كيف يمكن لسويسرا إعادة سيناريو مونديال 2010؟
يُمكن اعتبار منتخب سويسرا مفاجأة بطولة أوروبا للأمم يورو 2020 إلى حدّ الان، بما أن وصوله إلى الدور ربع النهائي، كان إثر مشوار بطولي بكل المقاييس بعد عديد الصعوبات التي قرّبته في البداية من الانسحاب منذ الدور الأول غير أنّه تحدى الصعاب ليجد نفسه في دور متقدم.
وكانت بداية سويسرا فاشلةً بكل المقاييس، بما أنّه تعادل مع ويلز (1ـ1) قبل أن ينقاد إلى خسارة عريضةٍ ضد المنتخب الإيطالي 3ـ0، ما جعله مجبراً على الانتصار ضد تركيا في اللقاء الأخير، وهو ما تحقق فعلاً ليجد نفسه في دور 16 في مواجهة منتخب فرنسا، بطل العالم 2018 والمرشح الأول للحصول على اللقب.
ورغم الفوارق الكبيرة، خاصة وأن أرقام ما قبل البطولة وضعت فرنسا في موقف قوّة، فإن سويسرا فجّرت أكبر المفاجآت لتصل إلى ربع النهائي وترفع التحدي ضد منتحب إسبانيا في مفتتح مباريات ربع النهائي في لقاء يدخله الإسبان بأسبقية.
وسيحاول منتخب سويسرا خلال هذه المباراة، إعادة إنجازه في كأس العالم جنوب أفريقيا 2010، عندما صدم إسبانيا بطل أوروبا 2008، وانتصر بنتيجة 1ـ0 في لقاء مثير. وهذا الانتصار هو أهم مباريات سويسرا ضد إسبانيا على مرّ التاريخ.
ولإعادة الإنجاز السابق، فإن كلمة السر بالنسبة إلى منتخب سويسرا واضحة، وهي عدم الانسياق وراء الفرحة الكبيرة بعد التأهل المثير على حساب فرنسا، ذلك أن هفوات المنتخب الفرنسي سهلت مهمة سويسرا خلال اللقاء الأخير وجعلته يقلب الطاولة.
أمّا النقطة الثانية التي قد تُساعد سويسرا فهي الحذر الكبير في وسط الميدان، فالمنتخب الإسباني عاد بقوة بفضل فاعلية المنطقة الحيوية منذ أن أعاد المدرب أنريكي تشكيل هذه المنطقة بعد تعافي قائد المنتخب سيرجي بوسكيتس من إصابته بفيروس كورونا ليتحسن مردود إسبانيا بشكل كبيرٍ، ونجح في تأكيد ذلك من خلال مردوده الهجومي.
ولا يبدو المنتخب الإسباني في وضع مثالي دفاعياً، فقد واجه عديد الصعوبات في كل المباريات التي لعبها واهتزت شباكه أكثر من مرة، لهذا فإن الهجوم السويسري مطالب بالاستفادة من كل فرصة تتوفر له، خاصة وأن إضاعة ضربة جزاء ضد فرنسا كادت أن تتسبب في خروجه من البطولة وضد إسبانيا فإن لكل فرصة قيمة مضاعفة.
