مانشستر سيتي وثورة التجديد

21 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 16:18 (توقيت القدس)
بيب غوارديولا مع سيتي في ملعب كامبينغ ستاديوم في أميركا، 29 يونيو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بعد موسم مخيب، يسعى مانشستر سيتي للعودة إلى منصات التتويج في 2025-2026 بعد إخفاقات في البطولات المختلفة، مما أثار انتقادات للمدرب بيب غوارديولا.
- شهدت فترة الانتقالات تغييرات كبيرة، حيث غادر نجوم بارزون مثل دي بروين وغوندوغان، وتم التعاقد مع لاعبين جدد مثل عمر مرموش وعبد القادر خوسانوف لتعزيز الفريق.
- يستمر غوارديولا في قيادة الفريق برؤية فنية وشغف بالتطوير، مع تطلعات لاستعادة مكانة النادي والمنافسة على الألقاب وسط توقعات بتعاقدات جديدة.

بعد موسم كارثي بكل المقاييس لنادي مانشستر سيتي الإنكليزي، تبدأ ثورة التجديد للعودة إلى تحقيق الألقاب والبطولات من جديد في الموسم الجديد 2025-2026، خصوصاً بعد أن أنهى سيتي موسم 2024-2025 بمزيد من الإخفاقات وخرج خالي الوفاض، إثر خيبة الأمل الجديدة في بطولة كأس العالم للأندية في أميركا 2025، إذ انتهى مشوار الفريق في دور الـ16 بعد وقت إضافي أمام الهلال السعودي (4-3)، مع تألق غير عادي للحارس المغربي ياسين بونو وإضاعة فرص سهلة للتسجيل.

وخسر مانشستر سيتي الجائزة المالية الكبيرة للبطل المقدرة بـ124 مليون دولار، التي حصل عليها نادي تشلسي الإنكليزي بعد تتويجه باللقب أمام باريس سان جيرمان بثلاثية نظيفة، رغم المردود المميز في مرحلة المجموعات وصدارة المجموعة بثلاثة انتصارات (2-صفر) على نادي الوداد المغربي، ثم (6-صفر) على العين الاماراتي، و(5-2) على نادي يوفنتوس الإيطالي.

وكان مانشستر سيتي قد خسر قبلها لقب بطولة الدوري الإنكليزي باحتلاله المركز الثالث برصيد 71 نقطة، بفارق 13 نقطة عن البطل ليفربول وبتعرضه لتسع خسارات، ليضيع بذلك اللقب الذي توّج به أربع مرات متتالية منذ موسم 2020-2021. كما تعرض سيتي للخسارة في الدور الرابع من بطولة كأس الرابطة الإنكليزية (2-1) أمام توتنهام، وأقصي أيضاً من دوري الأبطال الأوروبي بعد تأهل صعب بجمعه 11 نقطة في ثماني مباريات بمرحلة الدوري واحتلال المركز الـ22، ليتأهل للملحق الذي خسره بعد ذلك أمام ريال مدريد بمجموع الذهاب والإياب (1-3) ثم (3-2)، في وقت أنهى الموسم المحلي بسقوط جديد في نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي بهدف نظيف أمام نادي كريستال بالاس.

وتعرض المدرب الإسباني بيب غوارديولا لانتقادات شديدة خلال فترة تدريبه مانشستر سيتي منذ عام 2016 خلفاً للمدرب مانويل بيليغريني، رغم أنه صاحب الـ18 لقباً مع النادي، أبرزها ستة في بطولة الدوري الإنكليزي (أربعة منها متتالية في رقم قياسي بين الأندية الإنكليزية) ولقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة بتاريخ النادي موسم 2022-2023، ولكن الرجل خرج من الموسم المنقضي من دون ألقاب للمرة الثانية بعد موسم 2016-2017، وهو الذي جدد عقده في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لموسمين.

وبدأ غوارديولا مرحلة الإحلال والتجديد في مانشستر سيتي برحيل أسماء ونجوم صنعوا تاريخاً ناصعاً وبطولات للنادي، وأبرزهم البلجيكي المايسترو كيفين دي بروين الذي لعب مع سيتي من 2015 إلى 2025 وانتقل إلى نادي نابولي الإيطالي، وأيضاً إيلكاي غوندوغان المنتقل إلى نادي غلطة سراي التركي، والإنكليزي كايل ووكر الذي انتقل إلى نادي بيرنلي الإنكليزي بعد نصف موسم إعارة إلى نادي ميلان الإيطالي، مع اقتراب رحيل المدافع الإنكليزي جون ستونز، ومغادرة الكرواتي ماتيو كوفاسيتش، والنرويجي أوسكار بوب والأرجنتيني كلاوديو أيتشفيري. وسبق مغادرة هؤلاء رحيل عدد من النجوم الكبار مثل البرتغالي جواو كانسيلو إلى نادي الهلال السعودي، والأرجنتيني جوليان ألفاريز إلى نادي أتلتيكو مدريد الإسباني.

