تنتظر الجماهير العربية في منطقة شمال القارة السمراء، قرعة النسخة الـ34 من منافسات بطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، المنتظر إقامتها في ساحل العاج خلال الفترة من 13 يناير/كانون الثاني حتى 11 فبراير/شباط 2024.
وتقام القرعة، الخميس، في العاصمة أبيدجان في ساحل العاج، وسط أحلام عربية كبرى، بالتواجد في مجموعات سهلة خلال منافسات الدور الأول، في ظل احتمالات وقوع أبطال سابقين في مجموعة واحدة.
وتشهد هذه النسخة من البطولة مشاركة 5 منتخبات عربية، وهي مصر وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، وتبحث عن حلم المنافسة بقوة على نيل اللقب القاري، بعد أن حصدت المنتخبات العربية 12 لقباً للبطولة منذ انطلاقها عام 1957.
ولن تكون القرعة سهلة في ظل قوة المنتخبات الـ 24 المشاركة في البطولة، إلى جانب التصنيف الصادر من الاتحاد الأفريقي "كاف"، حول مستويات المنتخبات المشاركة في البطولة، وفقاً لتصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الصادر في 21 أيلول/سبتمبر الماضي.
وستُجرى قرعة كأس أمم الأفريقية، وفقاً لـ4 مستويات تضم كل منها 6 منتخبات، من بينها 4 منتخبات عربية دفعة واحدة في التصنيف الأول (مصر، الجزائر، تونس، المغرب)، ما يمنح العرب بداية بعيداً عن مواجهات مباشرة. ويضم المستوى الأول في القارة السمراء حالياً، الرباعي العربي مصر والجزائر وتونس والمغرب، إلى جانب ساحل العاج البلد المستضيف، بالإضافة إلى منتخب السنغال (حامل اللقب وبطل نسخة 2022) في الكاميرون، وهو ما يخدم بشكل مباشر فرص المنتخبات العربية في الذهاب بعيداً.
وفي المستوى الثاني، "الذي يمكن وصفه الأول مكرر" في ظل قوة المنتخبات المتواجدة به، والتي يأتي تواجدها في هذا المستوى ليصنع مجموعات قوية ومتوازنة في الدور الأول، وهي منتخبات الكاميرون ونيجيريا وغانا والكونغو الديمقراطية، التي فازت من قبل بلقب المسابقة القارية، إلى جانب منتخبي مالي وبوركينا فاسو اللذين تطورا بشكل لافت في السنوات الأخيرة.
أما في المستوى الثالث، فتبرز منتخبات أخرى قوية منها من حاز اللقب، مثل منتخب زامبيا العائد بعد غياب للظهور في كأس الأمم الأفريقية، إلى جانب جنوب أفريقيا، بخلاف غينيا وغينيا الاستوائية والرأس الأخضر وموريتانيا الممثل العربي الخامس في البطولة، والذي يخوض بدوره ثالث ظهور قاري له على التوالي في تاريخه.
والمستوى الرابع في الكأس الكبرى المرتقبة يضم منتخبات أنغولا، وغينيا بيساو، وناميبيا، وموزمبيق، وغامبيا، وتنزانيا، والتي تبحث بنسبة كبيرة عن حلم التمثيل المشرف. وينتظر أن تجرى القرعة بنظام توزيع المنتخبات الـ 24 عبر 6 مجموعات، تضم كل منها 4 منتخبات في المجموعة الواحدة، على أن تنطلق البطولة عبر نظام تأهل الأول والثاني من كل مجموعة، بالإضافة إلى أفضل 4 منتخبات في المركز الثالث عند ختام الدور الأول إلى الدور ثمن النهائي ومنه إلى باقي الأدوار الاقصائية حتى نهاية البطولة.
ويتوقع الخبراء مشاهدة نسخة قوية للغاية في سباق كأس الأمم الأفريقية، في ظل قوة المنتخبات المشاركة التي تأهلت معا بعد طول غياب، حيث يتواجد أبطال أمم أفريقيا في الألفية الثالثة جميعاً في السباق مثل مصر وتونس والجزائر وساحل العاج والكاميرون ونيجيريا وزامبيا والسنغال، إلى جانب أبطال نالوا اللقب مرات سابقة في القرن العشرين، مثل جنوب أفريقيا وغانا والمغرب.
كما تجرى القرعة، وسط توقعات بمشاهدة مرشحين أقوياء يبحثون عن استعادة اللقب القاري الكبير، يتصدرهم منتخب مصر الذي يضم أفضل لاعب أفريقي، وهو محمد صلاح هداف ليفربول الإنكليزي، ومنتخب الجزائر الذي دعم صفوفه بعدد من المحترفين الكبار في أوروبا، يتصدرهم نجم روما الإيطالي حسام عوار، ومنتخب المغرب الفائز بالمركز الرابع في كأس العالم الأخيرة في قطر 2022 المرشح القوي في النسخة المقبلة للأمم الأفريقية في حصد اللقب القاري، في ظل امتلاكه مجموعة مميزة من اللاعبين المحترفين.
كما يبرز في دائرة الترشيحات للحصول على لقب بطل كأس الأمم الأفريقية، منتخب نيجيريا المتطور بشكل لافت، ويضم أفضل مهاجم أفريقي محترف في أوروبا، وهو فيكتور أوسيمين هداف نابولي الإيطالي، إلى جانب منتخب السنغال المنتخب الأفريقي الأبرز في آخر 4 سنوات مع مدربه أليو سيسيه، وأخيراً منتخب ساحل العاج، الساعي لاستعادة التاريخ الذهبي له في رحلته مع الـ"كان".
وتمثل بطولة كأس الأمم الأفريقية، فرصة للمدربين العرب والأجانب في تقديم أوراق اعتمادهم عبر كتابة إنجاز تاريخي، يتقدمهم وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب الساعي لأن يكون أول مدرب في تاريخ القارة يحصد اللقب القاري، مع بلوغ المربع الذهبي في كأس العالم الماضية، وكسر صيام المغاربة عن الألقاب، وأيضاً جمال بلماضي المدير الفني لمنتخب الجزائر الباحث عن ثاني كأس قارية له كمدرب للجزائر ليصبح الأكثر تتويجاً في تاريخ الكرة الجزائرية باللقب، وكذلك ملاحقة المصري حسن شحاتة في عدد مرات التتويج.
ويبرز بين المدربين الذين تمثل البطولة لهم منعطفاً مهماً في مسيرتهم البرتغالي روي فيتوريا المدير الفني لمنتخب مصر الذي تولى المسؤولية قبل نحو عام من أجل التأهل لمونديال 2026، وهو مطالب بالتواجد في المربع الذهبي على الأقل، أو كسر صيام مصر عن اللقب القاري الغائب منذ 13 عاماً عن "الفراعنة"، ويضاف له جلال القادري مدرب منتخب تونس الذي أثير جدل واسع حول قيادته "نسور قرطاج"، وكان قريباً من مغادرة المنتخب في كأس العالم لولا فوزه التاريخي في ختام الدور الأول على فرنسا بطلة العالم وقتها (1-0)، ليجري تثبيته، لكنه مطالب ببلوغ الدور نصف النهائي على الأقل.