لماذا شكّلت ظاهرة هروب اللاعبين أزمة في الكرة الكويتية؟

لماذا شكّلت ظاهرة هروب اللاعبين أزمة في الكرة الكويتية؟

13 سبتمبر 2021
تابعت الجماهير الكويتية قضية سلطان العنزي نجم نادي القادسية (Getty)
+ الخط -

انتشرت ظاهرة هروب اللاعبين الكويتيين من أنديتهم في أسواق الانتقالات الشتوية والصيفية، الأمر الذي دفع إدارات الفرق إلى رفع القضية إلى الاتحاد الكويتي لكرة القدم، من أجل وضع حدٍ للأمر، الذي بات يؤثر بشكل سلبي على تطور الكرة المحلية.

ويقوم بعض اللاعبين الراغبين بالانتقال إلى أحد الأندية الكويتية، بالحصول على عقد وهمي من أحد الفرق الخارجية، كي يعود مُجدداً إلى فريق محلي، حتى يتجنب الصراع مع الإدارات، ويدخل في التفاصيل المالية معهم، ليصبح الأمر ظاهرة غريبة في كرة القدم الكويتية.

ومع تزايد حالات هروب اللاعبين، قرر الاتحاد الكويتي لكرة القدم رفض قيد اللاعبين محلياً في منتصف شهر أغسطس/آب عام 2021، إلا في حال خوضهم لعدد من المواجهات في فترة احترافهم، بعدما قام بالإطلاع على مواد النظام الأساسي في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

وأتى قرار الاتحاد الكويتي لكرة القدم، بعدما رفعت أندية النصر، والعربي، والجهراء، والقادسية، والفحيحيل شكوى رسمية، بعدة لاعبين قاموا بالهروب، عبر نيلهم عقوداً احترافية خارجية وهمية، حتى يعودوا مجدداً إلى الدوري المحلي، عبر انتقالهم إلى فرق جديدة. وبرز اسم محمد هادي (نادي النصر)، وعلي جراغ (العربي)، وعثمان الشمري (الجهراء)، وسلطان العنزي (القادسية)، وسالم الهاجري وفواز الرشيدي (الفحيحيل)، الذين قاموا بالانتقال إلى فرق خارج الكويت، عبر حصولهم على عقود وهمية.

واستثنى الاتحاد الكويتي لكرة القدم، اللاعب طلال العجمي (نادي النصر)، من الأمر، لأنه قام بخوض 6 مواجهات رسمية مع فريقه اللواء السعودي بالموسم الماضي، لكن إصابته جعلته يغيب عن الملاعب، الأمر الذي جعل إدارة الفريق السعودي تنهي عقده، ويعود مرة أخرى إلى الدوري الكويتي، عبر نادي كاظمة.

وقام الاتحاد الكويتي بإلزام اللاعبين الستة بالعودة إلى أنديتهم السابقة، أو خوض تجربة احترافية خارج بلادهم، شرط أن تكون حقيقية، يقومون من خلالها بالمشاركة في المواجهات، وفي حال أرادوا العودة مرة أخرى إلى الدوري المحلي، فسيتم تسجيلهم كمحترفين وليس كلاعبين هواة.

ولم ينسَ الاتحاد الكويتي لكرة القدم بعد اتخاذه القرار، التوجه برسالة مباشرة إلى إدارات الأندية المتضررة، بضرورة قيامها بإبرام عقود مع اللاعبين، حتى تحافظ على مصالحها ومصالح اللاعبين أيضاً، مؤكداً عدم إمكانية رفض طلب نادٍ خارجي بالحصول على البطاقة الدولية لأي لاعب، أياً كانت صفته، سواء كان محترفا أو هاويا، إلا في حال وجود عقد ساري المفعول بينه وبين ناديه، ولا يوجد ما يفيد بإنهائه بالتراضي بين الطرفين (النادي واللاعب).

