لماذا فاز الفيصلي وخسر الوحدات؟

لماذا فاز الفيصلي وخسر الوحدات؟

22 نوفمبر 2021
فريق الوحدات يتعرض للخسارة (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

استحق فريق الفيصلي الفوز واستحق فريق الوحدات الخسارة في المباراة التي جمعت الفريقين في كلاسيكو الكرة الأردنية في لقاء نصف نهائي كأس الأردن، ليتأهل "الأزرق" للمباراة النهائية، ويودع "الأخضر" البطولة تاركاً وراءه حسرات جماهيره الكبيرة الحزينة لخروج فريقها خالي الوفاض من الموسم الكروي 2021.

في المقابل، عاشت جماهير الفيصلي ليلة فرح، ليس بسبب الفوز فقط على المنافس الرئيسي الوحدات، بل لأن هذا الفوز جاء في توقيت مناسب، منح الفريق خطوة كبيرة نحو تحقيق اللقب، كما جاء فرصة لمصالحة جماهيره التي كانت غاضبة من تراجع أداء الفريق في الدوري.

ليكون السؤال الكبير الذي يطرحه الشارع الرياضي، لماذا فاز الفيصلي وخسر الوحدات، في مباراة تفوق فيها لاعبو الفيصلي على أنفسهم، فيما عانى لاعبو الوحدات غياب التركيز والانسجام؟

في البداية، لعبت الروح المعنوية العالية للاعبي الفيصلي دوراً مهماً في تحقيق الفوز، وبدا واضحاً منذ الدقيقة الأولى إصرار الفيصلاوية على الفوز، في مؤشر على ضغوطات كبيرة ألقيت على عاتق الفريق لتحقيق الفوز، والعودة لسكة الانتصارات، كما ساعدت طريقة لعب الوحدات "الغريبة"، الفريق المنافس على تحقيق الفوز، خصوصاً عندما استثمر الفيصلاوية حالة الارتباك في دفاعات الوحدات التي كانت السبب الأكبر في الخسارة.

نجح الفيصلي في الوصول إلى مرمى الوحدات بسهولة، مستثمراً المساحات الواسعة في منتصف ملعب الوحدات، ما منح نجم المباراة لاعب الفيصلي، يوسف أبو جلبوش، فرصة التلاعب بالدفاعات وزيارة شباك الوحدات في مناسبتين، وكان الأجدر بمدرب الوحدات، عبد الله أبو زمع، أن يقرأ المباراة منذ الدقائق الأولى، ويجري تغييراً على طريقة اللاعب، وإجراء تعديلات على مهام اللاعبين، وهو ما لم يحصل.

ولا ننسى الجهد الكبير لمدرب الفيصلي محمود الحديد، الذي نجح في المرحلة الأولى في زرع الحماس في قلوب لاعبيه، كما نجح في قراءة مثالية لمكامن القوى والضعف في الوحدات.

في المقابل، لم يقدم الوحدات ما هو مطلوب، بل أن طريقة اللعب لم تتناسب مع المباراة، وهو خطأ وقع فيه الجهاز الفني، الذي فشل في توظيف اللاعبين بالشكل المطلوب، ومنحهم واجبات في طريقة لعب ليست مثالية.

لاعبو الوحدات أيضاً لم يكونوا في يومهم، وبدا واضحاً غياب الإعداد النفسي المثالي لمثل هذه المباراة، وهو ما تجلى في الدقائق الأولى من اللقاء من خلال التوهان والضياع، ما منح لاعبي الفيصلي فرصة التقدم للمواقع الهجومية وبالتالي تحقيق الفوز.

مباريات كلاسيكو الكرة الأردنية ليست كغيرها من المباريات فهي لا تحتاج فقط لمدرب ولاعبين، بل تحتاج لفكر فني تدريبي، وقدرات لاعبين وقائد محنك في الملعب، ومدرب قادر على تغيير خطة اللعب في أي لحظة خلال المباراة، ناهيك بالإعداد النفسي قبل المباراة.

مباراة الفيصلي والوحدات تتأثر حتى بالوضع الإداري للفريقين، وهذه التأثيرات لا يدركها إلا من عاشها، وعليه نبارك للفيصلي ونقول "هاردلك" للوحدات، فالكرة فوز وخسارة، ولكن الشاطر من يبني على انتصاراته ويستفيد من أخطائه.

المساهمون