ما يلهث وراءه المدربون طوال مسيرتهم... حصده فليك في عام واحد

ما يلهث وراءه المدربون طوال مسيرتهم... حصده فليك في عام واحد

12 فبراير 2021
هانز فليك (Getty)
+ الخط -

لم يعد كبار المدربين في العالم يحلمون بمجرد تدريب بايرن ميونخ الألماني، بل يحلمون بأن يكون حظّهم مثل حظ المدرب هانز فليك، فما حصده هذا المدرب خلال عام واحد، يحلم كل المدربين بتحقيقه طوال مسيرتهم.

فقد مضت سنة وبعض الأشهر فقط، منذ أوّل لقاء أشرف خلاله فليك على حظوظ النادي البافاري، وهي فترة قصيرة ولكنّها كانت حافلة بالألقاب والتتويجات ليحصد هذا المدرب 6 ألقاب، وينال العلامة الكاملة، طالما أن فريقه لم يترك أي لقب لمنافسيه، ليتوج بالبطولة والكأس والسوبر في ألمانيا، ودوري الأبطال والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.

 

ولئن احتاج الإسباني بيب غوارديولا إلى سنوات ليحقق السداسية التاريخية مع نادي برشلونة الإسباني، فإن هانز فليك توّج بستة ألقاب خلال أقل من عام، وهو ما يؤكد أنّه مدرب ناجح، بما أنّه يدرب بايرن، ومحظوظ لأن كل العوامل كانت تخدمه مصلحته.

ورغم بعض "الهزّات" البسيطة التي عرفتها مسيرة هذا المدرب مع بايرن، وخاصة منها العثرات التي عرفها الفريق في بداية السنة الحالية، منها خروج الفريق من كأس ألمانيا، ضد فريق من الدرجة الثانية، فإن حصيلة فليك تاريخية بكل المقاييس، خاصة أن فريقه أصبح النادي الثاني في العالم الذي يحصد السداسية.

ولم يخطر في بال إدارة بايرن، وهي تقيل المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش، وتستعين بمساعده بشكل مؤقت، أنها بهذا القرار قد عثرت على مدرب مقتدر ومحظوظ في الآن نفسه، فقد خدمت كل الظروف هذا المدرب ليحصد ألقابًا عديدة خلال فترة قصيرة.

ولا نعتقد أن الحظ لوحده قد ساعد هذا المدرب، فقد عرف كيف يعيد توزيع الأدوار في الفريق، ورغم تتالي الغيابات، خاصة في الدفاع، فقد عرف كيف يجد التركيبة المثالية التي تمكّن الفريق من تجاوز الصعوبات، وأرقام بايرن في دوري الأبطال تؤكد هذا الأمر.

فلئن كانت سيطرة بايرن محليّاً مسألة بديهية، لا تحتاج إلى مدرّب من الحجم الكبير، فإن التألق على الصعيد الدولي يحتاج إلى مدرب له قدرات تساعده على الحد من خطورة منافسيه. وخلال النسخة الماضية لم تمن مهمّة بايرن سهلة ولم يكن الفريق في فسحة ولكنّه تغلّب على أبرز الفرق ليصل النهائي ويحرز اللقب للمرة السادسة.

وقد تكون الظروف خدمت نسبياً البايرن، خاصة أن الأندية الألمانية عادت قبل كل الفرق في العالم إلى التمارين، ولكن المدرب الناجح هو الذي يحسن توظيف الظروف المناسبة لفائدة فريقه ويحسن تقليص حجم تأثيرات الظروف القاسية، وهذه المعادلة طبقها فليك بنجاح، فتربع على عرش التتويجات في العالم.

وبعد أن قضى معظم مراحل مسيرته التدريبية مساعداً، فإن فليك في نسخة "المدرب الأول" تمكن من تغيير المعادلة وأثبت أن المدرسة الألمانية تبقى الأفضل.