قصة كريستيان ليل.. من التألق في الملاعب إلى محاربة الاكتئاب
استمع إلى الملخص
- رغم تأسيسه شركة عقارية ناجحة، لم يجد ليل السلام النفسي، مؤكداً أن النجاح المادي لم يملأ الفراغ الداخلي، وأن لحظة الانهيار جاءت بعد فوزه بالدوري الألماني.
- شدد ليل على أهمية البقاء متصلاً بالقلب، مشيراً إلى أن الامتنان لأبسط تفاصيل الحياة هو المفتاح للسلام الداخلي والشفاء الحقيقي.
كشف المدافع الألماني السابق كريستيان ليل (41 عاماً)، الذي لعب في صفوف أندية: بايرن ميونخ وهيرتا برلين وليفانتي الإسباني، عن معاناته الطويلة مع الاكتئاب، رغم مسيرته في أعلى مستويات كرة القدم الأوروبية.
وفي حوار مع صحيفة ماركا الإسبانية نُشر أمس الخميس، تحدث ليل بصراحة عن تجربته الشخصية قائلاً: "كنت أملك كل شيء: المال والشهرة والنجاح.. ومع ذلك، شعرت بفراغ داخلي كبير لم يكن يُملأ بشيء"، وأوضح ليل أن بداية معاناته النفسية تعود إلى طفولته القاسية وشخصيته الطموحة، التي اصطدمت بواقع قاسٍ داخل المستطيل الأخضر وخارجه. ورغم وصوله إلى أندية كبرى، فإنه خاض معارك صامتة مع الاكتئاب، تزايدت حدتها بعد وفاة شقيقته الصغيرة بسبب التليف الكيسي عن عمر ناهز 27 عاماً، ما دفعه إلى اعتزال كرة القدم نهائياً.
وأشار إلى أنه رغم نجاحه لاحقاً في تأسيس شركة عقارية ناجحة في ميونخ، فإن ذلك لم يكن كافياً لسد فجوة الفراغ الداخلي، مؤكداً: "النجاح المادي لم يمنحني السلام النفسي.. كنت أبحث دائماً عن الشيء التالي، لكن الشعور بالرضا لم يكن موجوداً".
وأشار ليل إلى أن لحظة الانهيار جاءت بعد فوزه بالدوري الألماني مع بايرن ميونخ، إذ شعر بأن الإنجاز لم يحقق له السعادة المتوقعة، وأضاف: "سافرت إلى نيويورك من دون أن أخبر أحداً، كنت مكتئباً بشدة ولا أرغب في رؤية أحد. كان أولي هونيس (مدرب بايرن ميونخ في تلك الفترة) الوحيد الذي علم بالأمر، وطلب مني العودة قائلاً: سنعالج الأمر معاً".
وأكد ليل أنه إذا كان عليّ أن أترك رسالة واحدة فقط من هذه التجربة بأكملها، فستكون "ابقَ متصلاً بقلبك". وبهذه العبارة البسيطة، لخّص كريستيان ليل رحلة طويلة من المجد الرياضي إلى أعماق الألم النفسي، ثم نحو الشفاء والتوازن.
وأضاف ليل أيضاً: "يمكنك أن تدرِّب نفسك على الامتنان. أن تلاحظ وتقدّر أبسط تفاصيل الحياة اليومية: أن تستيقظ بصحة جيدة، أن تتنفس الهواء النقي، أن تمشي وسط الطبيعة، أو حتى أن تلاحظ حيواناً يمر بجانبك. البقاء على صلة بقلبك هو المفتاح لكل شيء"، وختم ليل حديثه برسالة إيجابية مفادها أن السلام الداخلي أهم من كل مظاهر النجاح الظاهري، وأن الشجاعة في مواجهة الذات تمثل الخطوة الأولى نحو الشفاء الحقيقي.