كونور ماكغريغور... حكاية صاحب آخر ميدالية أولمبية لإسكتلندا في طوكيو

كونور ماكغريغور... حكاية صاحب آخر ميدالية أولمبية لإسكتلندا في طوكيو

23 يوليو 2021
حقق بوب ماكغريغور الفضية بأولمبياد طوكيو عام 1964 (Getty)
+ الخط -

قام الإسكتلندي، بوب ماكغريغور، بعمل بطولي في قناة فالكيريك المتجمدة، قبل نيل ميداليته الأولمبية، وأرقامه القياسية العالمية، وذهبية الكومنولث والأوروبية، رغم أن أسطورة السباحة لم يكن يرغب بتعلم السباحة نهائياً.

فضّل بوب لعب كرة القدم، لكن والده الصارم، ديفي، اللاعب الأولمبي السابق، أصدر قراراً بحق نجله، بأنه لا يحق له سوى ممارسة رياضة السباحة فقط، وقام بتدريبه على الغوص بإحدى القنوات القريبة من المنزل، لكن كل شيء تحول بعدما أنقذ الابن سيدة عجوزا من الغرق.

وتعلق بوب بالسباحة الذي جعله يصل إلى منصة التتويج في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في طوكيو عام 1964، ليعلق حينها على ما حدث معه لشبكة "بي بي سي" البريطانية بالقول: "لقد تأخرت بتعلم السباحة، وبدأت في عمر التاسعة".

وتابع "لقد أجبرني والدي على ذلك، وذهبت برفقة أصدقائي إلى قناة محلية، ورأينا سيدة عجوزا تسقط فيها، وقمنا بالقفز وإخراجها وإنقاذها وإعادتها للمنزل، واكتشفت عائلتي ما حدث، ليقوم بعدها والدي بمنعي من التدرب في الأماكن العامة، بعدما شكرني على ما فعلته".

وعوض بوب تأخره بتعلم السباحة، وأظهر كفاءته سريعاً، بعدما فاز بأول لقب في المدارس المحلية في الـ16 من عمره، وكان لاعباً إستكتلندياً دولياً. ومع بلوغه سن الـ18، تمكن من الفوز بالميدالية الفضية في سباق 110 ياردات حرة، بألعاب الكومنولث في أستراليا.

ومع اقتراب أولمبياد طوكيو عام 1964، كان من الواضح أن إسكتلندا لديها موهبة عالمية. لسوء الحظ، كان هيكل الدعم الذي قدمته السلطات بخلاف ذلك، لأنّ السباحين المعاصرين معتادون على أحدث المرافق في المعهد الإسكتلندي للرياضة، وكان على بوب أن يتعامل مع حمام السباحة العام المحلي الذي تبلغ مساحته 25 ياردة في فالكيرك.

كان والده الذي كان الإسكتلندي الوحيد في فريق كرة الماء في بريطانيا بدورة ألعاب 1936، هو مدرب بوب ومدير مسبح فالكيرك. لكن سرعان ما تبددت فكرة الحصول على امتيازات خاصة، بعدما رفض مجلس إدارة المسبح السماح لوالده بالسفر إلى طوكيو لمدة 5 أيام بسبب التكلفة العالية.

وعلى الرغم من الاستعدادات غير المثالية، وصل ماكغريغور البالغ من العمر حينها 20 عاماً إلى طوكيو مستهدفًا الذهب في نهائي 100 متر سباحة حرة، بعد أن سجل رقماً قياسياً عالمياً جديداً على مدى 110 ياردات من 53.6 ثانية قبل أسابيع قليلة.

ولم يكن بوب الأسرع في النهائي وتراجع قليلاً في منتصف الطريق، لكن مع بقاء 25 متراً على النهاية، صعد إلى الصدارة. كان "يحاول فقط الصمود"، لكن الأميركي دون شولاندر جعله يتألق بأصغر الهوامش. كانت واحدة من أربع ميداليات ذهبية سيفوز بها الأميركي في طوكيو.

ونال بوب الفضية، بعد تسجيله 53.4 ثانية، ولم تكن شيئاً يمكن استنشاقه؛ كان الحاصل على الميدالية الإسكتلندية الوحيد في تلك الألعاب، وعاد إلى بلده، وتلقى استقبال الأبطال، مع جحافل من الناس اصطفوا في شارعه.

كان يعامل مثل الملوك، وصولاً إلى الزيارة لتناول طعام الغداء مع الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنغهام. كان ذلك بمثابة عزاء ضئيل في ذلك الوقت. وعلى الرغم من أنّ السنوات الـ57 الفاصلة قد خففت من الألم، إلا أنه لا يزال باقياً.

ويقول بوب، الذي يبلغ الآن 77 عامًا: "كانت مشاعري، أكره أن أقول هذا، عبارة عن خيبة أمل. لقد هُزمت بست مائة جزء من الثانية. إذا تحدثت إلى معظم الأشخاص الذين يفوزون بميدالية فضية في الألعاب الأولمبية، فلن يفعلوا ذلك"، مضيفاً "أعود بذاكرتي إلى الوراء وأعتقد أنه ربما كان عليّ أن أترك الجامعة لمدة عام أو أذهب إلى أميركا للتدرب".

لا تزال طوكيو من المعالم البارزة، لكن حلت محلها فترة بوب الذهبية التي استمرت خمسة أسابيع في عام 1966 عندما حصل على الميدالية الفضية في ألعاب الكومنولث والذهبية في بطولة أوروبا، قبل أن يحطم الرقم القياسي العالمي الخاص به في البطولات البريطانية.

وفاجأ بوب ماكغريغور العالم، بعدما أعلن اعتزاله الرياضية في سن الرابعة والعشرين من عمره، ليعلق عن الأمر بقوله "في عام 1968، تأهلت للعمل كمهندس معماري من جامعة ستراثكلايد، وأدركت أنه كان علي فقط الاستمرار في حياتي لأنك لا تكسب لقمة العيش من كونك سباحاً هاوياً".

هذا العام سيكون ماكغريغور مراقباً متحمساً للاعبين الإسكتلنديين الخمسة في البركة، وهم دنكان سكوت، وكاثلين داوسون، وكاسي وايلد، وروس مردوخ، ولوسي هوب، مع عودة الألعاب الأولمبية إلى طوكيو للمرة الأولى منذ عام 1964.

ويتحسر بوب على إقامة الألعاب الأولمبية في طوكيو من دون جمهور بسبب جائحة كورونا، بقوله "لا ينبغي أن تحدث الألعاب في هذه الأجواء. الألعاب الأولمبية هي أكثر من مجرد منافسة، إنها تتعلق بالحفلات والتفاعل الاجتماعي والتعرف على البلدان الأخرى واستكشاف البلد الذي تعيش فيه. ولن يحدث شيء من هذا القبيل. حقيقة أنهم سيقيمون كل هذه الأحداث من دون جمهور أمر سخيف. لا أفهم لماذا يمضون قدماً في ذلك".

المساهمون