شكّلت الاستضافة الناجحة لمنافسات دوري أبطال آسيا لمنطقة غرب القارة في قطر، بالفترة من 14 سبتمبر/أيلول الماضي إلى الثالث من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، رسالة واضحة إلى جميع مسؤولي الاتحاد القاري من أجل عودة الأنشطة الكروية مرة أخرى، بعد توقفها في مارس/آذار الماضي بسبب أزمة فيروس كورونا.
وشارك في المنافسة 15 فريقاً، من قطر، وإيران، وأوزبكستان، والسعودية، والإمارات، خاضوا فيها ما تبقى من مباريات مرحلة المجموعات، حتى مواجهة نصف النهائي، في 4 استادات كبيرة، من بينها 3 ستكون الملاعب الرسمية لبطولة كأس العالم التي ستقام لأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط عام 2022 في قطر.
وعملت اللجنة المحلية المنظمة للبطولة مع وزارة الصحة العامة، والاتحاد القطري لكرة القدم، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لاتخاذ تدابير وقائية صارمة تفرض التحرّك الآمن لجميع المشاركين في البطولة، ضمن نطاق محدود يقتصر على مقار الإقامة وملاعب التدريب والاستادات، عبر خدمات نقل مخصصة، ولم يُسمح لأحد بتجاوز النطاق الآمن، أو مخالطة الآخرين خارج دائرة العزل الطبي الصارمة، لمنع انتشار الوباء العالمي، وضمان سلامة الجميع.
وتعد إقامة منافسات دوري أبطال آسيا لأندية غرب القارة، أول نشاط كروي قاري، بعد تعليق البطولات بسبب انتشار فيروس كورونا، رغم العودة التدريجية لمنافسات كرة القدم في أنحاء من العالم، نتيجة الإجراءات الاحترازية التي تم اتباعها خلال تلك الفترة.
ونقل الموقع الرسمي للجنة العليا للمشاريع والإرث، عن الدكتور عبد الوهاب المصلح، مستشار وزير الصحة العامة لشؤون الرياضة والطوارئ، قوله: "لا شك أن دوري أبطال آسيا بطولة كبيرة، فقد شهد مشاركة قرابة نصف عدد الفرق التي ستشارك في بطولة كأس العالم المقبلة في قطر 2022".
وتابع "في الوقت الذي نتطلع فيه إلى أن يتجاوز العالم أزمة كورونا في أقرب وقت ممكن؛ إلا أن النجاح الذي حققناه في تنظيم مباريات دوري أبطال آسيا منحنا مزيداً من الثقة في قدرتنا على استقبال المشجعين واللاعبين في أي بطولة كبرى على طريق الإعداد لاستضافة النسخة المقبلة من كأس العالم، وخلال البطولة نفسها في غضون نحو عامين من الآن."
من جانبه أشاد أفازبيك بير ديكولوف، نائب مدير دائرة المسابقات وفعاليات كرة القدم في الاتحاد الآسيوي، بقرار اختيار قطر لاستئناف منافسات البطولة، وقال "بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات ضمنت سلامة الجميع؛ نجحت قطر في توفير ثلاثة عناصر أساسية لنجاح استضافة أي بطولة، وهي استادات وملاعب تدريب ومقار إقامة على مستوى عالمي. وعندما اختبرنا هذه المرافق المتطورة عن قرب خلال البطولة أصبحنا أكثر ثقة في قدرة قطر على استضافة نسخة استثنائية من المونديال في 2022."
وأوضح "لا شك أن اللاعبين والمدربين قد استمتعوا بمجموعة واسعة من المرافق المتطورة، وعلى وجه الخصوص تقنية التبريد المبتكرة في الاستادات، التي أتاحت للجميع المنافسة خلال المباريات في أجواء مثالية ضمن درجة حرارة لم تتجاوز 22 درجة مئوية، في حين كانت درجة الحرارة في خارج الاستادات نحو 39 درجة مئوية".
وجاءت منافسات دوري أبطال آسيا لأندية غرب القارة بمثابة خطوة هامة على طريق استعدادات قطر لاستضافة المونديال، وفرصة لتجربة الخطط التشغيلية لثلاثة من استادات بطولة كأس العالم وهي استاد الجنوب، واستاد خليفة الدولي، واستاد المدينة التعليمية، والوقوف على جاهزيتها قبل انطلاق منافسات البطولة في العام 2022.
يذكر أن اللجنة المحلية، التي نظمت منافسات دوري أبطال آسيا لأندية القارة، قد وزعت على المشاركين في المسابقة القارية أكثر من 24 ألف كمامة و 640 لتراً من المعقمات المعبأة بأحجام مختلفة، إضافة إلى تنفيذ 78 عملية تفتيش للتأكد من الامتثال للإجراءات المتخذة في مواقع التدريب، والاستادات، والفنادق.