كونسيساو يقود مرحلة جديدة في الاتحاد بعد نهاية الحقبة الفرنسية

08 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 20:03 (توقيت القدس)
كونسيساو خلال السوبر الإيطالي بملعب المملكة أرينا، 6 يناير 2025 (خوسيه بريتون/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواجه نادي الاتحاد السعودي تحديات في بداية الموسم بعد تراجع الأداء والنتائج، مما أدى إلى إقالة المدرب الفرنسي لوران بلان في محاولة لاستعادة الانتصارات والمنافسة على اللقب.

- تم تعيين المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو، المعروف بنهجه التكتيكي الصارم، بهدف استعادة التوازن والانضباط داخل الفريق، مستفيداً من مهارات اللاعبين المميزين.

- يمتلك كونسيساو خبرة تدريبية واسعة مع فرق مثل بورتو ونانت، ويأمل الجمهور أن يعيد الروح للفريق في ظل المنافسة الشديدة في الدوري السعودي.

يعيش نادي الاتحاد السعودي على وقع بداية صعبة هذا الموسم، بعد أن كان بطلاً للدوري في الموسم الماضي، إذ انقلبت الصورة رأساً على عقب مع انطلاقة الموسم الحالي، في ظل تراجع الأداء والنتائج، ما دفع إدارة "العميد" إلى اتخاذ قرار حاسم بإقالة المدرب الفرنسي، لوران بلان (58 عاماً)، في محاولة لإعادة الفريق إلى سكة الانتصارات والعودة إلى مقدمة الترتيب والمنافسة على الحفاظ على اللقب.

وقرّرت إدارة الاتحاد إحداث تغيير جذري في هوية المشروع الفني، بالانتقال من المدرسة الفرنسية إلى البرتغالية، بعد موسم كامل من الاعتماد على الفكر الفرنسي، سواء على مستوى الجهاز الفني أو في التركيبة البشرية، التي ضمّت عدداً كبيراً من لاعبي مراكز التأهيل الفرنسية. وقد كانت تلك السياسة ناجحة في الموسم الماضي، وأسهمت في تتويج الفريق وهيمنته على مجريات البطولة، إلا أنّ التراجع المفاجئ في الأداء، وتكرار الإصابات، وفقدان النجاعة الهجومية، جعلت الإدارة تبحث عن مدرب قادر على إعادة الانضباط والروح داخل غرفة الملابس.

وجاء خيار التوجّه نحو المدرسة البرتغالية بتعيين المدرب سيرجيو كونسيساو (50 عاماً)، صاحب التجربة الواسعة مع أندية كبرى، أبرزها بورتو البرتغالي ونانت الفرنسي، والمعروف بشخصيته الصارمة ونهجه التكتيكي القائم على الضغط العالي والتحوّل السريع بين الدفاع والهجوم. ويعوّل الاتحاد كثيراً على هذه الخطوة لتصحيح المسار واستعادة التوازن، خصوصاً أن الفريق يمتلك أسماء كبيرة قادرة على التألق، متى ما وُضعت في إطار تكتيكي واضح ومنضبط. وجاء الإعلان الرسمي عبر فيديو تقديمي نشره النادي على حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أظهر فيه كونسيساو داخل مقر النادي بجدة، ليُعلن بداية مرحلة جديدة بعد مفاوضات طويلة تكللت بالنجاح، وأكد النادي في بيانه أن التعاقد مع المدرب البرتغالي يأتي ضمن خطة تطوير شاملة تهدف إلى إعادة الفريق إلى سكة الانتصارات محلياً وقارياً.

ويمتلك كونسيساو مسيرة تدريبية حافلة بدأت عام 2010، عندما عمل مدرباً مساعداً في ستاندارد لييج البلجيكي، قبل أن يخوض تجربته الأولى مديراً فنياً مع أولهانينسي البرتغالي عام 2012، وتنقّل بعدها بين عدة أندية أوروبية بارزة، أشهرها نانت الفرنسي، وبورتو البرتغالي، وميلان الإيطالي، إذ صنع لنفسه اسماً قوياً، بفضل شخصيته القيادية وأسلوبه المنظم، الذي يجمع بين الصلابة الدفاعية والفاعلية الهجومية. وخلال فترته مع بورتو، كتب كونسيساو أحد أنجح فصول مسيرته، إذ قاد الفريق لتحقيق ثلاثة ألقاب للدوري البرتغالي، إضافة إلى بطولات محلية أخرى، كما نجح في بلوغ مراحل متقدمة من دوري أبطال أوروبا، مؤكداً مكانته كأحد أبرز المدربين البرتغاليين في العقد الأخير. ويأتي تعيين كونسيساو في وقتٍ يحتاج فيه الاتحاد إلى استعادة توازنه، بعد بداية غير مقنعة، خصوصاً عقب الخسارة أمام النصر (0-2) في الجولة الرابعة من الدوري السعودي، وهي النتيجة التي عجّلت برحيل بلان، رغم إنجازه الكبير الموسم الماضي، عندما قاد الفريق للتتويج بلقبي الدوري السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين.

وتأمل جماهير "العميد" أن يكون سيرجيو كونسيساو الرجل القادر على إعادة الروح إلى الفريق، لما يمتلكه من خبرة كبيرة في التعامل مع النجوم والمنافسة في الدوريات الكبرى، فضلاً عن قدرته على فرض الانضباط وبناء منظومة جماعية متماسكة، وهي الصفات التي يحتاجها الاتحاد بشدّة في المرحلة المقبلة للعودة إلى منصات التتويج. ويأتي هذا الطموح في ظل اشتداد المنافسة في الدوري السعودي مع الهلال، الذي يعيش فترة انتعاش واضحة، تحت قيادة مدرّبه الإيطالي سيموني إنزاغي، والنصر الذي استعاد بريقه بعد تعيين البرتغالي جورجي جيسوس، وتدعيم صفوفه بصفقات قوية، إضافة إلى الأهلي، الذي يمتلك مجموعة من أبرز النجوم، بقيادة المدرّب الألماني ماتياس يايسله.

المساهمون