لماذا لا يتوج محرز بلقب أفضل لاعب في العالم؟

لماذا لا يتوج محرز بلقب أفضل لاعب في العالم؟

01 مايو 2021
هل سيكون محرز بين أفضل 3 نجوم في عام 2021؟ (Getty)
+ الخط -

بعد قيادة فريقه إلى التتويج بلقب كأس الرابطة الإنكليزية المحترفة للمرة الثالثة توالياً، وقبله مساهمته المباشرة في بلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب دورتموند، تمكن الجزائري رياض محرز من صناعة الفارق في ذهاب نصف نهائي المسابقة بتسجيله الهدف الثاني من ركلة حرة مباشرة.

وأمسى محرز بعدها مادة دسمة لمختلف وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي الجزائرية والعربية والأفريقية والبريطانية، التي تحدثت عن حظوظ الدولي الجزائري في التتويج بلقب أفضل لاعب في العالم، خصوصاً إذا تمكن من التتويج بلقب دوري الأبطال مع فريقه لأول مرة في التاريخ، وهو العامل الذي كان يصنع الفارق كل مرة في سباق الكرة الذهبية العالمية بين ميسي ورونالدو.

 لكن المحللين والفنيين يعتبرون الأمر سابقاً لأوانه في موسم لم ينته بعد، وسنة ستشهد حدثا هاما هذا الصيف يتمثل في نهائيات "اليورو" الذي قد يكون فاصلا في تحديد المتوج، خاصة إذا توج باللقب مبابي مع فرنسا، أو دي بروين مع بلجيكا.

كل شيء سيتوقف على مشوار محرز في دوري الأبطال وتصفيات كأس العالم 2022، ويتوقف على ما ستسفر عنه نهائيات بطولة "يورو" هذا الصيف، لذلك ما يُثار حالياً يبقى مجرد تعبير عن مشاعر وعواطف جماهيرية تجاه موهبة كروية تصنع الحدث أكثر مما هو تحاليل فنية وإعلامية، لأن السيتي ليس محرز فقط بل فيه دي بروين المتألق ومنظومة لعب متميزة.

والأندية المتألقة والمرشحة للفوز بدوري الأبطال يتوفر فيها لاعبون تميزوا بدورهم وقد يكون لهم دور كبير في التتويج باللقب، على غرار بنزيمة مع ريال مدريد ونيمار مع "الباريسي"، ودور آخر في التتويج بكأس أمم أوروبا هذا الصيف، على غرار الإنكليزي مايسن ماونت لاعب تشلسي وكيليان مبابي مهاجم النادي "الباريسي"، وحتى رونالدو إذا توج مع البرتغال، لكن يبقى البلجيكي دي بروين أكبر المنافسين لرياض محرز إلى حد الآن.  

والأكيد أن إلغاء جائزة "فيفا" العام الماضي بسبب تفشي وباء كورونا، التي كان فيها البولندي روبرت ليفاندوفسكي مرشحاً للتتويج بها، وتراجع أداء ومستويات رونالدو وميسي مع يوفنتوس وبرشلونة، سيفسحان المجال أمام رياض محرز ليكون ثاني لاعب أفريقي يتوج بجائزة "فيفا" لأفضل لاعب بعد الليبيري جورج ويا سنة 1995 عندما كان يبدع في ميلان.

 لكن المأمورية معقدة هذه المرة، وتقتضي الانتظار والترقب لما سيحدث، ولو أن وجوده مع الثلاثة أو حتى  الخمسة الأوائل في الترتيب سيكون إنجازاً كبيراً للاعب جزائري من أبناء الضواحي الباريسية، بدأ مشواره مع فريق في الدرجة الرابعة الفرنسية، قبل أن ينضم إلى نادي لوهافر سنة 2010 ويصعد معه إلى حظيرة الكبار سنة 2013، ثم ينضم إلى نادي ليستر في الدرجة الثانية ويصعد معه إلى "البريميرليغ"، وحقق واحدة من معجزات القرن الحادي والعشرين بتتويجه بالدوري وبلقب أفضل لاعب في إنكلترا وفي أفريقيا سنة 2016 .

في مانشستر سيتي، ارتقى رياض محرز إلى مستوى آخر وتوج بلقب الدوري مرتين ولقب كأس الاتحاد الإنكليزي ثلاث مرات متتالية، وكأس الرابطة ثلاث مرات أيضاً، إضافة إلى تتويجه باللقب القاري مع منتخب بلاده، من دون أن ننسى تصنيفه السابع في ترتيب الكرة الذهبية العالمية سنة 2016 والعاشر في آخر تصنيف سنة 2019، في انتظار تحقيق حلمه بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا الذي ينقص سجله الثري.

 ولما لا؟ فتحقيق الحلم الأكبر الذي لم يحققه أي لاعب عربي حتى الآن، وهو التتويج بلقب أفضل لاعب في العالم، يكون ثمرة موهبة اجتهدت وأبدعت، وواجهت تحديات كبيرة بتواضع كبير وثقة كبيرة في النفس، رغم المنافسة الكبيرة في صفوف فريقه ومع منافسيه في أحد أكبر الدوريات في العالم .

التتويج بجائزة الكرة الذهبية العالمية لأي لاعب عربي أو أفريقي يبقى عملية معقدة نسبياً لا تقتصر على الاعتبارات الفنية فقط، لكن مجرد المنافسة عليها يعتبر في حد ذاته إنجازاً، بينما يبقى رياض محرز المرشح الأول وبقوة للحصول على جائزة أفضل لاعب في أفريقيا عام 2021، بسبب تألقه اللافت وتراجع مستويات منافسيه ساديو ماني ومحمد صلاح وحكيم زياش، ليكرر ما فعله سنة 2016، ويصبح أول لاعب جزائري يفوز بالجائزة للمرة الثانية، فهل سيكون أول جزائري وعربي وثاني أفريقي يفوز بلقب أفضل لاعب في العالم بعد جورج ويا؟

السؤال بدأ يُطرح، ولا أحد يمنعنا من أن نحلم على الأقل، ويمنع محرز من أن ينافس بعدما صار فعلاً من طينة نجوم العالم بأهدافه وتمريراته وبراعته في مداعبة وترويض الكرة التي سحرت العقول والقلوب.  

المساهمون