كيف خرج العنف عن السيطرة في الدوري الفرنسي هذا الموسم؟ من المدرجات إلى الشوارع

22 ابريل 2025
من جنون جماهير بريست الفرنسي في ملعب بوليار ديليليس، 9 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهد الدوري الفرنسي تصاعداً في حوادث العنف، حيث انتقلت المواجهات من المدرجات إلى الشوارع، مما يثير تساؤلات حول فشل التعزيزات الأمنية في السيطرة على الوضع.
- تعود أسباب التصعيد إلى غياب التنسيق بين الأندية والجهات الأمنية واستغلال الجماعات المتطرفة لمنصات التواصل الاجتماعي، بينما تكتفي السلطات بإجراءات تقليدية تزيد من استياء المشجعين.
- شهدت الملاعب الفرنسية حوادث عنف شهيرة، مثل إصابة مدرب ليون السابق ومواجهات بين مشجعي نانت وباريس سان جيرمان، مما يعكس استمرار التوترات.

تزايدت بشكل لافت حوادث العنف المرتبطة في الدوري الفرنسي هذا الموسم، لتأخذ طابعاً مختلفاً وخطيراً، إذ لم تعد مقتصرة على المدرجات، بل انتقلت إلى الشوارع والأماكن العامة، كما حدث في المباراة التي جمعت فريقي لانس وبريست الأحد الماضي، ضمن منافسات بطولة الدوري.

ففي هذه المواجهة، ظهرت مشاهد صادمة تبرِز مستوى التعصّب الجماهيري المتصاعد، ما دفع المتابعين للتساؤل: كيف خرج العنف عن السيطرة رغم كل التعزيزات الأمنية المصاحبة للمباريات؟ وفي تقرير نشرته صحيفة لوباريزيان الفرنسية، أمس الاثنين، تم تسليط الضوء على هذا النمط الجديد من العنف الكروي في الدوري الفرنسي لكرة القدم، والذي خرج عن نطاق الملاعب وتحول إلى مواجهة مفتوحة في الطرقات. وشهدت مدينة لانس أحداث شغب كبيرة بين مجموعات "أولتراس" الفريق المضيف ونظيرتها من جماهير بريست، وصلت إلى حد إغلاق طريق وطني بالكامل، وتبادل المقذوفات والشتائم، وتخريب سيارات المارّة. ووصفت الصحيفة ما حدث بأنه "كمين" مدبّر من جماهير لانس لمشجعي الفريق الزائر.

ويبدو أن تعذر إدخال الأسلحة البيضاء إلى المدرجات، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة، دفع المتعصبين إلى استحداث طرق بديلة للانتقام، تبدأ بإعداد كمائن على الطرق المؤدية للملعب، وعند مرور جماهير الفريق المنافس، يتم اعتراضهم بالعنف، وتتطور الأمور غالباً إلى اشتباكات وإصابات، كما حدث بالفعل في لقاء لانس وبريست، الذي أسفر عن إصابة ما لا يقل عن ثلاثة مشجعين.

وتعيد الصحيفة الفرنسية هذا التصعيد إلى غياب التنسيق الكافي بين الأندية والجهات الأمنية خارج محيط الملاعب، فضلاً عن استغلال الجماعات المتطرفة لمنصات التواصل الاجتماعي من أجل التخطيط والتنسيق المسبق لهذه الأعمال، ما يمنحها طابعاً شبه احترافي يصعّب من مهمة الأجهزة الأمنية.

في المقابل، تكتفي السلطات غالباً بقرارات تقليدية مثل منع جماهير الفريق الضيف من مرافقة ناديهم، وهي إجراءات تُثير استياء المشجعين وتُغذي روح التحدي والصدام، أما على صعيد الحوادث الشهيرة، فقد شهدت الملاعب الفرنسية في السنوات الأخيرة اعتداءات أثارت جدلاً واسعاً، أبرزها إصابة مدرب أولمبيك ليون السابق، الإيطالي فابيو غروسو، بعد تعرض حافلة الفريق للرشق بالحجارة من جماهير مارسيليا في 2023، ما تسبب له بجروح بليغة في وجهه. كما وقعت في 2024 مواجهة عنيفة بين مشجعي نانت وباريس سان جيرمان في إحدى محطات الوقود، استخدمت فيها العصي والمفرقعات، وأسفرت عن إصابات متعددة.

ونسبت الصحيفة الفرنسية هذا التصعيد إلى غياب التنسيق الكافي بين الأندية والجهات الأمنية خارج محيط الملاعب، فضلاً عن استغلال الجماعات المتطرفة لمنصات التواصل الاجتماعي من أجل التخطيط والتنسيق المسبق لهذه الأعمال، ما يمنحها طابعاً شبه احترافي يصعّب من مهمة الأجهزة الأمنية.

في المقابل، تكتفي السلطات غالباً بقرارات تقليدية مثل منع جماهير الفريق الضيف من مرافقة ناديهم، وهي إجراءات تُثير استياء المشجعين وتُغذي روح التحدي والصدام، أما على صعيد الحوادث الشهيرة، فقد شهدت الملاعب الفرنسية في السنوات الأخيرة اعتداءات أثارت جدلاً واسعاً، أبرزها إصابة مدرب أولمبيك ليون السابق، الإيطالي فابيو غروسو، بعد تعرض حافلة الفريق للرشق بالحجارة من جماهير مارسيليا في 2023، ما تسبب له بجروح بليغة في وجهه. كما وقعت في 2024 مواجهة عنيفة بين مشجعي نانت وباريس سان جيرمان في إحدى محطات الوقود، استخدمت فيها العصي والمفرقعات، وأسفرت عن إصابات متعددة، وذلك بعد مباراة في بطولة الدوري الفرنسي لكرة القدم.

المساهمون