استمع إلى الملخص
- يقترب المنتخب من التأهل إلى مونديال 2026 بعد ستة انتصارات، لكنه يواجه تحديات في الدفاع وحراسة المرمى، مع ضرورة تحسين الأداء قبل كأس أمم أفريقيا.
- دافع المدرب عن خياراته، مشيرًا إلى ضعف اللياقة البدنية، لكن إصراره على بعض اللاعبين يثير القلق، مما يتطلب قرارات جريئة لتجديد الفريق.
رغم فوز منتخب الجزائر على بوتسوانا، في مباراة الجولة السابعة من تصفيات كأس العالم بثلاثة أهداف مقابل هدف، وخسارة موزمبيق أمام أوغندا، ومِن ثمّ تعميق الفارق إلى ست نقاط، فإن الوجه، الذي ظهر به "الخُضر" في مباراتهم، أسال الكثير من اللعاب والحبر في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، التي تحدثت عن الصعوبات، التي واجهها أشبال المدرب بيتكوفيش لتحقيق الفوز، وعن المردود المتواضع للفريق: فردياً وجماعياً، بدنياً وفنياً، في حين انتقدت أطراف أخرى خيارات المدير الفني، التي لم تتغير، رغم تراجع مستوى بعض اللاعبين، ومع ذلك تمكن "محاربو الصحراء" من تحقيق الفوز بهدوء وثقة في النفس أمام منتخب بوتسواني متكتل في الخلف كشف عن نقائص يجب تداركها.
وصحيح أن المنتخب الجزائري حقق الانتصار السادس من أصل سبع مباريات في تصفيات كأس العالم، ووضع قدمه الأولى في مونديال 2026، بعد فوزه وخسارة الملاحق موزمبيق أمام أوغندا، إذ يحتاج "الخُضر" للفوز على غينيا، الاثنين المقبل، لضمان التأهل بنسبة كبيرة، مع ضرورة الاحتفاظ بفارق الأهداف لصالحه، في حالة خسارة المواجهتين الأخيرتين ضد الصومال وأوغندا، لكن انعدام الخيارات في حراسة المرمى والدفاع، والاستمرار في الاعتماد على محرز وعوار وبن رحمة، رغم تراجع مستوياتهم، وعدم منح الثقة لحاج موسى ومازة من الآن، يجعل المأمورية صعبة في نهائيات كأس أمم أفريقيا المقررة في شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني المقبلين.
ومن جهته دافع المدرب بيتكوفيتش عن خياراته ولاعبيه، معتبراً أن نقص الإيقاع، وتراجع مردود بعض اللاعبين، يُحسب على بداية موسم تشهد قلة المنافسة وضعف اللياقة البدنية للعديد منهم، لكن الأمور ستتغير في جولتي شهر أكتوبر/تشرين الأول ونهائيات كأس أمم أفريقيا، التي تأتي في منتصف الموسم، دون أن يشير الى تغييرات مرتقبة على مستوى الخيارات، التي حصرها منذ مجيئه، في مجموعة وتشكيلة لا تتغير كثيراً، بحثاً عن الانسجام والتأقلم مع منظومة اللعب التي يعتمد عليها، وتستند إلى الهدوء والثقة والبناء من الخلف، مع الضغط العالي على المنافس في منطقته، اعتماداً على سرعة عمورة ومهارات غويري وبلايلي في الهجوم، وحيوية ونشاط بن طالب وبوداوي في الوسط.
ورغم محاولات تبرير المردود المتذبذب ضد بوتسوانا من طرف بيتكوفيتش، يبقى إصراره على بعض الخيارات مثيراً للتساؤلات وعلامات الاستفهام والقلق في الأوساط الكروية، سواء على مستوى حراسة المرمى أو الدفاع أو حتى الهجوم، في ظل تراجع مردود ومستوى القائد رياض محرز، ووسط الميدان حسام عوار، مقابل ترك حاج موسى ومازة في المدرجات، وبلايلي وبونجاح في كرسي الاحتياط، رغم التنويع في خطط اللعب، خاصة في الأشواط الثانية من المباريات، وثراء كرسي الاحتياط، الذي يأتي بالحلول كل مرة، في وجود بلايلي وبونجاح وبن زية، كما أن خيار اللعب بقلب هجوم وهمي أحياناً يبقى سلاحاً ذا حدين، قد لا ينفع في بعض المباريات.
ويبقى تحقيق ستة انتصارات من أصل سبع مباريات في التصفيات وتسجيل 19 هدفاً كأفضل خط هجوم في التصفيات، والفوز على بوتسوانا رغم الصعوبات، كلها معطيات تُحسب للمدرب، الذي يبقى محافظاً على هدوئه وثقته في نفسه وفي المجموعة، وسيكون بحاجة إلى اتخاذ قرارات جريئة، بما في ذلك الاستغناء عن بعض الكوادر، قبل أن يتحولوا إلى عبء على المنتخب، ووضع الثقة في لاعبين واعدين يحتاجون إلى ثقته فيهم لضمان مشاركة جيدة في نهائيات كأس أمم أفريقيا، ومونديال أميركا وكندا والمكسيك، مع ضرورة البحث أيضاً عن بدائل جديدة في حراسة المرمى ووسط الدفاع، حتى إن كانت مهمة تكوين حراس المرمى والمدافعين ليست من مهامه. وسيكون من الصعب المطالبة بالتغييرات أمام غينيا بعد غد، لكن بعدها يصبح الأمر حتمياً وضرورياً، حتى لو اقتضى الأمر الاستغناء عن بعض الكوادر، بعد أن صارت الجماهير ووسائل الإعلام جاهزة لتقبل ما كان بمثابة صدمة قبل أشهر من الآن... فهل يفعلها بيتكوفيتش؟