.
والطريف أنّ هناك مُنتخباً يقدم عروضاً جيدة في الأمم الأفريقية، وهو منتخب نيجيريا، ولكنه سيعاني بعد نهاية البطولة مُباشرة من التغييرات الفنية، حيث يُنتظر أن يتولى المسؤولية البرتغالي جوزيه بيسيرو، بديلاً للمُدرب الوطني المؤقت أوغستين إيغوافين الذي حقق ضربة بداية قوية في البطولة القارية، بتصدر مجموعته في الدور الأول، وكانت هناك أصوات تدعو إلى استمراره، ومنحه فرصته كاملة في قيادة "النسور الخضر" خلال الدور الثالث والأخير من تصفيات كأس العالم.
أما منتخب مالي، فيعيش أجواءً غير مواتية، تجمع بين محمد مغاسوبا، المدير الفني، ومسؤولي الاتحاد المحلي، على خلفية العروض الفنية الضعيفة في الدور الأول لأمم أفريقيا، ودخوله في صدامات مع أكثر من لاعب كبير في التشكيلة.
وواجهت الكاميرون انتقادات كبيرة بسبب العروض المُخيبة للآمال في الدور الأول، رغم تصدّرها لمجموعتها برصيد 7 نقاط، وتعادلها مع الرأس الأخضر، والفوز الصعب على حساب بوركينا فاسو، وما يتردد عن خلافات بين صامويل إيتو، رئيس الاتحاد الجديد، وأنطونيو كونسيساو، المدير الفني لـ"الأسود" في الفترة الأخيرة.