مدرب ليل... الساحر الذي حول أحلام الفريق من الهبوط إلى منصات المجد

مدرب ليل... الساحر الذي حول أحلام الفريق من الهبوط إلى منصات المجد

24 مايو 2021
غالتييه قائد الملحمة (Getty)
+ الخط -

لم يكن يخطر بذهن رئيس نادي ليل الفرنسي، وهو يتعاقد مع كريستوف غالتييه في نهاية سنة 2017، أن ابن مدينة مرسيليا سيقود الفريق بعد سنوات قليلة إلى التتويج بالدوري الفرنسي، فقد كانت أقصى طموحات ليل تفادي النزول، إذ كان في المركز قبل الأخير، عندما منح دفة المدير الفني إلى غالتييه، أو المشاركة في الدوري الأوروبي في أحسن الظروف.

وبعد أن كسب التحدي الأهم وهو تأمين البقاء، نجح غالتييه لاحقاً في قيادة ليل إلى أعلى المراتب، فرغم أن الفريق واصل تطبيق سياسته الرياضية الهادفة إلى بيع اللاعبين لتغطية النفقات الباهظة، فإن ليل الذي خسر أساساً نيكولاس بيبي المنتقل إلى أرسنال، ولياو الذي انتقل إلى ميلان، أو أوسيمين الذي انتقل إلى نابولي، نجح في مقارعة النادي الباريسي بترسانة النجوم التي يملكها ويحصل على بطولة الليغ 1، بعد أن حل ثانيا في الموسم قبل الماضي.

ولم يكن اختيار غالتييه أفضل مدرب في الليغ 1 هذا الموسم مفاجئاً، فالمسألة كانت منتظرةً منذ فترة، خاصة أن عديداً من الأندية رغبت في التعاقد معه منذ فترة بداية ليون أو نابولي. كما حاول مرسيليا التعاقد معه بعد أن ترك بصمته بشكل واضح. وجاء اختيار غالتييه، للمرّة الثالثة في مسيرته، أفضل مدرب في الدوري الفرنسي رغم أنّه لم يُتوج سابقا بالدوري مؤشر على تميزه.

والنجاح مع ليل كان يبدو صعباً في البداية، بما أن الفريق لا يملك رصيداً بشرياً أو ترسانة من النجوم مثل منافسيه على اللقب، ولكن بعد أن قاد غالتييه في محطته السابقة فريق سانت إتيان إلى التألق في الدوري الفرنسي، وجعله ينافس على المراكز الأوروبية بشكل متواصل، فإن التفاؤل كان مسيطراً في أعقاب نهاية النصف الأول من الموسم.

ويملك غالتييه شخصية قوية، تساعده على فرض تصوراته وهو معروف في فرنسا بمواقفه الصارمة ولا يتوانى في الإعلان عن ذلك دون تردد، وهو ما سبب له بعض المشاكل خلال تجربته مع سانت إتيان عندما هاجم سياسة رئيس النادي. كما يرتبط بعلاقة قوية باللاعبين، ما دفعه في سنة 2015 إلى محاولة الاعتداء على لاعب من تولوز بسبب تدخله القوي على قائد سانت إتيان، وهو يدافع عن لاعبيه بشراسة تجعل العلاقة معهم قوية ويمكنه تمرير أفكاره بسهولة.

كما أن غالتييه العاشق للهولندي كرويف، والذي تأثر بالمدرب الإيطالي أنشيلوتي، هو رجل المفارقات، فقد ولد في مرسيليا وعمل مساعداً في ليون ثم درّب غريمه سانت إتيان، فالأهم بالنسبة إليه هو العمل والنجاح في المهمة، ورغم أنّه لم يحصد ألقاباً إلا كأس الرابطة الفرنسية، إلا أن العمل مساعداً للمدرب الفرنسي بيرين في عديد من المحطات جعله يعرف طعم الألقاب.

ويؤكد الملاحظون أن الفضل في التتويج هذا الموسم يعود إلى غالتييه، الذي نجح في توظيف قدرات اللاعبين بشكل جيد وتمكن من وضع استراتيجية لعب تتماشى مع قدرات الفريق، ومهارات مختلف العناصر، لا سيما البرتغالي سانشيز الذي أعاد اكتشافه من جديد.

 

غالتييه، الذي نشأ في مدينة مرسيليا، لا يُنكر دعمه لزين الدين زيدان، بل أعلن صراحةً منذ أيّام أنّه الأحق بتدريب المنتخب الفرنسي. وهو لا يُنكر أيضا أن زيدان يرمز إلى الجزائر التي يرتبط بها غالتييه بشكل قوي، بما أن والديه ولدا في الجزائر وكذلك شقيقه الأكبر قبل العودة إلى فرنسا، كما أن غالتييه تكوّن رفقة النجم الفرنسي كانتونا صاحب القوية الشخصية ويبدو أنّه استمدّ قوة شخصيته من هذا اللاعب.

ورغم أن ليل توج بالدوري في سنة 2011، إلا أن هذا الموسم كان أصعب نظراً إلى قوة باريس سان جيرمان، ولكن الفريق نجح بفضل قوة مدربه وحسن توظيف الرصيد البشري في منافسة الباريسي ثم التفوق عليه.

 

المساهمون