كأس السوبر الجزائري يعود بعد غياب.. ديربي منتظر بين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد

08 فبراير 2025
لاعبا مولودية الجزائر وشباب بلوزداد خلال نهائي كأس الجزائر، 5 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعود منافسة كأس السوبر الجزائري بعد توقف أربع سنوات بمباراة بين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد في ملعب 05 يوليو 1962، حيث يسعى كل فريق للتتويج بأول ألقاب الموسم الجديد وسط إقبال جماهيري كبير.

- مولودية الجزائر، بقيادة المدرب خالد بن يحيى، يطمح لتعزيز مكانته محلياً وأفريقياً بعد الدعم المالي الكبير، ويضم لاعبين مميزين مثل أكرم بوراس.

- شباب بلوزداد، بقيادة المدرب سعد راموفيتش، يسعى لتحقيق لقبه الأول هذا الموسم ويضم لاعبين مثل مصطفى زغبة، مع استخدام تقنية الفيديو لأول مرة في تاريخ البطولة.

تعود منافسة كأس السوبر الجزائري إلى واجهة كرة القدم في البلاد بعد توقفها أربع سنوات لظروف مختلفة، حيث سيتجدد الموعد هذه المرة اليوم السبت، عندما يحتضن ملعب 05 يوليو 1962 في العاصمة، لقاء ديربي مثير ومنتظر بين مولودية الجزائر حامل لقب الدوري المحلي الموسم الماضي (2023/2024)، وجاره شباب بلوزداد صاحب لقب كأس الجمهورية خلال العام نفسه.

ومن المنتظر أن تشهد المباراة إقبالاً جماهيراً كبيراً على مدرجات الملعب الذي سيحتضن هذا اللقاء؛ نظراً لشعبية الفريقين وحجم المنافسة بينهما للتتويج بأولى ألقاب الموسم الجاري، وهذا يُعتبر طبيعياً باعتبارهما يضمان أفضل اللاعبين المتاحين في الجزائر سواء كانوا شباباً أو أصحاب خبرة، جرى انتدابهم في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وكذلك في الميركاتو الشتوي الأخير.

وتكمن أهمية النسخة الجديدة من كأس السوبر الجزائري بالنسبة للفريقين في العديد من الأسباب، فنادي مولودية الجزائر يُدرك أنه وصل إلى المرحلة التي يجب أن يُسيطر فيها على مختلف الألقاب المحلية، بعد الدعم المالي الكبير الذي حصل عليه من قبل شركته الوطنية الراعية، وسمحت له بضم خيرة اللاعبين مثل أكرم بوراس وأمين مسوسة وزكريا دراوي، وحتى المهاجم أندي ديلور الذي سرعان ما عاد لناديه السابق مونبلييه الفرنسي في الميركاتو الشتوي بعد ستة أشهر فقط من قدومه.

وسعى النادي لمنح المدرب التونسي خالد بن يحيى كل الأدوات التي تسمح له بتحقيق هذا اللقب المهم للفريق صاحب صدارة الدوري الجزائري لكرة القدم، ويبقى الفوز به مُجدداً هدفاً عند أصحاب اللونين الأحمر والأخضر، الذي يُنافس كذلك في مسابقة دوري أبطال أفريقيا، في انتظار أن يتعرف على منافسه في ربع نهائي البطولة خلال القرعة المقررة يوم 20 فبراير/شباط في العاصمة القطرية الدوحة.

ويُعتبر نادي مولودية الجزائر أكثر الأندية المحلية تتويجاً بلقب كأس السوبر الجزائري بثلاثة ألقاب، وحدث هذا لأول مرة في نسخة عام 2006، عندما واجه الفريق بصفته حاملاً للقب كأس الجمهورية منافسه شبيبة القبائل بطل الدوري لموسم 2005-2006، وفاز عليه بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، ثم تكرر السيناريو نفسه تقريباً في النسخة الموالية (2007)، عندما حقق الفريق العاصمي اللقب أمام وفاق سطيف وبنتيجة عريضة (4-0)، أما التتويج الثالث له بهذه المسابقة، فقد حدث عام 2014 عندما دخل كذلك المنافسة بصفته بطلاً للقب كأس الجمهورية وفاز بهدف نظيف على الغريم والجار اتحاد العاصمة بطل الدوري لموسم 2013-2014، لكن الأمور انعكست في مباراة 2016 التي احتضنها ملعب مصطفى تشاكر في مدينة البليدة، حيث خسر فريق المولودية اللقب أمام أبناء سوسطارة بهدفين دون مقابل.

