يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسلة مقالات (عصير الكرة) عن أفضل وأبرز ما كُتب حول أسرار عالم الرياضة ونجومها، وندخل معاً إلى الكتاب الخاص بنجم التنس الإسباني، رفائيل نادال.
هناك اختلاف إلى درجة ما بين موهبة فيدرير وتلك التي أتمتع بها، ولكنه ليس كبيرا إلى درجة يستحيل معها تعويض الفارق.
في أغلب الوقت أشعر بالألم وأنا ألعب، ولكن أعتقد أن هذا يحدث لكل محترفي الرياضة، باستثناء فيدرير. بذلت مجهودا كي أعتاد الألم، لتحمل التوتر العضلي المتكرر الذي يفرضه التنس، ولكن يبدو أنه ولد ليلعب التنس.
تبدو خصائصه الجسدية وحامضه النووي (دي إن إيه) متأقلمة تماما مع الرياضة، ما يجعله محصنا من الإصابات التي يتعرض لها باقي الفانين. عرفت أنه لا يتدرب بنفس القوة التي تتسم بها تدريباتي، لا أعرف مدى صحة هذا، ولكنني لا أراه غريبا.
يسألونني أحيانا عما اذا كنت أرى أنني غصة في حلق فيدرير، وإذا كان ظهوري قد حرمه من تحطيم مزيد من الأرقام، وهو ما اعتدت الإجابة عليه بقولي ولم لا تنظر من الجانب الآخر؟ لم لا تفكر أنه غصة في حلقي؟
إذا لم يكن فيدرير موجودا، فربما كنت في 2008 المصنف الأول على العالم للعام الثالث على التوالي، بدلا منه وانتظار كل هذا الوقت في المركز الثاني. حقيقة إذا لم يكن أحد منا، نحن الاثنين، في المنافسة فربما كان الآخر سيحقق مزيدا من الانتصارات.
ولكن هذه المنافسة بيننا كانت مفيدة فزادت من اهتمام الرعاة على سبيل المثال، لأنها جعلت التنس يجذب عددا أكبر من الأشخاص، وأعتقد في النهاية أن الجيد بالنسبة للرياضة سيكون كذلك بالنسبة لنا.
تتأثر الجماهير عندما نتواجه، خاصة في النهائيات لأننا المرشحان الأول والثاني للقب، وهذه المشاعر تؤثر علينا. واجهنا بعضنا كثيرا، وإذا كنت متقدما في المواجهات المباشرة فهذا لأننا خضنا الكثير من المواجهات على الأراضي الترابية، ولكن إذا ركزنا على أرضيات أخرى سنرى أن النتائج متعادلة للغاية.
هذا لا يعني أنه ليس هناك لاعبون آخرون قادرون على هزيمتنا، ولكن التاريخ يثبت أنني وفيدرير سيطرنا على البطولات الكبرى منذ أن أصبحت المصنف الثاني في 2006، وخضنا الكثير من النهائيات الكبرى. أعتقد أننا نفكر بنفس الطريقة بهذا الخصوص وأن المنافسة بيننا اكتسبت سحرا متزايدا في ذهن الجمهور.
هذا جعلني أبذل قصارى جهدي في مبارياتنا. كل مرة أواجه فيها فيدرير أشعر بأن عليّ أن أكون مثاليا، وأن عليّ اللعب بأفضل صورة ممكنة طوال فترة طويلة من الوقت كي أفوز.
وفي ما يتعلق بفيدرير، أعتقد أنه يهاجمني بصورة أكبر، ويلعب بشراسة هجومية أكبر، يبحث عن الضربات الساحقة بضربته الأمامية (فورهاند) وضربات (الفولي) بصورة أكبر مقارنة بما يفعله في مواجهة لاعبين آخرين، وهو ما يدفعه للمخاطرة بصورة أكبر واللعب بكامل قوته إذا أراد الفوز. لا أعرف إذا كان فيدرير قد جعل مني لاعبا أفضل أو أنا من جعله أفضل. أحيانا أشاهد مباراة لفيدرير في فيديو، وأذهل بمستواه الجيد، وأندهش بأنني قادر على هزيمته.