استمع إلى الملخص
- أنفق ليفربول نحو نصف مليار يورو في سوق الانتقالات، لكن الصفقات الجديدة لم تحقق التأثير المرجو، حيث لم يبرز فلوريان فيرتز، وواجه المدرب صعوبة في استقرار التشكيلة.
- يواجه الفريق انتقادات لتركيزه على الهجوم بينما يعاني الدفاع، لكن جماهير الأنفيلد متفائلة بتجاوز المرحلة مستلهمة من تجارب أندية كبرى.
يعرف نادي ليفربول موسماً متعثراً من حيث الأداء، فرغم تصدّره جدول ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز، إلا أن الانتصارات التي يحققها غالباً في اللحظات الأخيرة كشفت عن تراجع واضح في المستوى مقارنة بالموسم الماضي، الذي شهد سيطرة شبه مطلقة للفريق. وجاءت الهزيمة أمام غلطة سراي التركي في دوري أبطال أوروبا لتؤكد هذه البداية المتذبذبة، وتثير المزيد من علامات الاستفهام حول قدرة "الريدز" على الحفاظ على إيقاع ثابت يضمن له المنافسة على مختلف الجبهات.
بدأت علامات التراجع في ليفربول تلوح في الأفق حتى قبل انطلاق الموسم، بعدما خسر الفريق لقب كأس الدرع الخيرية أمام كريستال بالاس، وهو الفريق نفسه الذي عاد ليُلحق به أولى هزائمه في الدوري الإنكليزي الممتاز. هذه البداية المتعثرة أكدت أن "الريدز" لم يظهروا بالقوة والهيمنة ذاتها التي طبعت مشوارهم في الموسم الماضي، إذ باتت الانتصارات هذا الموسم تُنتزع بصعوبة وفي الدقائق الأخيرة، ما يعكس خللاً في الأداء الجماعي وتراجعاً في الصلابة التي اشتهر بها الفريق تحت قيادة المدير الفني الهولندي أرني سلوت (47 عاماً).
وكان ليفربول الأكثر إثارة في سوق الانتقالات الصيفية بعدما أشعل المنافسة بصفقات تاريخية حطمت الأرقام القياسية في أوروبا. فقد استهل صفقاته بالتعاقد مع الألماني فلوريان فيرتز من باير ليفركوزن مقابل 125 مليون يورو، ومعه زميله السابق جيريمي فريمبونغ بقيمة 40 مليون يورو، قبل أن يضم الفرنسي هوغو إكيتيكي من آينتراخت فرانكفورت بـ95 مليون يورو، والمدافع ميلوش كيركيس من بورنموث مقابل 47 مليون يورو. أما الصفقة الأضخم فجاءت في الساعات الأخيرة من الميركاتو بضم السويدي ألكسندر إيزاك من نيوكاسل مقابل 145 مليون يورو، لترتفع قيمة الإنفاق الكلي إلى نحو نصف مليار يورو.
وفيما كانت جماهير "الأنفيلد" ترى في هذا البذخ الكبير خلال الميركاتو علامة فارقة للفريق، وأن الصفقات الجديدة ستكون تدعيماً قوياً يجعله مرعباً على المستطيل الأخضر، ظنّت أن ليفربول سيتحول إلى آلة لحصد النقاط تعجز أمامها كل الأندية، لكن الواقع جاء مغايراً وصادماً في الآن ذاته، بعدما تراجعت مستويات الفريق بشكل واضح، وخيّبت بعض الصفقات الآمال، وعلى رأسها الألماني فلوريان فيرتز الذي لم يجد معالمه بعد داخل التشكيلة، إذ فشل حتى الآن في ترك بصمة مؤثرة مكتفياً بصناعة هدف وحيد خلال نهائي كأس الدرع الخيرية. وفي السياق ذاته، يجد أرني سلوت نفسه أمام معضلة "ثراء التعداد"، الأمر الذي حال دون استقراره على تشكيلة محددة، خصوصاً في الخط الأمامي الذي بات مزدحماً بالخيارات، ما أجبره على إبقاء نجوم كبار على دكة البدلاء، كان آخرهم نجم الفريق الأول وهدافه في الموسم الماضي، المصري محمد صلاح، حين جلس احتياطياً أمام غلطة سراي. كما أن كثرة التغييرات أثرت على هداف الفريق الموسم الماضي، فبدا أقل فعالية مقارنة بالمواسم الماضية، مكتفياً بثلاثة أهداف وثلاث تمريرات حاسمة في كل المنافسات، وهو رقم بعيد عن تطلعات جماهير "الريدز".
ويُعاب على إدارة ليفربول تركيزها المبالغ فيه على الخط الهجومي عبر صفقات ضخمة، في وقت يعاني فيه الدفاع من تراجع كبير، مع تقدّم عمر القائد الهولندي فيرجيل فان دايك، وتراجع مستوى الفرنسي إبراهيما كوناتي الذي ما زال ملف تجديد عقده عالقاً، الأمر الذي جعله على رادار ريال مدريد الساعي لتكرار تجربة استقدام ألكسندر أرنولد سابقاً، والحصول هذه المرة على خدمات كوناتي بشكل مجاني بنهاية الموسم الحالي.
وفي الوقت الذي تخلّت فيه أندية رائدة مثل ريال مدريد وباريس سان جيرمان عن سياسة "الغلاكتيكوس"، ونجحت في التتويج بدوري الأبطال بعد الابتعاد عن هذا النهج، يعيش ليفربول بداية متعثرة رغم إنفاقه القياسي. ومع ذلك، تبقى جماهير "الأنفيلد" متشبثة بالأمل في أن يكون الأمر مجرد مرحلة انتقالية سيتجاوزها الفريق قريباً، ليستعيد بريقه وهيبته المعهودة.