أما شباب بلوزداد الفائز بلقب كأس الجمهورية في نسخة 2024 بعد فوزه على نفس المنافس مولودية الجزائر بهدف نظيف سجله المدافع شعيب كداد، فسيطمح بدوره إلى تحقيق لقبه الأول هذا الموسم ويملك كل المقومات لذلك لعدة أسباب، أبرزها تجاوزه المشاكلات التي طفت إلى محيط الفريق في الأسابيع الماضية، خاصة بعد الخروج من دوري المجموعات لمسابقة أبطال أفريقيا، وخلالها تعرض "سياربي" إلى خسارة مدوية أمام الأهلي المصري بنتيجة عريضة قوامها (1-6).

ويتمثل السبب الثاني في حل قضية المهاجم المخضرم إسلام سليماني وما قيل عن دخوله في مرحلة عدم تفاهم مع بعض زملائه في النادي، وقد عجّل ذلك بعودته إلى أوروبا عبر بوابة فيسترلو البلجيكي في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، وصولاً إلى رحيل المدرب عبد القادر عمراني في الأيام الماضية بعد اختلاف وجهات نظر حدثت له مع مسؤولي النادي، الذين تعاقدوا مع المدرب الألماني وصاحب الأصول الصربية سعد راموفيتش بعد نهاية تجربته مع فريق يانغ أفريكانز التنزاني. وستكون المهمة الأولى لهذا المدرب في لقاء السوبر أمام المولودية هي محاولة تحقيق هذا اللقب بتشكيلة من اللاعبين المميزين وذوي خبرة كبيرة على هذا المستوى، أبرزهم الحارس مصطفى زغبة وكذلك لاعب خط الوسط عبد الرؤوف بن غيث إضافة إلى المهاجم أيمن محيوس وغيرهم.

ويملك نادي شباب بلوزداد تتويجين في تاريخ مشاركته في نهائي كأس السوبر الجزائري مع خسارته لقباً واحداً، حيث فاز بهذا الاستحقاق لأول مرة عام 1995 عندما دخل المباراة النهائية بصفته حاملاً للقب كأس الجمهورية أمام شبيبة القبائل بطل الدوري وفاز عليه بهدف نظيف، في لقاء جرى بملعب 05 يوليو 1962، الذي احتضن كذلك آخر نسخة من هذه المنافسة وحسمها كذلك أبناء العقيبة لصالحهم بعد الفوز على الجار اتحاد العاصمة بهدفين مقابل هدف واحد عام 2019، أما مركز الوصيف فقد احتله الفريق في مباراة 2017 عندما خسر بركلات الترجيح ضد وفاق سطيف بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بنتيجة التعادل السلبي من دون أهداف.

وهذا السيناريو لا تتمنى جماهير شباب بلوزداد معايشته من جديد، باعتبار أن هذا اللقب المحلي يبقى مهماً في خزائن الفريق الذي ربما سيفتح الباب أمام تحقيق ألقاب أخرى أكثر أهمية، من بينها لقب الدوري الجزائري لكرة القدم، خاصة وأن النادي حقق عودة قوية وأصبح يحتل المركز الثاني ومتأخراً بنقطتين عن مولودية الجزائر الذي سيكون كذلك منافساً للنادي البلوزدادي في الدور الـ16 لمسابقة كأس الجمهورية لنسخة 2025 في لقاء مقرر يوم 20 فبراير/شباط، ما يُؤكد حجم المنافسة القوية بين الفريقين بالخصوص في آخر موسمين، والدليل على ذلك مواجهتهما الكثيرة في المباريات الحاسمة والنهائية.

وقرر الاتحاد الجزائري لكرة القدم تعيين الحكم لحلو بن براهم (38 عاماً) حكماً لمباراة كأس السوبر الجزائري بين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد، وهو يُعتبر حكماً دولياً منذ عام 2017 وسبق له وأن أدار العديد من المباريات المهمة على المستويين المحلي والقاري، وسيُساعده في هذا اللقاء المنتظر كل من عرموش بوفاسة وخير الدين جنادي بالإضافة إلى الطيب بودربال يوسف حكماً رابعاً.

أما غرفة تقنية الفيديو قسيديرها الحكمان عبد الرحمن صحراوي وهيثم بويمة، وهي تقنية ستحضر لأول مرة في مباراة كأس سوبر في الجزائر، بعد أن كانت المسابقة قد توقفت في آخر أربع سنوات لأسباب تنظيمية مختلفة، منها ضغط برنامج المباريات إضافة إلى المشكلات وضيق الوقت الذي سببه فيروس كورونا، مع التذكير بأن هذه المسابقة حضرت كذلك في فترات متقطعة منذ انطلاقها بشكل رسمي لأول مرة عام 1991 بلقاء جمع مولودية وهران بمنافسه شبيبة القبائل.

المساهمون