فوزي البنزرتي لـ"العربي الجديد": أعتذر لجماهير الصفاقسي

فوزي البنزرتي لـ"العربي الجديد": أعتذر لجماهير الصفاقسي... وهذا ردي على العودة للترجي

24 ديسمبر 2020
المدرب التونسي المعروف فوزي البنزرتي ( العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

يلقب المدير الفني للوداد البيضاوي المغربي فوزي البنزرتي (70 سنة)، في بلده تونس، بـ"عميد المدربين"، نظراً إلى نجاحاته العديدة. في عالم كرة القدم وتتويجه بكل الألقاب الممكنة مع الأندية التي مر بها،  ولا يمثل عامل السن عائقا أمام "شيخ المدربين" من أجل مواصلة قصته الرائعة مع الساحرة المستديرة.  حل المدرب ضيفاً على "العربي الجديد" في حوار تحدث فيه عن مواضيع عديدة كتفاصيل خروجه السريع من النادي الصفاقسي، وعلاقته بجماهير الرجاء البيضاوي وكواليس نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الترجي والوداد وتفاصيل تجربته مع منتخب تونس.

- ما الذي دفعك للعودة مجدداً لتدريب الوداد البيضاوي المغربي ؟

- اتصل بي رئيس النادي المغربي سعيد الناصيري، إثر خروج فريق الوداد من الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم وطلب مني العودة للفريق، رحبت بالعرض لأني أجد كل الترحاب في المغرب وأشعر براحة لا مثيل لها في هذا البلد، وأنا سعيد جدا بالسمعة التي أملكها هنا، صدقا أشعر وكأني في تونس، فالمغرب بات جزءا مني.

- وهل تقبلت جماهير نادي الرجاء ذلك ؟

- عند انتقالي للوداد في المرة الأولى لم تكن أغلب جماهير الرجاء سعيدة بتدريبي الفريق المنافس لهم، وكانوا يعبرون عن عدم رضاهم عن هذا الاختيار كلما يلتقونني في شوارع المغرب، لكن مع مرور الوقت اقتنع الأنصار بأن ذلك يدخل ضمن عملي، وأنا أتفهم موقفهم بعد أن عشنا معاً ملحمة كأس العالم للأندية سنة 2013.

- حدثنا عن الذكريات التي تحتفظ بها مع الرجاء في المونديال؟

- إنها أجمل ذكرى في مسيرتي التدريبية، لقد بلغنا الدور النهائي لبطولة كأس العالم للأندية وواجهنا العملاق بايرن ميونخ الذي كان يضم في صفوفه حينها 7 لاعبين من الذين توّجوا بعد ذلك بكأس العالم مع ألمانيا سنة 2014، لم أكن أحلم بأني سأحقق ذلك الإنجاز في يوم من الأيام، والحمد لله فإن كل المغاربة يعتزون بهذه النتيجة وليس جماهير الرجاء فحسب.

- ناديك السابق الصفاقسي التونسي، قرر مقاضاتك لدى "فيفا" واتهمك بمخالفة القانون بانتقالك للوداد، ما موقفك؟

- لا يهمني ذلك، لو يرغبون في تقديم شكوى للاتحاد الدولي لكرة القدم فهذا الأمر يبقى شأنهم، أنا مرتاح الضمير وكنت واضحاً مع المسؤولين في الصفاقسي منذ البداية، لقد عملت من دون عقد ومنحتهم الوقت لتأدية مستحقات اللاعبين قبل التوقيع ولم أطلب منهم شيئاً سوى تسوية الوضع المالي للفريق، حتى أتمكن من العمل في ظروف طيبة لكن ذلك لم يحصل.

- إذن لم تكن ظروف العمل ملائمة لمواصلة التجربة مع الصفاقسي؟

- ليعلم الجميع، إني لم أحصل على مستحقاتي المادية طيلة الثلاثة أشهر التي دربت فيها النادي الصفاقسي ورغم ذلك فإني لا أفكر في مقاضاة الفريق، بالمقابل قدمت تضحيات كبيرة من أجل إسعاد الجماهير، ومنعت اللاعبين مراراً صمن مقاطعة التمارين وأخذت على عاتقي مهمة التفاوض مع رئيس النادي حول مستحقات اللاعبين، لكنه كان في كل مرة يماطلني ويخل باتفاقنا.

- ماهي الرسالة التي توجهها لجماهير النادي الصفاقسي؟

- أولاً أعتذر منهم، لقد كنت عازماً على مواصلة التجربة مع الفريق بهدف التتويج بالألقاب، ورفضت عرض الوداد في البداية وتوقعت أن يتحرك المسؤولون لأجل اللاعبين، لكن الوضع المادي الصعب للنادي جعلني أغادر بسرعة، وأعتقد أني تركت استراتيجية مناسبة للعمل في أيدي ابن النادي المدرب أنيس بوجلبان، وأطلب من الجماهير دعمه وأنا على تواصل دائم معه لنصحه وتوجيهه.

