رومان أبراموفيتش رئيس فريق تشيلسي (Getty)
23 سبتمبر 2020
+ الخط -

رومان أبراموفيتش اسم يعرفه الجميع في عالم كرة القدم، وخصوصاً جماهير "البريميرليغ"، فهو رئيس فريق تشلسي منذ عام 2003، وما زال حتى اليوم.

الملياردير الروسي ــ الإسرائيلي من أصول يهودية، وهو يملك ثروة طائلة، بحسب مجلة "فوربس"، التي تُناهز نحو 12,9 مليار دولار أميركي، وتجعله أغنى شخص يملك جنسية إسرائيلية.

لكن بعيداً عن عمل رومان أبراموفيتش الرياضي كرئيس للبلوز، فإنه معروف بقناعاته الصهيونية، وبتأييده المطلق للاحتلال وللعدوانية الإسرائيلية، وهو مرتبط بمنظمة "إلعاد" التي تُعنى بتوطين الإسرائيليين في مدينة سلوان (في القدس المحتلة) التي تُطلق عليها المؤسسة الإسرائيلية اسم مدينة "داود"، بحسب تفاصيل كشفها تحقيق خاص بقناة "بي بي سي" العربية.

أبراموفيتش و"إلعاد"

رومان أبراموفيتش من المهاجرين الروس، مولود من عائلة يهودية، وقد حصل على الجنسية الإسرائيلية في عام 2018، بعد أن واجه بعض التأخيرات بسبب إجراءات قانونية مُحددة. وهو بحسب وثائق مُسربة من موقع "باز فيد" مُرتبط بمنظمة "إلعاد" اليهودية التي تهتم بتوطين الإسرائيليين في مدينة سلوان الفلسطينية، والتي تُطلق عليها دولة الاحتلال اسم مدينة داود اليوم.

تأسست منظمة "إلعاد" في عام 1986، وهدفها الأساسي توسيع عملية الاستيطان لليهود في مدينة القدس، وهي تُدير المواقع الأثرية في مدينة داود كما تُسميها منظمة "إلعاد"، وهي مواقع كبيرة لجذب السياح من الخارج وتغيير الواقع على الأرض وخلق مناخ ديموغرافي سياسي جديد، لكن السؤال الذي يُطرح: ما علاقة أبراموفيتش بمنظمة "إلعاد"؟

يكشف تحقيق "بي بي سي" العربية أنّ منظمة "إلعاد" عملت منذ تأسيسها وحتى عام 2005 على عملية توطين اليهود في مدينة سلوان، وهو هدفها الأساسي المُعلن. وفي وقت تحتاج مثل هذه العمليات إلى تمويل مادي ضخم، نجحت هذه المنظمة في استقطاب كثير من المتبرعين، وتلقت أموالاً طائلة، خصوصاً بين سنتي 2005 و2018، ومن بين هذه التبرعات 4 شركات مُسجلة في الجزر العذراء البريطانية التي شكلت نحو 65% من مجموع التبرعات.

وفعلاً شهدت منظمة "إلعاد" نمواً كبيراً في مدينة سلوان، معتمدة على الأموال الضخمة التي تأتي من متبرعين من الخارج، ونصف هذه التبرعات التي وصلت بين سنوات 2005 و2018 كانت من 4 شركات، هي: "كانتلي إينفستمنت" المحدودة، "فارلي إنترناشيونال"، "أوفينغتون"، "ليستون هول" المحدودة، لكن اللافت، كان ارتباط جميع هذه الشركات باسم واحد، هو رئيس فريق تشلسي رومان أبراموفيتش، وفقاً لوثائق مصرفية مُسربة لموقع "باز فيد نيوز".

تُظهر الوثائق المسربة التعاملات المصرفية لهذه الشركات وهوية المالك الحقيقي لها، ويظهر فيها اسم رومان أبراموفيتش في أكثر من مرة، وتؤكد الوثائق أنّ مالك فريق تشلسي هو المستفيد النهائي من ثلاث شركات، وهو المسيطر والمالك الرسمي لشركة رابعة.

تبرعات لـ"إلعاد"

ترتبط الشركات الأربع مباشرةً بإلعاد، فهي المموّل الأكبر لميزانية هذه المنظمة المعنية بالاستيطان في القدس الشرقية. ووفقاً للوثائق، فإن قيمة تبرعات هذه الشركات للمنظمة وصلت إلى أكثر من 100 مليون دولار أميركي بين سنتي 2005 و2018، وهو الأمر الذي يعني أن أبراموفيتش هو أكبر مُتبرع للمنظمة الاستيطانية.

أدّت هذه الأموال دوراً كبيراً في تقوية دور منظمة "إلعاد" في القدس الشرقية، وتحديداً في مدينة سلوان، حتى إن هذه الشركات كانت مسؤولة عن نحو 90% من التبرعات التي حصلت عليها المنظمة في عام 2007. واستخدمت معظم هذه الأموال في مشاريع للتنمية والتوطين في مدينة "داود".

ويعني الاستيطان في مدينة سلوان تهجير عائلات فلسطينية من منازلها، وذلك لأنه بحسب القوانين الإسرائيلية، المنازل المُسجلة بأسماء غائبين (هُجروا وتركوا بيوتهم)، هي منازل يمكن منحها للمستوطنين. لكن هذه العمليات لا تسير بشكل هادئ وطبيعي، فهناك كثير من القضايا التي ذهبت إلى المحاكم بسبب نزاع على عقارات لعائلات فلسطينية سعت منظمة "إلعاد" إلى سرقتها ومنحها للمستوطنين.

كرة عالمية
التحديثات الحية

ووفقاً للمقربين من المليادير الروسي، فهو داعم سخيّ لدولة الاحتلال وللمجتمع المدني اليهودي، وقد تبرّع في السنوات الـ15 الأخيرة بنحو 500 مليون دولار أميركي لدعم الرعاية الصحية والعلوم والتعليم، وللجاليات اليهودية حول العالم.

في المقابل، ووفقاً لتحقيق "بي بي سي" العربية، فإنّ مالك تشلسي، أبراموفيتش، ليس مرتبطاً مباشرةً بالتبرعات لـ"إلعاد"، فارتباطه يقتصر على كون الشركات المتبرعة تعود ملكيتها إليه، ما يعني أن أبراموفيتش لم يُرسل الأموال مباشرةً من حساباته الخاصة أو على شكل تبرعات خيرية.

واليوم لم تعد شركات أبراموفيتش هي المُمول الأكبر لمنظمة "إلعاد"، بل هناك متبرعون جُدد أصبحوا في الطليعة، وقد وصلت قيمة المساهمة في عام 2018 إلى نحو 21 مليون دولار أميركي. ومعروف أنّ أبراموفيتش هو أحد أقرب المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يحيط نفسه بمجموعة أصدقاء روس صهاينة، يهود أو غير يهود، وإسرائيليين، من أمثال أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية السابق، وأحد أكثر رموز اليمين الصهيوني تطرفاً في إسرائيل، حتى إن بين الرجلين علاقة صداقة تجمع أفراد عائلتيهما، وهو ما يكررانه دائماً.

المساهمون