لكن لماذا يقوم اللاعبون في الكويت بالحصول على عقود وهمية؟

تعود بداية فصول الحكاية إلى علي جراغ حارس مرمى النادي العربي، الذي قرر الرحيل عن فريقه، بسبب عدم سماح إدارته بمغادرته صوب نادي كاظمة، الأمر الذي جعله يلجأ إلى هذه الحيلة، حتى يحصل على بطاقته الدولية، كي يعود إلى الدوري المحلي في صفقة انتقال حُر.

وبعد قرار الاتحاد الكويتي الجديد، فإن علي جراغ لن يتمكن من الرحيل عن النادي العربي، إلا في حال حصل على عقد احتراف خارجي حقيقي، يقوم من خلاله باللعب في عدد من المواجهات، قبل افتتاح سوق الانتقالات الشتوية المقبلة، وإلا فإنه سيواصل الجلوس على مقاعد بدلاء فريق العربي.

ولا تختلف قضية علي جراغ، عن حارس مرمى النصر، محمد هادي، الذي فاجأ جماهير ناديه بقرار رحيله، حتى يحصل على بطاقته الدولية، من خلال رسالة وجهها على حسابه الرسمي في "تويتر"، كتب فيها "23 سنة قضيتها في نادي النصر فيها الجميل وفيها دروس صعبة، وكل بداية لا بد ولها نهاية، ولكن كنت أتمنى ختامها اجمل وعلى أي حال الحمد لله. تحية عظيمة لكل من وقف بجانبي وساندني، وأعتذر بشدة إن اخطأت بحق أحد"، قبل أن يختم بقوله: "وجهة جديدة إن شاء الله".

لكن قرار الاتحاد الكويتي، سيجبر محمد هادي الآن، على المشاركة مع ناديه النصر، الذي أعلن رحيله عنه بشكل رسمي، إلا إذا استطاع الحصول على عقد حقيقي خارجي، وفي حال عودته مرة أخرى إلى الدوري المحلي، فإنه سيتم قيده كلاعب محترف وليس كهاوٍ.

هل أصبح ميثاق الأندية حبرا على ورق؟

لجأت إدارات الأندية الكويتية خلال السنوات السابقة، إلى إصدار "ميثاق الأندية"، من أجل الوقوف أمام رغبة اللاعبين في الدخول إلى عالم الاحتراف، والذين يطمحون إلى تحقيق الاستفادة المالية، بحسب ما تنص عليه لوائح الأنظمة الداخلية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

لكن التحرك الفعلي للاعبين خلال الفترة الماضية، وقضية اللجوء إلى عقود احترافية وهمية، من أجل الحصول على البطاقة الدولية، والعودة مرة أخرى إلى فرق في الدوري الكويتي، بصفقات انتقال حُر، جعلا إدارات الأندية تدرك أن الميثاق الموقع هو حبر على ورق فقط. وبدأت العديد من إدارات الأندية بالتحرك لإيجاد حلول بديلة، حتى تحافظ على مواهبها، عبر إبرام عقود احترافية، وبدأ الأمر نادي السالمية، الذي أعلن عن توقيع لاعبيه، مبارك الفنيني، وفواز عايض، ومحمد الهويدي، على عقود حقيقة احترافية، وليس عقود مع لاعبين هواة.

ومع تزايد حالة الاحتقان داخل إدارات الأندية، هاجم أمين سر فريق القادسية، حسن أبو الحسن، علانية إدارة العربي، نتيجة حصولها بشكل مخالف للقانون على خدمات سلطان العنزي، عبر تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر". وأدرك الاتحاد الكويتي لكرة القدم حالة الاحتقان الكبيرة بين أندية الدوري. لذلك عمد إلى وضع حدٍ لظاهرة هروب اللاعبين بعقود وهمية، وقام بإلغائها بشكل كامل، مع وضع شرط صريح: على من يرحل أن يلعب، وإلا فإنه سيعود لناديه السابق.

 

المساهمون