قبل شهر من انطلاق مونديال قطر 2022، تبدو قطر جاهزة بنسبة 100%، وهذا بالفعل ما جاء على لسان المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للمشاريع والإرث خالد النعمة، الذي قال لـ"العربي الجديد"، إن "الاستادات كافة جاهزة بالكامل، وكذلك البنية التحتية الخاصة بالبطولة. العروض المختلفة التي تقدمها دولة قطر خارج الملاعب جاهزة، ونحن على استعداد لاستضافة بطولة تاريخية لجميع القادمين إلى دولة قطر".
استطاعت قطر إنجاز كل المشاريع المتعلقة بالمونديال قبل شهر من موعد انطلاق البطولة، فالملاعب على استعداد لاستضافة الجماهير من بقاع الأرض كافة، وهي قريبة بعضها من بعض، وستوفر تجربة استثنائية للراغبين في حضور أكثر من مباراة في يوم واحد، ولن يكون الوصول إلى الاستادات ومغادرتها صعباً، فقد وضعت اللجنة المنظمة خططاً لتسهيل الأمور على المشجعين.
قبل شهر من المونديال، استطاعت قطر إنجاز ما لم يكن يتوقعه أحد حين فازت بشرف الاستضافة في 2010، وهي اليوم تنتظر مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من أجل قصّ شريط الافتتاح بمباراة العنابي أمام الإكوادور يوم 20 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
سيحظى المدربون بتقنيات مساعدة للمرة الأولى، وذلك من خلال الاعتماد على التكنولوجيا عبر استحداث قاعدة بيانات واسعة المجال، لتجمع ملايين المعلومات عن اللاعبين وتساير مشوارهم، عبر تطبيق يضمن لهم جميع التفاصيل عقب نهاية كل مباراة مباشرة.
وضعت قطر إذاً اللمسات الأخيرة، وباتت جاهزة لاستضافة بطولة تاريخية بفضل العمل الدؤوب وتضافر الجهود. تبدو الصورة على الأرض أوضح، والأهم من ذلك الحماسة التي تسيطر على المواطنين القطريين والمقيمين هنا لاستقبال العالم، كلّ العالم. أمور كثيرة ستشهدها البطولة هذه من شأنها أن تكتب تاريخاً جديداً للمونديال، نذكر منها تقنية متطورة ستوقف جدلاً استمرّ لسنوات وسنوات بعالم كرة القدم.
في مونديال روسيا 2018 حضرت تقنية الفار، لكن اليوم، بعدما اختبرت تقنية "نصف آلية" في بطولة كأس العرب 2021، ستكون حاضرة خلال العرس الكبير، وستساعد الحكام على اتخاذ قرارات سريعة وجعلها أكثر دقة بحالات التسلل، إضافة إلى الكرة الذكية التي ستسهل المأمورية على الجميع.
ولم تترك اللجنة المنظمة مجالاً لأي شائبة، حيث سيحصل الحاضرون في الملاعب على قمصانٍ تساعد على قياس نبضات القلب والتنفس وستوزع عليهم. كما خصص المنظمون غرفاً خاصة تسمى غرف المشاهدة الحسية، والغرض منها تقديم تجربة رائعة للأشخاص المصابين بالتوحد والأمراض الأخرى.
إضافة إلى كلّ ما سبق، سيكون وصول الجماهير إلى قطر يسيراً من بوابة مطار حمد الدولي، وبعدها سيتمكن كلّ وافد من الاتجاه صوب مكان إقامته على تنوعها من فنادق أو حتى كابينات خاصة بالمشجعين، أو ربما خوض تجربة استثنائية في إحدى السفن العملاقة العائمة، وغيرها من الخيارات المتاحة.
وستشهد قطر العديد من الفعاليات، ومنها المهرجان في حديقة البدع بالدوحة بحضور فنانين عالميين، وأنشطة خاصة بكرة القدم، وكذلك على كورنيش الدوحة، الذي سيكون مسرحاً لعروضٍ فنية متجولة، فيما سيجد المشجع متاجر ومحلات لبيع مختلف أصناف الأطعمة والمشروبات، إلى جانب عروض يومية ضمن برنامج "أهلاً بكم في قطر"، وستتخلل ذلك أغان من الألبوم الرسمي لمونديال 2022 ومعزوفات للملحن القطري وائل بن علي، كما يمكن لمناصري المنتخبات الاستمتاع بالألعاب المتنوعة في جزيرة المها بمدينة لوسيل، ونادي 974 الشاطئ في راس بو عبود، ومهرجان شاطئ قطيفان والحفلات في مهرجاني أركاديا الموسيقي وميدل بيست - أرافيا، ونذكر أيضاً العروض الثقافية والفنية والترفيهية في محيط كل استاد.