في المقابل، تناول بعض الصحف الرياضية العالمية رغبة انضمام لاعب الوسط الإسباني الدولي رودري إلى ريال مدريد مقابل 100 مليون جنيه إسترليني، والجدير بالذكر أن رودري حصل على جائزة أفضل لاعب في العالم عام 2024، وتعرض لإصابة في الركبة في شهر سبتمبر/أيلول عام 2024، وغاب حتى شهر مايو/أيار عام 2025. كما تناولت الأخبار أيضاً إمكانية رحيل أسماء كبيرة أخرى منها البرتغالي برناردو سيلفا والإنكليزي جاك غريليتش.

وكان نادي مانشستر سيتي دعّم صفوفه بصفقات جيدة في ميركاتو الشتاء الماضي، عندما تعاقد مع المصري عمر مرموش قادماً من نادي آينترخت فرانكفورت الألماني مقابل 59 مليون جنيه استرليني، والمدافع الأوزبكستاني عبد القادر خوسانوف قادماً من نادي لانس الفرنسي مقابل نحو 33 مليون جنيه إسترليني، وكذلك صفقة الإسباني نيكو غونزاليس قادماً من نادي بورتو البرتغالي مقابل قرابة 50 مليون جنيه إسترليني، في مرحلة جديدة من التدعيمات قبل انطلاق بطولة كأس العالم للأندية بالتعاقد مع الجزائري ريان آيت نوري قادماً من نادي وولفرهامبتون الإنكليزي مقابل نحو 31،8 مليون جنيه استرليني، والهولندي تيجاني رايندرز من نادي ميلان الإيطالي مقابل 50 مليون جنيه إسترليني، والفرنسي ريان شرقي من نادي ليون الفرنسي مقابل 34 مليون جنيه إسترليني، والحارس ماركوس بيتنلي من تشلسي بتعاقد حر، والنرويجي سيفير نيبان، صاحب الـ18 سنة، قادماً من نادي روزنبيرغ النرويجي مقابل حوالى 12,5 مليون جنيه إسترليني.

في المقابل، تبرز إلى الواجهة تدعيمات أخرى قادمة، ففي مركز حراسة المرمى، يسعى مانشستر سيتي لضم الإنكليزي جيمس ترافورد من فريق بيرنلي مقابل حوالى 50 مليون جنيه إسترليني، خصوصاً مع اقتراب رحيل الحارس البرازيلي إيدرسون إلى نادي غلطة سراي التركي، وانتظار بدء المفاوضات من الجانب التركي. كما برزت ترشيحات سابقة باهتمام سيتي بضم الحارس البرتغالي دييغو كوستا قادماً من نادي بورتو البرتغالي، وكذلك طرح اسم الحارس الإيطالي الدولي جيانلويجي دوناروما الذي اقتربت نهاية عقدة مع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي في نهاية موسم 2025-2026، والذي يُنافس عليه أيضاً نادي بايرن ميونخ الألماني، في حين هناك اسم طُرح بقوة لتدعيم خط وسط الملعب وهو الدولي الإنكليزي مورغان جيبس-وايت، لاعب فريق نوتنغهام فورست الإنكليزي، بانتظار المزيد من التعاقدات والمفاجآت الممكنة.

وجاء استمرار بيب غوارديولا مع مانشستر سيتي الإنكليزي رغم كل الانتقادات التي تعرض لها، ومنها أنه لم يعد يملك أي جديد ليُقدمه للفريق، بفضل ما يملكه من تفانٍ وشخصية قوية ورؤية فنية مُميزة، وشغف وحُب للتطوير والنجاح دائماً، ليكون استمراره بمثابة فرصة تاريخية للنادي لمواصلة صناعة إنجازات كبيرة ومُميزة عبر استعادة النادي مكانته الطبيعية، والمنافسة على الألقاب والعودة إلى منصات التتويج في موسم ساخن مُنتظر محلياً وقارياً.