فينيسيوس والبادِل.. هل يعيد البرازيلي سيناريو بيل مع الغولف؟
استمع إلى الملخص
- يواجه ريال مدريد تحديات مع شغف لاعبيه برياضات أخرى، كما حدث مع غاريث بيل وشغفه بالغولف، مما يثير قلق الإدارة من تكرار السيناريو مع فينيسيوس وسط تعثر مفاوضات تجديد عقده.
- في ظل المنافسة الشديدة، يجب على فينيسيوس الحفاظ على تركيزه واستعادة مستواه لضمان مكانته في الفريق، خاصة مع اقتراب كأس العالم 2026.
صنع نجم ريال مدريد، البرازيلي فينيسيوس جونيور (25 عاماً)، الحدث خلال مباراة فريقه أمام ريال مايوركا في الجولة الثالثة من الدوري الإسباني وذلك بطريقة احتفاله الخاصة بعد تسجيله ثاني أهدافه هذا الموسم، إذ اختار اللاعب أن ينفذ حركات بيده تُحاكي ضربات مضرب البادِل، في إشارة واضحة إلى تعلقه الكبير بهذه الرياضة التي باتت شغفه الثاني بعد كرة القدم.
وكشفت وسائل الإعلام الإسبانية، أمس الأربعاء، أن جناح النادي الملكي استغل إعفاءه من معسكر المنتخب البرازيلي ليضرب موعداً مع المصنّف الأول عالمياً في البادِل، الإسباني أرتورو كويّو (23 عاماً)، إذ تبادلا المضارب والقمصان في أجواء ودية، بحضور زميله في الفريق الملكي داني سيبايوس (29 عاماً)، المعروف هو الآخر بشغفه بهذه الرياضة، في مشهد يعكس تعلق فينيسيوس الكبير برياضة البادِل، التي باتت جزءاً من شخصيته خارج المستطيل الأخضر.
Vinícius Júnior ⚽️ x Arturo Coello 🏓 pic.twitter.com/roRyH1ShqW
— Vinicius Jr Muse (@Vinijrmuse) September 3, 2025
ويمتلك نادي ريال مدريد تجربة سيئة مع بعض لاعبيه الذين ازداد شغفهم برياضات أخرى موازية لكرة القدم، وهو ما انعكس سلباً على تركيزهم داخل المستطيل الأخضر، فمثل هذا الانشغال يؤثر على طريقة تقسيم اللاعب لوقته بين التدريبات وفترات الاسترجاع، ويضعه أمام تحديات إضافية خارج إطار كرة القدم، كما أن الانغماس المفرط في هوايات بديلة قد يُشتت ذهنه، سواء أثناء الحصص التدريبية أو في المباريات الرسمية.
وكان نجم الفريق السابق، الويلزي غاريث بيل (36 عاماً)، قد شكّل مثالاً لمعاناة كبيرة لـ"الميرينغي"، بسبب شغفه المفرط برياضة الغولف وتنقلاته الكثيرة خلال العطل من أجل المشاركة في المسابقات والتحديات. هذا الأمر أثّر عليه بدنياً، بعدما وُجّهت إليه اتهامات متكررة بتأثر بنيته الجسدية بممارسته لهذه الرياضة الجديدة، وهو ما جعله عرضة للعديد من الإصابات التي أبعدته عن الملاعب في فترات حاسمة، كان خلالها ريال مدريد في أمسّ الحاجة إلى حضوره القوي.
وتجد إدارة ريال مدريد نفسها اليوم أمام خطر تكرار السيناريو ذاته مع نجمها البرازيلي فينيسيوس جونيور، وسيكون محيط اللاعب مطالباً بحمايته من خطر تأثره بهذا الأمر، خاصة في ظل مستوياته المتواضعة في الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي، ويأتي هذا الأمر في ظل تعثر مفاوضات تجديد عقده، الذي ينتهي في صيف 2027، بعدما وصلت المحادثات بين الطرفين إلى طريق مسدود بسبب ما تعتبره الإدارة مطالب مالية مبالغاً بها من اللاعب، وبهذا الوضع بات النجم البرازيلي أمام ثلاثة احتمالات: إما الرضوخ للأمر الواقع وقبول العرض الذي قدّمته الإدارة ورفضه سابقاً، أو الاستمرار حتى نهاية عقده ثم الرحيل مجاناً لأي وجهة يختارها، أو أخيراً البحث عن نادٍ قادر على تلبية شروطه المالية والامتيازات التي يطالب بها، إضافة إلى عرض للنادي حتى يسمح له بالرحيل قبل نهاية عقده.
ويأتي تشتّت تركيز فينيسيوس في وقت لم تعد فيه مكانته الأساسية داخل التشكيلة مضمونة، نظراً لثراء قائمة ريال مدريد ورغبة المدرب تشابي ألونسو (43 عاماً)، في تجربة أفكار تكتيكية جديدة، إذ سبق أن بدأ النجم البرازيلي لقاء أوفييدو من على مقاعد البدلاء، قبل أن يعود أساسياً أمام مايوركا. وفي ظل استمرار مواطنه رودريغو (24 عاماً)، الذي يُعد منافسه الأول على مركز الجناح الأيسر، تبرز أيضاً إمكانية منافسة في هذا المركز من نجم الفريق، الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً)، سواء بإشراكه بصفة جناح، والاعتماد على رأس حربة كلاسيكي من بين الثنائي: الإسباني غونزالو غارسيا (21 عاماً)، أو البرازيلي إندريك (18 عاماً)، بعد تعافيه من الإصابة، أو اللعب بثنائي هجومي، كما حدث خلال كأس العالم للأندية، وهو ما يوسّع قائمة المنافسة لتضم لاعبي الجناح الأيمن.
وبين الشغف الشخصي والعقلية الاحترافية، يجد فينيسيوس نفسه أمام مهمة دقيقة تتمثل في ضبط إيقاع حياته خارج المستطيل الأخضر، قبل أن تتفاقم وضعيته، وينعكس الأمر سلباً على مستوياته الفنية. فاللاعب مطالب بالحفاظ على تركيزه الكامل للعودة إلى سابق تألقه واستعادة بريقه، الذي بدأ يخفت تدريجياً، خصوصاً أن الموسم الحالي يحمل رهانات كبرى، إذ سينتهي بخوض منافسات كأس العالم 2026، وهو ما يمثل حافزاً قوياً لأي لاعب يرغب في تثبيت مكانه أولاً في قائمة منتخب بلاده، ثم المنافسة بكل قوة على التتويج باللقب العالمي.