كيف غيّر ديمبيلي صورته من لاعب "زجاجي" إلى الأفضل في العالم؟

23 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 23 سبتمبر 2025 - 00:09 (توقيت القدس)
ديمبيلي بعد حصد الكرة الذهبية، 22 سبتمبر 2025 (فرانك فيفي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بدأ عثمان ديمبيلي مسيرته بقوة بفضل موهبته، لكنه عانى من إصابات متكررة أثرت على استمراريته وصورته كلاعب محترف، مما شكل ضغطاً نفسياً وبدنياً عليه.
- واجه اتهامات بعدم الانضباط، لكن قراره بتغيير أسلوب حياته جذرياً ساعده على استعادة لياقته بدعم من الجهاز الطبي والمدربين.
- بفضل انضباطه الجديد، قدم مواسم متميزة وتُوّج بالكرة الذهبية، ليصبح رمزاً للإصرار والتحول ونموذجاً يحتذى به.

تُوّج النجم الفرنسي عثمان ديمبيلي (28 عاماً)، بالكرة الذهبية للمرة الأولى في مسيرته، بعد مشوار مليء بالتقلبات والصعوبات، حتى وُصف في فترة ما باللاعب "الزجاجي" لكثرة إصاباته. لكنّه نجح في قلب المعادلة، وقطع خطوة هائلة جعلته يتصدر المشهد الكروي العالمي، ليُطرح السؤال: كيف غيّر ديمبيلي صورته ليصبح الأفضل في العالم؟

ديمبيلي والبدايات القوية 

أبهر عثمان ديمبيلي جماهير كرة القدم منذ بداياته الاحترافية بموهبته الخارقة ومهاراته الفريدة، لكنه اصطدم سريعاً بواقع قاسٍ بعدما عانى من سلسلة إصابات متكرّرة حرمت فريقه من خدماته لفترات طويلة، وألصقت به صورة اللاعب "الزجاجي" الذي يفتقد للاستمرارية، ويعيش تحت ظلال الشكوك حول مستقبله الكروي.

الإصابات

بدأت مسيرة عثمان ديمبيلي في برشلونة تصطدم سريعاً بمجموعة من الإصابات، التي أثّرت على استمراريته في الملعب. مثلاً، في الموسم 2019-2020، غاب بسبب تمزّقات عضلية وفترات استشفاء تصل إلى 192 يوماً، وفقاً لما نشره موقع ترانسفرماركت، كما شهد الموسم الذي قبله غياباته المتكرّرة. ولم يتردد الإعلام والجماهير في عرض هذا الجانب في كل مرة يغيب فيها؛ أصبحت إصابات ديمبيلي مادة سهلة للنقد والسخرية، إذ كان يُنظر إليه "اللّاعب الممتاز حين يكون سليماً، والمشكلة حين يُصاب"، وهو ما شكّل ضغطاً نفسياً كبيراً إلى جانب العبء البدني، وبالتالي حرم برشلونة من قدراته العالية.

الانضباط ونظام العيش

واجه ديمبيلي لسنوات طويلة، اتهامات متكرّرة بعدم الانضباط خارج الملعب، سواء من ناحية النظام الغذائي أو أسلوب الحياة البعيد عن المعايير الصارمة للاعب محترف، ما جعله عرضة دائماً للإصابات المتلاحقة. هذا التصوّر السلبي رسّخ لدى الجماهير والإعلام صورة لاعب غير قادر على استغلال موهبته، فيما شكّك كثيرون في إمكانية تحوله إلى نجم من الصف الأول، خاصة عند مقارنته بصفقات كبرى أخرى، أنفقت عليها أندية مثل برشلونة مبالغ طائلة ونجحت سريعاً في إثبات قيمتها. 

نقطة التحوّل

واتخذ الدولي الفرنسي نقطة تحوّل حاسمة في مسيرته، حين قرر تغيير أسلوب حياته جذرياً، فالتزم بنظام غذائي صارم، وحرص على ساعات نوم منتظمة، وخصص وقتاً إضافياً للعمل في التدريبات الفردية. وساعده الجهاز الطبي والمدربون بوضع برنامج دقيق لإعادة تأهيله بدنياً وذهنياً، بينما لعب زملاؤه الكبار في المنتخب الفرنسي، دوراً مؤثراً عبر تشجيعه على استثمار موهبته الفريدة وعدم التفريط فيها، لتبدأ مسيرته في مسار جديد أعاده إلى الواجهة لاعباً قادراً على المنافسة في القمة

كلمة سر 

وأظهر ديمبيلي في السنوات الأخيرة، انضباطاً لافتاً داخل الملعب وخارجه، فانعكس ذلك مباشرة على جاهزيته البدنية وتقلّصت فترات إصاباته على نحوٍ ملحوظ. ونجح في تقديم مواسم متكاملة جمع خلالها بين سرعته المعهودة ومهارته الفنية وحسّه التهديفي الحاسم، ما أعاد له مكانته بين أبرز نجوم اللعبة. ومنحه مدربوه في برشلونة وباريس سان جيرمان والمنتخب الفرنسي، أدواراً أكبر على المستوى التكتيكي، ليترجم الثقة بأداء استثنائي، وضعه في صدارة المشهد الكروي العالمي.

النجاح بعد التضحيات 

حوّل ديمبيلي مسيرته من نفق الشكوك إلى منصة المجد، بفضل استمراريته وتألقه المتواصل، فغيّر صورته من لاعب "مهزوز" يطارده شبح الإصابات، إلى قائد هجومي يُعتمد عليه في المحطات الكبرى. وجاء تتويجه بالكرة الذهبية خاتمةً رمزيةً لرحلة شاقة، واجه خلالها موجات من الانتقادات والتشكيك، ليصبح اليوم رمزاً للإصرار والتحوّل، ونموذجاً يحتذيه كل لاعب، عانى العثرات ورفض الاستسلام أمام الصعوبات. 

المساهمون