قرارات تثير التساؤلات في لقاء السعودية والنمسا في مونديال الناشئين... الشريف يوضح
استمع إلى الملخص
- ألغى الحكم هدفاً للنمسا بسبب تسلل حسن ديشيشكو، وأكد الشريف صحة القرار لوجود تسلل واضح.
- أثار مدرب السعودية الجدل باستخدام البطاقة الزرقاء لمراجعة قرارات تحكيمية، لكن بعد مراجعة الفيديو، تأكد الحكم من صحة قراره، مما أدى إلى فقدان المدرب حقه في استخدام البطاقة مرة أخرى.
حسم المنتخب النمساوي مواجهته أمام نظيره منتخب السعودية بهدف دون رد، اليوم الأربعاء، في كأس العالم للناشئين، المقامة حالياً في قطر، بمباراة شهدت العديد من الحالات التحكيمية المثيرة للجدل، كان أبرزها ركلتا جزاء وطرد مباشر.
وجاءت الحالة الأولى في مباراة النمسا والسعودية، عند الدقيقة الخامسة والخمسين، عندما أُرسلت كرة عرضية إلى داخل منطقة الجزاء، باتجاه لاعب النمسا دومينيك دوبيس، الذي سيطر على الكرة بصدره وتقدّم بها نحو المرمى، قبل أن يتحصل على ركلة جزاء. وعنها قال الخبير التحكيمي الخاص بـ "العربي الجديد"، جمال الشريف: "خلال تقدم دوبيس، تعرّض لملاحقة من المدافع الأيسر للمنتخب السعودي، عادل عياش، الذي حاول افتكاك الكرة، إلا أنه حرّك قدمه وساقه اليسرى، لتصطدم بساق المهاجم اليسرى، ما تسبب في فقدان توازنه وسقوطه داخل منطقة الجزاء".
وأردف: "الحكم في البداية أمر بمواصلة اللعب، قبل أن يتلقى إشعاراً من غرفة تقنية الفيديو (الفار)، بوجود احتمال لعرقلة من الخلف، باستخدام الساق اليسرى على ساق المهاجم. وبعد مراجعة اللقطة، تبيّن أن هناك مخالفة واضحة داخل المنطقة، ليكون قرار الحكم النهائي صحيحاً، باحتساب ركلة جزاء، لصالح المنتخب النمساوي".
وجاءت الحالة الثانية بعد دقيقتين فقط، حين قاد المنتخب النمساوي هجمة سريعة من الجهة الأمامية، تمكن خلالها مهاجمه دوبيس من السيطرة على الكرة، والتقدم بسرعة نحو حدود منطقة الجزاء. وعنها قال الشريف: "خلال اندفاع دوبيس نحو المرمى، كان تحت ملاحقة المدافع السعودي ناصر فيحاني، الذي قام بالقفز في الهواء مستخدماً ساقه اليسرى في اتجاه الساق اليمنى للمهاجم من الخلف، ما أدى إلى عرقلته وإسقاطه أرضاً خارج منطقة الجزاء".
وتابع: "بالنظر إلى ظروف اللعبة، فقد كانت هناك فرصة محققة للتسجيل مكتملة الأركان: سيطرة تامة على الكرة من قبل المهاجم، ومواجهة مباشرة للمرمى، إضافة إلى قرب المسافة، مع عدم وجود مدافعين آخرين قادرين على المنافسة أو قطع الهجمة. بناءً على ذلك، جاء قرار الحكم صحيحاً باحتساب ركلة حرة مباشرة خارج منطقة الجزاء، مع إشهار البطاقة الحمراء المباشرة في وجه اللاعب ناصر فيحاني، لحرمانه المنافس من فرصة محققة لتسجيل ".
وفي الدقيقة الواحدة والثمانين، شهدت المباراة هجمة لصالح المنتخب النمساوي، بدأت من قرب خط التماس بتمريرة بينية باتجاه المهاجم النمساوي حسن ديشيشكو، الذي كان في موقف تسلل في اللحظة التي مرّت فيها الكرة إليه. وفي تحليل الحالة قال جمال الشريف: "كان ديشيشكو متقدماً على آخر ثاني مدافع من المنتخب السعودي، لاعب خط الوسط، الذي كان يشغل مركز آخر آخر ثاني مدافع في الفريق". وواصل: "تقدّم المهاجم النمساوي بالكرة، وراوغ وسدد باتجاه المرمى، لتعود الكرة إلى زميله الذي أودعها الشباك، لكن الحكم المساعد، الذي احتفظ برايته طوال سير الهجمة، رفعها بعد تسجيل الهدف، مشيراً إلى وجود تسلل في بدايتها. استجاب الحكم لإشارة مساعده، وألغى الهدف النمساوي لوجود حالة تسلل واضحة وصحيحة في لحظة تمرير الكرة الأولى".
وأثار مدرب منتخب السعودية الجدل باستخدام بطاقة التحدي، إذ لجأ لها في حالتين واضحتين تماماً ضد فريقه، ما أظهر سوء فهم للفكرة التي تُمنح للمدرب فقط، عند الشك في دقة قرار الحكم. وعنها قال الحكم المونديالي السابق: "البطاقة الزرقاء تخص المدرب، حيث يُسمح له باستخدامها مرة واحدة أو مرتين في المباراة، ويمكنه رفعها لطلب مراجعة حالة معينة عبر الشاشة الموجودة في الملعب. وتشمل هذه الحالات المواقف الجدلية مثل هدف مشكوك في صحته، أو ركلة جزاء مثيرة للجدل، أو طرد مباشر كان محل خلاف".
وواصل: "في حال تبين بعد مراجعة الفيديو أن اعتراض المدرب صحيح، فإنه يحتفظ بحقه في الاعتراض مرة أخرى خلال المباراة. أما إذا كان الاعتراض خاطئاً، وثبت أن قرار الحكم صحيح، فإن المدرب يفقد حقه في استخدام البطاقة الزرقاء مجدداً. الهدف من هذه الفكرة هو جعل قرارات تقنية الفيديو أكثر عدالة وشفافية، ومنح الأجهزة الفنية فرصة محدودة للتعبير عن اعتراضها بشكل رسمي ومنضبط. وتُعد هذه الخطوة تجريبية في الوقت الحالي، إذ تُختبر في بعض البطولات، تمهيداً لاعتمادها رسمياً في المنافسات الدولية لاحقاً".
وتابع الشريف: "في المباراة المعنية، استخدم مدرب منتخب السعودية للناشئين حقه برفع البطاقة الزرقاء، وطلب من الحكم مراجعة الحالة المتعلقة بقرار الطرد المباشر، الذي صدر إثر حرمان المنافس من فرصة محققة للتسجيل. المدرب رأى أن الحالة لا تستوفي جميع شروط الفرصة المحققة، وأن البطاقة الحمراء كانت قاسية، بينما رأى الحكم أن القرار صحيح، وأن الشروط مكتملة".
وختم حديثه القول: "بعد مراجعة اللقطة عبر الشاشة، تأكد الحكم من صحة قراره الأصلي، فأثبت صحة الطرد، مما أدى إلى فقدان مدرب منتخب السعودية إحدى فرصه في استخدام البطاقة الزرقاء، إذ تم اعتبار اعتراضه غير صائب. وبذلك اضطر المنتخب السعودي إلى استكمال المباراة بعشرة لاعبين نتيجة الطرد، بعدما غامر المدرب باستخدام حقه في المراجعة، على أمل أن يُغيّر القرار التحكيمي، لكن دون جدوى".