ماذا على محرز أن يفعل حتى يسلم من غوارديولا؟

ماذا على محرز أن يفعل حتى يسلم من غوارديولا؟

18 ديسمبر 2020
محرز ظلم كثيراً من مدربه (Getty)
+ الخط -

يبدو أن متاعب النجم الجزائري رياض محرز مع نادي مانشستر سيتي لن تنتهي ما دام مدرب الفريق اسمه بيب غوارديولا؛ فرغم كل ما يفعله رياض في كل مرة فوق المستطيل الأخضر، إلا أنه يبقى الضحية رقم واحد لتغييرات المدرب الكتالوني، الذي لا يمكنه أن يبدأ تغييراته إلا بإخراج محرز، وأي تغيير في التشكيل الأساسي يكون ملزماً بالبقاء على كرسي الاحتياط.

مشكلة رياض منذ رحيله من نادي ليستر سيتي، كانت غياب الثقة في اللعب مع مدربه، حيث لم يحصل الجزائري بتاتاً على مساحة الثقة والحرية، كالتي يمتلكها صلاح مع ليفربول، أو حتى زملاؤه ستيرلينغ ودي بروين، حيث امتلاك هؤلاء لهذه العوامل يجعلهم يلعبون دون أي خوف، ويعودون إلى مستوياتهم حتى وإن مروا بمرحلة تراجع، وهذا وارد في عالم الكرة.

في كل مباراة يمكن أن يضيع ستيرلينغ انفرادا مع المرمى باستطاعته قلب مجريات اللقاء بالتسجيل منه، أو يفشل دي بروين في مراوغة، فيُسجل على السيتي هدف من هجمة عكسية، أو يتصرف جيسوس بأنانية فيسدد بدل أن يمرر، لكن ردة فعل بيب غوارديولا تكون دائما واحدة، هي تغيير رياض محرز بلاعب آخر، وإعادته إلى كرسي الاحتياط مرة أخرى، وكل هذا ليس كلاما عاطفيا يأتي من "جزائريتنا" المشتركة، لكن لغة الأرقام أيضا تأتي في صف رياض كأحسن لاعب، كونه الهداف بأربعة أهداف، والوحيد الذي يصنع فرصا أكثر، وكذلك الوحيد الذي سجل ثلاثية هذا الموسم.

 مع المنتخب الجزائري، فإن رياض يعيش وضعية أخرى مخالفة تماماً لما يعيشه مع ناديه، فهو يحوز على الثقة الكاملة لجمال بلماضي، هو النجم رقم واحد، القائد والملهم للمجموعة، اللاعب الذي يحرك خيوط اللعب، ويسير المجموعة فوق أرضية الميدان، هو اللاعب الذي يحمل على عاتقه صناعة الأهداف والتسجيل، ونثر سحره الكروي فوق المستطيل الأخضر إمتاعاً للجماهير العاشقة له.

موقف
التحديثات الحية

فشل غوارديولا هذا الموسم يتضح جليا في تصرفاته، فالقاعدة تقول إن الشخص إما أن يفعل الأمر أو يتحدث، ولا يمكن للكلام أن يجتمع مع العمل، لذلك بيب أصبح كثير الكلام مع الحكام والمدربين المنافسين، ودخل في لعبة التصريحات، من أجل إبعاد الأنظار عن تراجع مستوى الفريق، في حين يكتفي مدربون آخرون بالعمل والنجاح والتركيز مع فرقهم، مثلما هو الحال مع مورينيو، الذي تغيرت طباعه، أو كذلك كلوب أو حتى الهادئ أنشيلوتي، الذي يقود إيفرتون الى المجد في صمت.

بقاء غوارديولا لموسمين آخرين ليس إلا إشارة واضحة لمحرز من أجل جمع حقائبه والبحث عن فريق، حيث يمكنه اللعب بأريحية، كقائد وملهم والرقم واحد، كما كان لسنوات مع ليستر تحت إشراف كلاوديو رانييري، أو كما ورد سابقاً رفقة محاربي الصحراء، خاصة أن كلام بلماضي أخيرا عن وضعية رياض، يعطي إشارات واضحة أن رياض ذاق ذرعاً بتصرفات مدربه التي ينطبق عليها المثل التونسي "غوارديولا حك شعرك طلع محرز".

المساهمون