ما موقف "فيفا" من زيادة عدد المنتخبات في مونديال 2030 إلى 64 منتخباً؟
استمع إلى الملخص
- مونديال 2030 سيقام في ثلاث قارات، مع مباريات افتتاحية في الأرجنتين وأوروغواي وباراغواي، واستكمال الحدث في المغرب وإسبانيا والبرتغال، والقرار النهائي بيد مجلس "فيفا".
- توسعة المونديال ستفيد قارة أميركا الجنوبية، حيث ستضمن مشاركة جميع دولها العشر، مع زيادة عدد المباريات إلى 128 مباراة.
تتزايد الأحاديث في أروقة كرة القدم العالمية حول مشروع جديد قد يغيّر ملامح مونديال 2030، ويتمثل في رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 64 منتخباً، وقد شكّلت هذه الفكرة محور اجتماع عقده الاتحاد الدولي لكرة القدم يوم الثلاثاء الماضي، إذ ناقش الرئيس جياني إنفانتينو مع وفود من أميركا الجنوبية تفاصيل المبادرة، ويعود أصل المقترح إلى شهر مارس/آذار 2025، حين تقدمت به رسمياً باراغواي وأوروغواي والأرجنتين.
وذكرت صحيفة سبورت الإسبانية، أمس الأربعاء، أن الشائعات التي رافقت الاجتماع الأخير بشأن التوسعة ليست سوى تكهنات مبالغ فيها، إذ إن المقترح يبدو غير قابل للتنفيذ قبل خمس سنوات من موعد البطولة، وعلى الرغم من أن "فيفا" برئاسة إنفانتينو يسعى باستمرار لإيجاد طرق لزيادة المباريات والمداخيل عبر رفع عدد المنتخبات، فإن المنظمة الكروية لا تفكر حالياً في الذهاب إلى أبعد من 48 منتخباً، وهو الرقم الذي ستبلغه البطولة لأول مرة في مونديال نسخة 2026.
وأضافت الصحيفة أن الموقف الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم يتمثل في دراسة أي مبادرة تُعرض أمام هيئاته التنفيذية، مع الالتزام بطرحها للنقاش داخل مجلسه، إذ إن الاجتماع الذي استضافته مكاتب "فيفا" في برج ترامب بنيويورك، حضره رؤساء اتحادات الأرجنتين وأوروغواي وباراغواي، إضافة إلى رئيس اتحاد أميركا الجنوبية "كونميبول"، وقد شكّل اللقاء أول خطوة رسمية لمناقشة هذه الفكرة.
وبالرغم من هذه النقاشات، فإن كثيراً من الأصوات داخل المؤسسة الكروية تشكك في جدوى تنظيم بطولة بـ64 منتخباً، فمونديال 2026 المقبل، المقرر إقامته في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، سيكون الأول في التاريخ بمشاركة 48 منتخباً، أما نسخة 2030، فهي مميزة بالفعل بصيغتها الاستثنائية، إذ ستقام المباريات الافتتاحية في الأرجنتين وأوروغواي وباراغواي تكريماً للنسخة الأولى عام 1930، على أن يستكمل الحدث في المغرب وإسبانيا والبرتغال، ليقام لأول مرة عبر ثلاث قارات.
ويبقى القرار النهائي بشأن أي زيادة في عدد المنتخبات من صلاحيات مجلس "فيفا"، الذي سيجتمع الشهر المقبل في زيورخ، غير أن التوسعة إلى 64 منتخباً ليست مطروحة على جدول أعماله، إذ إن الفكرة ستفتقر إلى الدعم الكافي حتى لو ضغط إنفانتينو شخصياً لتبنيها، ويرى غالبية الأعضاء أن مونديالاً بهذا الحجم سيضعف جودة البطولة، ويؤدي إلى مباريات غير متوازنة، وقد يهدد الاستدامة التجارية التي تعتمد عليها أعلى هيئة كروية في العالم.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن قارة أميركا الجنوبية ستكون المستفيد الأكبر من أي توسعة محتملة، إذ تملك حالياً ستة مقاعد مباشرة، إضافة إلى مقعد عبر الملحق العالمي، ومع رفع العدد إلى 64 منتخباً ستضمن القارة تقريباً مشاركة جميع دولها العشر، كما شددت وفود الأرجنتين وأوروغواي وباراغواي، خلال الاجتماع الأخير، على جاهزيتها لاستضافة دور المجموعات كاملاً إذا لزم الأمر، وفي هذه الصيغة ستُقام 128 مباراة، أي ضعف عدد المباريات التي جرت في مونديال قطر 2022، وزيادة بـ24 مواجهة مقارنة بما هو مقرر في نسخة 2026.
ويتزامن هذا النقاش مع ضغوط أخرى لتوسيع بطولة كأس العالم للأندية، المقرر أن تضم 32 فريقاً في 2029، في ظل مطالب أندية أوروبية بزيادة العدد وتقليص الفترة بين النسخ، بعدما حصل نادي تشلسي الإنكليزي مؤخراً على 85 مليون جنيه إسترليني، إثر تتويجه بلقب النسخة الأولى التي أقيمت في الولايات المتحدة الأميركية الصيف الماضي.