بعد أسبوع من الآن ستبدأ مباراة الافتتاح لمونديال قطر 2022، في ملعب البيت الذي يتسع لحوالي 80 ألف متفرج، والذي سيشهد قبل ذلك حفل افتتاح البطولة، الذي ينتظر أن يتابعه الملايين عبر شاشات التلفزيون، ليكتشفوا سحراً وجمالاً وإبداعاً لم يسبق له مثيل، حسب التسريبات الأولية، فيخرس كل الأصوات، ويبدد كل التخوّفات، ويفنّد كل الإشاعات والافتراءات التي تزايدت منذ أيام في الأوساط السياسية والإعلامية الغربية بالخصوص.
وتصاعدت معها ردود الفعل القطرية التي خرج مسؤولوها على كل المستويات يردون على الحملات المسعورة والاتهامات بانتهاك حقوق الإنسان والعمال والمرأة، وبالفساد، قبل 12 سنة، عندما حصلت قطر على تنظيم البطولة، وذلك بعد سنوات من استراتيجية الصمت التي التزمتها قطر، مفضلة التركيز على البناء والتشييد، وتوفير شروط النجاح للعرس العربي.
آخر الرصاصات على قطر أطلقها رئيس الاتحاد الدولي السابق سيب بلاتر الذي استفاق من سباته العميق بتصريح مثير للسخرية قال فيه إن "منح قطر استضافة مونديال 2022 كان خطأ" في إشارة ضمنية إلى تواطؤ أعضاء اللجنة التنفيذية الذين اختاروا قطر، وكان هو رئيسهم الذي صفق لفوز قطر، ودافع آنذاك عن اختيارهم، ليصمت دهراً وينطق كفراً وحقداً وانتقاماً في الأنفاس الأخيرة من عمره، وهو الذي كان يدعي الحياد، ويدعو إلى نشر اللعبة وتطويرها في كل أنحاء العالم، بمشاركة كل الفاعلين دون استثناء، في كل حواراته ولقاءاته وحملاته الانتخابية التي كان يغازل فيها الأصوات الآسيوية والأفريقية، أكثر من الأصوات الأوروبية التي اصطف معها اليوم، مثل غيره من الذين يجحدون حق العرب والأفارقة في صناعة التاريخ، ربما رداً على تصريح الرئيس الحالي، جياني إنفانتينو، الذي دعا الأسبوع الماضي إلى ضرورة التركيز على كرة القدم.
رغماً عن بلاتر وغيره من السياسيين واللاعبين والمدربين والفنيين الأوروبيين، سينطلق العرس الأسبوع القادم، وسيكتشف العالم حجم الأكاذيب التي تعرّضت لها قطر على مدى سنوات التزم فيها البلد المضيف صمتاً اعتبره البعض ضعفاً في استراتيجية التواصل التي اعتمدها، مثلما اعتبر البعض الآخر رد فعله في الأيام الماضية متأخراً، جاء بعد فوات الأوان، وقبل أيام عن الموعد، في حين اعتبره آخرون ضرورياً في هذا الظرف بالذات للرد على كل المشككين دفعة واحد، قبل التفرغ لمهمة إنجاح العرس، وتكميم كل الأصوات التي ارتفعت في الآونة الأخيرة لأجل خلق حالة من اليأس في نفوس القطريين والعرب، وتعكير أجواء اللمسات الأخيرة، بعد أن فقد أصحابها الأمل في تسويد المشهد، وتخويف المشاركين والجماهير من تنظيم عربي للبطولة.
بعد أسبوع من الآن ستكون الصدمة كبيرة لهؤلاء وأولئك الذين مارسوا الكذب، والذين نقلوا الأكاذيب عبر وسائل إعلام عنصرية تديرها عقول متطرفة حاقدة على كل ما هو عربي ومسلم، دعمتها للأسف جهات إعلامية عربية، ووقفت لها بالمرصاد شعوب عربية في مواقع التواصل الاجتماعي دعمت قطر بإخلاص، وشجعتها عندما صبرت لسنوات، ووقفت معها عندما خرجت عن صمتها للدفاع عن بطولة كل العرب وكل العالم، والشعوب المحبة للعبة أينما كانت، بغض النظر عن مكان إقامة البطولة وهوية وعقيدة المنظم لها، خاصة إذا التزم بدفتر شروط التنظيم، وبذل الجهد، وأنفق المال الكثير لأجل توفير كل أسباب النجاح، الذي يلوح في الأفق على كل المستويات، مما أزعج الكثير من الحاقدين.
بعد أسبوع من الآن سيتحدث الناس عن حفل افتتاح أسطوري، وبعد ذلك بأسابيع قليلة سيتحدثون عن مونديال استثنائي، فنياً وتنظيمياً، لن يكون بالضرورة الأفضل، لكن الأكثر إثارة وتميزاً، وستتغير بعده الكثير من المفاهيم تجاه قطر والعرب، وتتحطم أسطورة التفوق الغربي على العربي، وسيستفيق العالم على واقع جديد وعالم جديد، لا يقل شأناً ولا جمالاً عن سابقه.