محمود سلمي "ميسي غزة" يروي معاناته: نزحت 100 مرة

23 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 19:30 (توقيت القدس)
تحدث محمود سلمي نجم الأهلي السابق عن معاناته (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اضطر محمود سلمي للنزوح المتكرر بسبب الحرب على غزة منذ أكتوبر 2023، حيث نزح مع عائلته حوالي 100 مرة، مما اضطره للنوم في العراء بعد عدم إيجاد مكان كافٍ لنصب خيمتين.
- اشتهر بلقب "ميسي غزة" وجذب 880 ألف متابع على مواقع التواصل الاجتماعي، معبراً عن معاناة ابنتيه مع النزوح المستمر ويدعو المجتمع الرياضي العالمي للضغط على إسرائيل.
- يحتفظ بمكانة خاصة للنادي الأهلي المصري ويدعو جمهور الرياضة العربية للانضمام إلى حملات مقاطعة الاحتلال والتحدث باسم الفلسطينيين.

اضطر نجم كرة القدم الفلسطينية، محمود سلمي (27 عاماً)، إلى النوم في العراء، خلال الأسبوع الأخير، باحثاً عن مكانٍ ينصب فيه خيمة للنزوح دون جدوى، وهي المرة الـ100 التي ينزح فيها اللاعب السابق بالنادي الأهلي المصري، في ظل حرب الإبادة المستمرة على الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأكد محمود سلمي، في حوار أجراه مع "العربي الجديد"، فشل كثير من سكان قطاع غزة في إيجاد مكان يضعون فيه خيمهم، واضطرارهم إلى النوم في العراء، بعد ازدحام منطقة جنوب مدينة غزة بالنازحين، مضيفاً: "قبل أسبوع اضطررنا إلى النزوح من شمال مدينة غزة إلى جنوبها، وهذا النزوح -لم أعد أحصي تماماً- قد يكون النزوح المائة لي ولعائلتي خلال الحرب. بحثت منذ أيام عن قطعة أرض خالية أضع فيها خيمتين، واحدة للنساء، وأخرى للرجال، لكنني لم أجد سوى قطعة أرض صغيرة، لم تتسع إلا لخيمة واحدة.. النساء نمن في الخيمة، واضطررنا نحن الرجال إلى النوم في العراء". 

وسبق لمحمود، الذي ارتدى ألوان النادي الأهلي المصري عام 2018، النزوح من مخيم الشجاعية في اليوم الأول لحرب الإبادة المستمرة على الفلسطينيين، بسبب قصف منزله، واختار ملعب "الشهيد محمد الدرة" مكاناً للنزوح، وهو الملعب الذي كان شاهداً على تألقه جناحاً أيسر لعدد من الأندية الفلسطينية، أبرزها اتحاد الشجاعية واتحاد بيت حانون. وأضاف محمود سلمي، في حديثه مع "العربي الجديد": "عندما وصلت إلى جنوب مدينة غزة، ولم أجد مكاناً أنصب فيه خيمتي، قررت العودة إلى الشمال، وفي طريقي لفعل ذلك رأيت منطقة الشمال وهي تحترق بفعل صواريخ الاحتلال.. فوقفت عاجزاً، أنظر في عيون طفلتيّ دون أن أتمكن من توفير أبسط الحقوق لهما (لا أمان، ولا مسكن)، ولكن الحرب فرضت علينا أن نحاول دائماً، وها أنا ذا أحاول إيجاد مكان واحد يجمعنا". 

واشتهر "ميسي غزة" خلال الحرب بنشر مقاطع فيديو يقارن فيها بين حاله الآن، وحاله السابق لاعباً مميزاً في دوري الدرجة الممتازة بقطاع غزة، الأمر الذي دفع نحو 880 ألفاً إلى متابعة حساباته على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإنستغرام، إلى جانب متابعة مئات الآلاف لحساب يخص طفلتيه سيلين وسيلا، ورحلتيهما مع النزوح.


وتابع سلمي: "قبل أشهر وضعت ابنتي سيلين (4 أعوام) في روضة للأطفال، وكانت سعيدة وهي تحمل حقيبتها متجهة للتعلم، أو اللعب يومياً، مقارنة بكل لحظات الرعب التي عاشتها خلال الحرب، ولكن نزوحنا الحالي حرمها هذا الحق البسيط كذلك. أما سيلا، فكما أصف دائماً، لم تعرف معنى السلام قَطّ، وُلدت في الحرب، وها هي تكبر في الحرب كذلك". وطالب محمود سلمي مجتمع الرياضة العالمي بالضغط أكثر على دولة الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ مطالب عدد كبير من الهيئات المحلية والدولية بمعاقبتها على أفعالها بحق الفلسطينيين، ومنهم الرياضيون، مشدداً على أن "هناك الكثير من المواقف التاريخية التي صنعتها دول مثل إسبانيا والنرويج أخيراً، وصنعتها جماهير أندية عربية، وعالمية، أو لاعبون كذلك، وكل هذا سيساهم في الضغط على الاحتلال، لكنني أرجو أن يزداد هذا الضغط، وأن تشهد الأوساط الرياضية العربية تحديداً نشاطاً مناصراً بشكل أكبر لقضيتنا، ومناصراً لفكرة معاقبة الاحتلال على جرائمه، التي أدت إلى استشهاد عشرات الآلاف، منهم ما يقارب ألف رياضي". 

وعن سر ارتدائه قميص النادي الأهلي المصري في عدد كبير من الصور، أو مقاطع الفيديو التي يشاركها، أكد سلمي أن "كل قمصان النادي الأهلي التي حصلت عليها خلال لعبي مع الفريق عام 2018، أو التي حصلت عليها خلال تمثيلي عدداً من الأندية الفلسطينية، وتمثيلي منتخب فلسطين، احترقت بعد قصف منزلي، ولكنني تمكنت خلال الحرب من شراء بعض القمصان الرياضية، وكان الأقرب إلى قلبي منها قميص النادي الأهلي المصري. خلال هذه الأيام لا أتابع سوى عدد قليل من المقاطع الكروية، ولكنني أتابع مثلاً ملخصات مباريات الأهلي المصري، الذي يحظى بمكانة كبيرة في قلبي لن تتغير، وأتمنى أن تشهد الأيام المقبلة تضامناً أكبر من قبل جماهير المارد الأحمر معنا".

واختتم سلمي حديثه مع "العربي الجديد" بتوجيه رسالة إلى جمهور الرياضة العربية خصوصاً، ذكر فيها: "بصفتي لاعب كرة قدم غزياً، فإنني أتحدث باسمهم، وأطلب من أشقائي العرب تحديداً أن يتذكروا أننا لعبنا في ملاعب العرب، وشجعنا فرق العرب، وكنا جزءاً من جماهير عربية، ولا أعتقد أن أحداً منهم راضٍ عن حالنا، وإذا ما أرادوا مساعدتنا، أطلب منهم فقط أن ينضموا إلى كل حملات مقاطعة، أو محاسبة الاحتلال على أفعاله بحقنا، وأن يستغلوا الضوء المسلط على المنطقة العربية كروياً في السنوات الأخيرة، ويتحدثوا باسمنا، وباسم معاناتنا المستمرة".

المساهمون