ستكون مباريات ربع نهائي دوري أبطال أوروبا التي ستقام الأسبوع القادم، فرصة أخيرة للعديد من المدربين من أجل تفادي شبح الإقالة في نهاية الموسم، وملاقاة مصير المدرب يوليان ناغلسمان الذي أقيل من تدريب فريق بايرن ميونخ الألماني، رغم أنه حقق 8 انتصارات في 8 مباريات بدوري الأبطال هذا الموسم، ولكنه دفع ثمن الفشل في الدوري الألماني، وتراجع فريقه إلى المركز الثاني خلف دورتموند، ولن تجري محاسبة المدرب الجديد لـ"البافاري" سريعاً بما أنّه سيدرب الفريق في مرحلة صعبة للغاية، ولن يكون من السهل ضمان التتويج بالألقاب المهمة.
كارلو أنشيلوتي
ويُواجه العديد المدربين الذين تأهلوا إلى ربع نهائي الأبطال، المصير نفسه لمدرب البايرن المقال، حيث تُعتبر المسابقة الأوروبية فرصة الأمل الأخير بالنسبة إليهم لتفادي شبح الإقالة الذي يُحاصرهم، بداية بالإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد الإسباني، ذلك أن النادي الملكي فقد آماله في التتويج بالدوري الإسباني، بعد أن ارتفع الفارق عن برشلونة إلى 12 نقطة، ما يعني استحالة الحصول على "الليغا".
كما خسر الفريق جولة الذهاب في نصف نهائي الكأس على ميدانه أمام برشلونة أيضاً، ويبدو قريباً من توديع المسابقة، ما يعني أن الريال سيكون مطالباً بالتتويج بدوري الأبطال لإنقاذ موسمه، ويضمن مدربه الإيطالي تمديد إقامته بين أسوار النادي الملكي لموسم إضافي، أو الرحيل من الباب الكبير، بما أن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم يفكر في التعاقد معه بنهاية الموسم الحالي، وبعد كل الذي حققه مع الريال، فإن كارلو لا يريد أن يرحل دون لقب "كبير"، بل إن التتويج بدوري الأبطال للمرة الثالثة مع الريال سيكون إنجازاً رائعاً في مسيرته.
غراهام بوتر
وسيواجه أنشيلوتي في ربع النهائي، فريق تشلسي بقيادة المدرب غراهام بوتر، الذي يواجه المصير نفسه، ذلك أن المدرب الذي تولى قيادة تشلسي، خلفاً للألماني توماس توخيل، لم يقدر على تطوير أداء الفريق، كما أن النتائج سجلت تراجعاً كبيراً في الدوري الإنكليزي، والفريق بات مهدداً بعدم المشاركة الموسم القادم في دوري الأبطال، إلا في حال نجح في قيادة "البلوز" إلى حصد اللقب، حيث يبدو التألق في المسابقة الأوروبية الحل الأخير أمام بوتر لتفادي الإقالة، خاصة أن إدارة النادي اللندني أنفقت ميزانية ضخمة في الميركاتو الشتوي لتجعل فريقها أقوى.
وتوديع المسابقة منذ ربع النهائي يعني فشلاً كبيراً للمدرب الإنكليزي الذي يواجه انتقادات كبيرة منذ العديد من الأسابيع، وتردد أن إدارة "البلوز" انطلقت في وضع الخطط البديلة، من أجل تعويضه، ولهذا فإن مواجهة الريال ستكون حاسمة لغراهام بوتر.
سيموني إنزاغي
وسيكون سيموني إنزاغي مطالباً بأن يتجاوز عقبة فريق بنفيكا البرتغالي، حتى لا يرحل عن إنتر ميلانو الإيطالي مكرهاً، فرغم أن إنزاغي قاد الفريق للمرة الأولى في الموسم الماضي إلى تخطي الدور الأول بعد سنوات من الانتظار، ثم قاده هذا الموسم إلى التأهل إلى ربع النهائي، لكن ذلك لا يتماشى مع طموحات الفريق الذي ابتعد في ترتيب الدوري الإيطالي عن المتصدر، وبات مهدداً بخسارة فرصه في المشاركة في دوري الأبطال الموسم القادم، بعد أن سجلت النتائج تراجعاً كبيراً والفريق خسر الكثير من النقاط ضد أندية ضعيفة.
وقد انطلق الحديث في إيطاليا عن إمكانية عودة أنطونيو كونتي لقيادة الفريق في الموسم القادم، مع توقعات بأن تكون مواجهة بنفيكا حاسمة بكل المقاييس، لأن التأهل إلى نصف النهائي سيضمن لإنزاغي تفادي غضب جماهير النادي، ويعطيه فرصة جديدة لقيادة الفريق خلال الموسم القادم، ودون ذلك فإن شبح الإقالة يُلاحق مدرب لاتسيو السابق الذي تعرض فريقه إلى خسارة في آخر مواجهة في الكالتشيو أمام يوفنتوس، وهو ما أضعف موقفه كثيراً وجعله عرضة لانتقادات قوية.
ستيفانو بيولي
ولا يختلف الوضع كثيراً بالنسبة إلى الفريق الثاني لمدينة ميلانو، بما أن ميلان الذي نجح بعد سنوات طويلة في تخطي عقبة الدور ربع النهائي، فقد آماله في المحافظة على لقب الدوري الإيطالي الذي توج به في الموسم الماضي، فقد سجلت نتائج الفريق في منافسات الكالتشيو تراجعاً كبيراً وواجه أزمات كبيرة، خاصة عندما فشل في الانتصار خلال سبع مباريات توالياً في كل المسابقات في بداية العام الحالي، وأضاع نقاطاً أمام أندية من أسفل الترتيب في الكالتشيو، ولهذا فإن المدرب ستيفانو بيولي الذي تجنب الإقالة في مناسبة أولى في عام 2020، ودعمه المدير الفني باولو مالديني خلال أزمة الفريق في بداية العام، سيكون مهدداً بالإقالة في حال عجز عن تخطي فريق نابولي في ربع النهائي، وهي مباراة صعبة للغاية أمام منافس يقدم أفضل المستويات هذا الموسم، ولن يكون من السهل عليه التعامل مع الموقف.
بيب غوارديولا
ويصعب توقع مصير المدرب الإسباني بيب غوارديولا، ذلك أن فريقه مانشستر سيتي سيواجه بايرن ميونخ في مهمة صعبة، ولكن "السيتي" فشل في المواسم الماضية باستمرار في الحصول على اللقب، وقد اتهم المدرب في العديد من المناسبات بالفشل في قيادة الفريق إلى التتويج، ورغم ذلك فإن ثقة مجلس الإدارة لم تهتز بالمرة، حيث يبدو في مأمن من الانتقادات والمحاسبة، ويتمتع في كل موسم بميزانية ضخمة للقيام بالصفقات، وبالتالي فإن الفشل في تخطي عقبة الريال لن يُهدد هذا المدرب.
وقد يختلف الوضع هذا الموسم قياساً بالمواسم الماضية في حال عجز "السيتي" عن استعادة صدارة الترتيب في الدوري، فذلك يعني أن الفريق سينهي الموسم دون أن يتوج بألقاب مهمة، ولهذا تبدو المواجهة مع بارين مهمة للغاية لغوارديولا حتى لا يُضعف موقفه مجدداً.