منافسة أوروبا في القمة.. بين السكون والإبداع إلى المعاناة والإقالات

منافسة أوروبا في القمة.. بين السكون والإبداع إلى المعاناة والإقالات

08 نوفمبر 2021
ميلان تعادل مع إنتر في الديربي (Getty/Sportinfoto)
+ الخط -

أقفلت صفحة الدوريات الأوروبية لفترة وجيزة، مع ذهاب اللاعبين الدوليين لخوض مباريات التصفيات القارية المؤهلة لمونديال قطر 2022، لكن الحديث سيتواصل عن هذا الموسم الذي حمل حتى اللحظة العديد من الأمور اللافتة، التي سنتحدث عنها.

الدوري الإيطالي
تبدو المنافسة في إيطاليا شرسة هذا الموسم بشكلٍ كبير، إذ يتشارك ميلان ونابولي الصدارة حتى اللحظة، فالأخير تعثّر بالتعادل أمام فيرونا فيما شهد ديربي الغضب بين ميلان وإنتر التعادل، ليبقى النيراتزوري في المرتبة الثالثة، خلف المتصدرين بعدد النقاط.

ميلان هذا الموسم بحالٍ جيد، استطاع تقديم مباريات مميزة على صعيد الدوري، وهو ينمو مع مرور الوقت، تصريحات مدربه ستيفانو بيولي بعد نهاية الديربي تثبت أنه سعيد بما تحقق، هو على حق فقد واجه فريق إنتر البطل، الذي يضم في صفوفه لاعبين ذوي خبرة أكثر، بعضهم خاض مباريات عظيمة لسنوات على غرار أرتورو فيدال وإيدين دجيكو وبروزوفيتش والحارس سمير هاندانوفيتش، لكن الروسونيري من دون شك يثبت أنه يلعب بروح المجموعة، ساندرو تونالي تحديداً يتطور أكثر وكان من الأفضل في الديربي.

في المقابل، لا يمكن إغفال ما يقدمه نابولي مع لوتشيانو سباليتي إذ لم يخسر أي لقاء، وقد يتحول الأخير لأيقونة هناك في جنوب إيطاليا بحال حقق اللقب الغائب عن خزائن النادي منذ عام 1990، وقد يرتفع ليصبح إلى جانب دييغو أرماندو مارادونا بين العظماء، خصوصاً أنّ الأرجنتيني كان آخر من جلب لقب السكوديتو لهم لاعباً.

اليوفي فاز في الجولة الأخيرة وبقي قريباً من المقاعد الأوروبية، ربما الحديث سابق لأوانه عن فقدان حظوظه في المنافسة على اللقب، رغم التأكيد على صعوبة المهمة، لكن كلّ شيء وارد، إذ يدرك ماسمليانو أليغري أن أمامه عملا كبيرا هذا الموسم، الفريق ليس بأفضل حال من الناحية الهجومية في الكالتشيو، كما أنه يحتاج لإيجاد التوليفة المناسبة. في الحقيقة الفريق يحتاج للتحضير والتغيير، فخلال الحقبة الأولى له هناك، كان البيانكونيري أكثر صلابة، لكن بعد تجربتي ماوريسيو ساري ثم أندريا بيرلو لا تبدو الأمور كما عهدناها سابقاً.

الدوري الإنكليزي
في إنكلترا أحاديث كثيرة لا بدّ منها؛ البداية مع تشلسي رغم تعادله الأخير، لكنه بقي في الصدارة، ربما مع مانشستر سيتي قد يكون الأوفر حظاً لتحقيق اللقب هذا الموسم ومن ثم ليفربول.

فريق المدرب توماس توخيل ينتظر عودة المهاجمين روميلو لوكاكو وتيمو فيرنر لاستعادة قوته الهجومية أكثر، وإراحة اللاعبين الآخرين، فأمامهم العديد من الجبهات المحلية وحتى الأوروبية.
أما السيتي مع بيب غوارديولا فهو من دون شك قادرٌ على حسم أي لقاء، تجاوز بسرعة سقوطه أمام كريستال بالاس وهزم مانشستر يونايتد، لكن الفريق يحتاج رأس حربة أو لنقل هدافا قادرا على ترجمة الكمّ الهائل من الفرص المتاحة بفضل لاعبي الوسط والأجنحة إلى أهداف.

