كلاسيكو بلا روح... هل يكون الأسوأ في تاريخ إسبانيا؟

كلاسيكو بلا روح... هل يكون الأسوأ في تاريخ إسبانيا؟

24 أكتوبر 2020
كلاسيكو الليغا هل يفي بوعوده التاريخية؟ (Getty/العربي الجديد)
+ الخط -

تتوجه أنظار عشاق العالم، اليوم السبت نحو ملعب "كامب نو"، لمتابعة مباراة "كلاسيكو الأرض"، عندما يلاقي برشلونة غريمه التقليدي، ريال مدريد، في مباراة لن تقبل القسمة على اثنين، لأهمية النقاط لكل طرف، فضلاً عن العامل التاريخي الذي يفرض نفسه في المنافسة بينهما.

وسيدخل "الملكي" مباراة الأسبوع السابع من الدوري الإسباني وعينه على تأكيد تفوّقه في الموسم الماضي، عندما فاز ذهاباً بهدفين دون مقابل، وتعادل في مباراة الإياب، ثم توّج بعدها بطلاً عقب التوقّف الذي فرضه تفشي فيروس كورونا، في سيناريو لم يكن ينتظره أكبر المتفائلين في مدريد.

لقاء الجريح وفاقد الانسجام

يتخوف عشاق "الكلاسيكو" من تراجع مستواه هذا الموسم، بالنظر إلى الظروف التي سيلعب فيها، سواء المتعلقة بالتنظيم أو الحالة التي يعيشها الفريقان، إذ يفتقد نادي برشلونة الانسجام الكافي من أجل إبهار المتابعين، بطريقة اللعب و"تيكي تاكا" التي اعتادوها، وهو ما ظهر جلياً في مبارياته هذا الموسم.

أما ريال مدريد، فلن يكون حاله أفضل من غريمه بعد دخوله في سلسلة هزائم بالدوري الإسباني، الذي سقط فيه على أرضه أمام نادي قادش، في مفاجأة مدوية، ليتواصل تراجع مستواه في منافسته المفضلة، دوري أبطال أوروبا، عندما سقط على أرضه أيضاً أمام شاختار دونيتسك الأوكراني.

بداية موسم معقدة وهزائم بالدوري

ويعيش الفريقان بداية موسم معقدة جداً، بعد أن فشلا في الإقناع عبر المستوى الذي يقدمانه، ومع مرور جولات مضت، ظهرت نتائج النقص الفادح الذي فشل المدربان، زين الدين زيدان ورونالد كومان في إيجاد حل له، ليتجسد ذلك بالهزائم الأخيرة.

وخسر نادي برشلونة في مفاجأة غير منتظرة، أمام منافسه خيتافي الذي فرض منطقه، وجسده بهدف واحد، إلا أن هجوم النادي الكتالوني، بما يحمله من أسماء شهيرة بقيادة الأسطورة ليونيل ميسي، فشل في اختراق دفاع يشكله الثنائي داكونام وكاباكو.

وتبدو الظروف أصعب على لاعبي "الميرينغي" الذين دخلوا في فترة فراغ بعد هزيمتهم الثانية، خاصة أن الأولى جاءت أمام نادي قادش الذي لم ينتظر لاعبوه تحقيق هذا الإنجاز، وتجسدت سعادتهم عبر احتفالهم المبالغ فيه عقب المباراة.

سقوط في الدوري قبل "الكلاسيكو" يثير الرعب

وتسود حالة من التخوف وسط جماهير "الليغا" الذين يأملون أن يحقق الفريقان مطلبهما من الجانب الفني عبر مستوى يليق بسمعتيهما، إلا أن الأرقام المسجلة أثارت الرعب، إذ لم يسبق للفريقين أن خسرا في آخر مباراة تسبق "الكلاسيكو" في الدوري الإسباني، منذ 17 عاماً، ما جعل الشكوك تراود الجميع حول قدرة اللاعبين من الطرفين على التألّق وإمتاع المتابعين.

"كلاسيكو" سابق لأوانه؟

وقررت رابطة الليغا الإسبانية لكرة القدم أن يكون موعد المباراة التي ينتظرها الملايين من سكان العالم، بعد مرور 6 جولات فقط من المسابقة، حيث يرى المتابعون أن اللقاء مبكر وأشبه بأن يكون سابقاً لأوانه، خاصة أن الظروف الخارجية أضرّت بالفريقين، وأفقدتهما قدراتهما المادية كما الفنية على أرضية الميدان، وجعلت الانسجام يغيب عن المردود العام لكل فريق، خاصة برشلونة الذي استقدم العديد من الأسماء الجديدة.

ضغط جماهيري رغم غيابهم على المدرجات

وسيكسر غياب الجماهير عن المباراة متعتها، باعتبارها عاملاً هاماً في الضغط على اللاعبين ودفعهم نحو مضاعفة المجهودات، وذلك رغم التأثير الذي أضحوا يفرضونه على مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبار المتابعة التي يلقونها من النجوم الذين يتفاعلون معهم.

وأثر منع المشجعين من حضور المباريات في المستوى العام للمواجهات في الدوري الإسباني، بسبب الإجراءات الوقائية التي فرضتها الحكومة، في ضوء الانتشار المخيف لفيروس كورونا الذي ضرب العالم وإسبانيا على وجه الخصوص، ولا يزال يحصد الأرواح يومياً.

غياب راموس وبيكيه عامل آخر ضد الإثارة

وسيعود غياب المصاب سيرخيو راموس، والمعاقب جيرارد بيكيه، بتأثير سلبي من الجانب الفني والنفسي على اللاعبين، حيث يعتبر الأول أهم لاعبي فريقه في المباريات الأخيرة، بفضل أهدافه وتأديته واجباته الدفاعية، فضلاً عن تأثيره بالمجموعة ودوره القيادي الذي يحفز زملاءه في مباراة من هذا النوع.

أما بيكيه الذي تراجع مستواه أخيراً، فيبقى وجوده في مباراة من حجم "الكلاسيكو" مهماً بفضل الخبرة التي اكتسبها من مشاركاته الكثيرة في مواجهة الغريم، كذلك سيُفقد المباراة إثارتها، وهو الذي اعتاد إشعالها قبل بدايتها وبعد نهايتها بتصريحات نارية، علماً أن حرب التصريحات مهمة جداً لبرشلونة وريال مدريد، فهي عامل أعطى المباراة شهرة أكبر إعلامياً من التي اكتسبتها على أرضية الميدان، وفي النهاية يبقى السؤال الحائر: من سيحسم الكلاسيكو؟

المساهمون