كيف نجا منتخب المغرب من فخ النيجر؟

22 مارس 2025
منتخب المغرب خلال مباراة الفوز على النيجر، 21 مارس 2025 (الاتحاد المغربي/فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حقق منتخب المغرب فوزًا صعبًا على النيجر 2-1 في تصفيات كأس العالم 2026، حيث سجل إسماعيل صيباري وبلال الخنوس في الوقت بدل الضائع بعد تقدم النيجر بهدف مباغت.
- أجرى المدرب وليد الركراكي تغييرات تكتيكية حاسمة بعد تلقي الهدف، مستبدلًا لاعبين مثل عزالدين أوناحي وسفيان رحيمي ببلال الخنوس وإسماعيل صيباري، مما ساهم في استعادة السيطرة وتحقيق الفوز.
- لعب البدلاء دورًا كبيرًا في تغيير مجرى المباراة، حيث أضافوا الحيوية والفعالية، مما يفرض على الركراكي إعادة النظر في اختياراته قبل مواجهة تنزانيا المقبلة.

حقق منتخب المغرب لكرة القدم، بقيادة مدربه وليد الركراكي (49 عاماً)، فوزاً صعباً على منتخب النيجر، أمس الجمعة، على الملعب الشرفي بمدينة وجدة، شرقي المملكة، لحساب الجولة الخامسة من التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم التي تستضيفها الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك عام 2026.

وفاجأ منتخب النيجر، الذي يدربه المغربي بادو الزاكي (65 عاماً)، منافسه منتخب أسود الأطلس في بداية الشوط الثاني بهدف مباغت لمهاجمه يوسوف أومارو، في الدقيقة 47، مستغلاً تراجع أداء زملاء القائد أشرف حكيمي منذ انطلاق اللقاء، قبل أن يردّ إسماعيل صيباري بهدف التعادل في الدقيقة 59، فيما أحرز بلال الخنوس (20 عاماً) هدفاً ثانياً في الوقت بدل الضائع. وساهمت ثلاثة عوامل في إنقاذ منتخب المغرب من فخ نظيره النيجري، الذي ظهر بأداء محترم في المواجهة، ولعل أبرزها تدارك المدرب الركراكي أخطاء اختياراته الفنية، فضلاُ عن خبرة وتجربة نجوم منتخب أسود الأطلس التي صنعت الفارق.

الركراكي يصحّح اختياراته

بدأ المدير الفني لمنتخب المغرب مباراة النيجر بتشكيلة مكوّنة من أبرز اللاعبين الذين اعتادوا الظهور أساسيين في معظم المباريات، من دون أن ينجح في فك لغز الدفاع المتماسك لمنتخب النيجر، رغم أنه لعب بطريقته المألوفة (4-3-3). ورغم اعتماده على نجوم بارزين، مثل أشرف حكيمي وإبراهيم دياز ونايف أكرد، إلا أن ذلك لم يكن كافياً ليبسط منتخب أسود الأطلس هيمنته على مجريات المباريات، بسبب تراجع مستواه بشكل لافت، إذ بدا واضحاً أن المدرب وليد الركراكي أخطأ في اختياراته حين أشرك بعض الأسماء التي لم تقدم المنتظر منها، مثل عزالدين أوناحي وسفيان رحيمي وإلياس بن صغير، وهو ما استدعى استبدالهم بلاعبين آخرين نجحوا في استعادة المنتخب المغربي سيطرته، وبخاصة في وسط الملعب.

ووجد المدرب الركراكي نفسه مضطراً لتدارك أخطائه، فور تلقي الحارس ياسين بونو هدفاً مباغتاً ضد مجرى اللعب، وهو ما نجح فيه بإشراك الثلاثي: بلال الخنوس وإسماعيل صيباري وعبد الصمد الزلزولي دفعة واحدة.

خبرة نجوم المغرب تصنع الفرق

انتظر منتخب المغرب مرور ربع ساعة من انطلاق الشوط الثاني ليرتّب صفوفه ويعيد التوازن إلى وسط الملعب، بفضل مهارة بلال الخنوس الذي دخل بديلاً، وخطورة إسماعيل صيباري، ومعهما إبراهيم دياز الذي ظهر في الوقت المناسب بتمريرة حاسمة رائعة.
وفي وقت اعتقد فيه الجميع أن منتخب النيجر سيخطف تعادلاً من أحد المنتخبات الأفريقية القوية، كان لخبرة نجوم أسود الأطلس دور حاسم في قلب الموازين، عبر ريمونتادا أربكت حسابات المدرب بادو الزاكي، الذي كان يتمنى الخروج بأقل الخسائر، ولو بانتزاع التعادل على الأقل، حتى يحافظ على حظوظه نسبياً في تحقيق معجزة التأهل إلى المونديال.

البدلاء كلمة السر

تغيّر مستوى منتخب المغرب رأساً على عقب بمجرد دخول إسماعيل صيباري وبلال الخنوس، ومعهما عبد الصمد الزلزولي وحمزة إيغامان وأسامة ترغالين، إذ تحول من شبح على أرضية الملعب، إلى آخر يناور على كل الجبهات من أجل فوز يقربه من التأهل إلى المونديال للمرة السابعة في تاريخ الكرة المغربية، وهو ما تحقق بهدفي البديلين صيباري والخنوس،  بعدما عجز عن ذلك الأساسيون، وهو ما يفرض على المدرب وليد الركراكي إعادة ترتيب أوراقه التكتيكية والفنية، وحتى اختياراته للاعبين خلال المباراة التي يستضيف فيها منتخب المغرب نظيره التنزاني، الثلاثاء المقبل، على أرضية الملعب الشرفي بوجدة، ضمن الجولة السادسة من التصفيات المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026.

المساهمون