في ليفربول الجميع يتحدث عن محمد صلاح المتألق الدائم، يقابله انخفاض في مستوى ساديو ماني، المنتظر أن يستعيد تألقه السابق، لكن الريدز بطبيعة الحال سيحتاج إلى لاعب جناح آخر، فالموسم طويل وأمامه الكثير من الاستحقاقات.

ننتقل إلى مانشستر يونايتد، حاله لا يبشر أبداً بالخير حتى اللحظة، خسر المواعيد الكبرى، آخرها الديربي أمام مانشستر وقبلها تعرّض لانتكاسة أمام ليفربول في أولد ترافورد، البرتغالي كريستيانو رونالدو وحده لا يمكنه القتال، حتى أن روي كين قائد النادي سابقاً سخر من المدافعين: "أهؤلاء لاعبون دوليون؟ ما يقوم به هاري ماغواير والسويدي ليندلوف وإريك بايلي أقل ما يقال عنه إنه مهزلة".

لا يمكن أن ننتقل لدوري آخر دون الحديث عن أرسنال أرتيتا. كان الجميع في الماضي يطالب برحيله بينما يمجّده الجميع الآن بعد انتصارات متتالية أعادته من منتصف الترتيب إلى الخمسة الأوائل. بينما ينتظر أنطونيو كونتي السيناريو ذاته، بعدما استهل رحلته في البريميرليغ مع توتنهام، بتعادلٍ من دون أهداف إيفرتون المترنّح بدوره مع الإسباني رافائيل بينيتيز. بدوره، يقارع نادي ويستهام يونايتد الجميع باحتلاله حتى اللحظة مركزاً مؤهلاً لدوري الأبطال، بينما نرى ليستر سيتي متراجعاً بعد مستويات سيئة وتعثرات متتالية.

الدوري الإسباني
في إسبانيا، يتصدر نادي ريال سوسييداد الترتيب حالياً بفارق نقطة عن ريال مدريد، يأمل الأخير استمراره على القمة طويلاً، كما حصل في موسم 2002-2003، لكنه بطبيعة الحال لا يريد تكرار كلّ أحداث تلك القصة، فيومها احتلّ المركز الثاني بعد منافسة شرسة مع الريال تحديداً، فقد فيها اللقب في آخر جولة.

أما نادي ريال مدريد، فيبدو وضعه جيداً، صحيح أنه لم يصل إلى قمة مستواه، لكنه يحقق المطلوب منه بفضل تألق الفرنسي كريم بنزيمة وكذلك البرازيلي فينيسيوس جونيور، وتقديم دافيد ألابا مستوى مميزاً في الخط الخلفي، فيما لا يظهر البلجيكي إيدين هازارد أبداً، وهو مرشح لترك الميرنغي في أقرب فرصة.

نختم مع برشلونة الذي استقبل الإثنين مدربه الجديد تشافي هيرنانديز. قدّمه للجماهير ليبدأ معه النادي الكتالوني مرحلة جديدة، رغم صعوبة الأجواء المحيطة به، ستكون لديه أيام للتحضير وتحليل ما عاشه البلاوغرانا منذ بداية الموسم، والجلوس مع طاقمه التدريبي للبحث والغوص أكثر في الأخطاء، وبعدها وضع لائحة الأسماء المناسبة لضمّها إلى الفريق مع مراعاة الظروف المالية بطبيعة الحال، وختاماً التطرق إلى مشكلة الإصابات والطاقم الطبي والبدني في النادي.

تنتظرنا متعة كبيرة في هذه الدوريات الثلاثة بعد عودة المنافسات عقب فترة التوقف الدولي.

المساهمون