- ما الفرق بين الدوري التونسي والمغربي؟

- بصراحة الكرة المغربية تقدمت علينا بأشواط كبيرة في السنوات القليلة الماضية، والفرق بات واضحاً على مستوى جودة الملاعب التي يملكها المغرب، إضافة إلى الدعم المادي الكبير الذي توفره الدولة والاتحاد المغربي لكرة القدم، ما جعل المستوى متقارباً بين كل الأندية ولا يمكن التوقع مسبقاً بنتائج المباريات، ففي الموسم الماضي حسم الوداد أمر اللقب في الدقائق الأخيرة من الدوري.

 

 

- هل تتوقع أن تنجب الكرة التونسية مستقبلاً نجماً على غرار لاعب تشلسي الإنكليزي، حكيم زياش؟

- بصراحة، من الصعب أن يتحقق هذا الأمر بالوضع الحالي للكرة التونسية، فالدولة قصرت في حق الشباب، ما انعكس سلباً على مستقبل لاعبي كرة القدم في ظل انعدام استراتيجية مدروسة لتطوير المواهب، لقد اندثر العديد من النجوم الصغار بسبب تخلي المسؤولين عن دورهم تجاه الرياضة، في الجهة المقابلة نجد كل منتخبات الفئات السنية في المغرب تضم محترفين في أوروبا، وهذا تحقق بفضل حسن التدبير والتخطيط.

- ما ردك على الاتهامات التي وجهت إليك بعد نهائي دوري الأبطال بين الترجي والوداد سنة 2019؟

- للأسف هناك فئة من جماهير الترجي ظنت أني من كنت وراء انسحاب لاعبي الوداد من تلك المباراة، أؤكد أن لا دخل لي في ذلك والقرار اتخذه رئيس الوداد احتجاجاً على غياب تقنية حكم الفيديو المساعد "الفار"، أيعقل أن تكون لي القدرة على إخراج فريق بأكمله من أرض الملعب؟ كلا، هذا لم يحدث أبداً.

- تم اتهامك أيضاً بتشويه صورة تونس، تزامناً مع تأكيد الوداد انعدام الأمن في تلك المباراة، كيف ترد؟

-هذا يؤلمني كثيراً، لا أحد بإمكانه التشكيك في الروح الوطنية التي يملكها فوزي البنزرتي، كل هذه الأمور تتجاوز شخصي وهي مسالك قانونية اتخذتها إدارة الوداد للدفاع عن حق فريقها لا غير، كلما دربت فريقاً أجنبياً أصر دائماً على إقامة معسكرات تدريبية في تونس ليستفيد بلدي مادياً، وهذا اعتراف واضح مني باستقرار تونس وقدرتها على احتضان كل التظاهرات الرياضية.

- هل يمكن أن تعود يوماً إلى تدريب نادي الترجي؟

- وما المشكلة في ذلك؟ علاقتي طيبة جداً مع الجميع في النادي وأولهم رئيس الفريق حمدي المؤدب، أحتفظ بذكريات رائعة مع الترجي الذي توج معي بأول لقب قاري في تاريخه في سنة 1994، حينما هزمنا الزمالك وفزنا بدوري أبطال أفريقيا، لقد حصلت على 13 لقباً مع الفريق وحققت كل التتويجات الممكنة، ولا يمكن لحادثة استاد رادس أن تفسد كل هذه الإنجازات.

- ما رأيك في مدرب الترجي الحالي، معين الشعباني؟

-أفتخر كثيراً بما حققه معين مع الترجي، فبكل تواضع ساهمت في صناعة هذا المدرب إضافة إلى العديد من اللاعبين والمدربين، لقد دربت الشعباني وكان لاعباً ممتازاً قبل أن يعمل إلى جانبي قي خطة مدرب مساعد، واليوم أعتبره خليفتي فهو يسير على الطريق ذاتها التي قادتني إلى النجاح في عالم التدريب.

- على عكس الأندية، تجاربك مع المنتخب التونسي لم تكن ناجحة، ما السبب في ذلك؟

-صدقاً لم أتمتع بالفرصة الكاملة لتدريب المنتخب الوطني، لقد شغلت هذا المنصب في 3 مناسبات، ففي سنة 94 تركت نادي الترجي وتسلمت المنتخب في اللقاء الثاني من بطولة أمم أفريقيا، وتكرر السيناريو ذاته سنة 2010 لأترك الترجي قبل أيام قليلة من مسابقة "كان"، وفي عام 2018 غادرت الوداد لأجل المنتخب لتتم إقالتي بعد 3 مباريات فقط، إنه أمر مؤسف لأني أقبل في كل مرة العمل دون أي شروط مادية.

- وما الذي تسبب في النهاية السريعة لتجربتك الأخيرة مع المنتخب التونسي؟

- لم أجد مبرراً لذلك، كانت طريقة إقالتي مؤلمة ولا أخلاقية، عملت من دون عقد وهذا يتحمله رئيس الاتحاد وديع الجريء، فرغم أن هذا الأمر مخالف للقانون وللوائح "فيفا" فإني قبلت الوضع حباً في المنتخب الوطني، لم نخسر في أي مباراة وكان الفريق يتحسن تدريجياً، لكن مع عجز الجريء عن التدخل في صلاحياتي قرر التخلي عن خدماتي.

- تتحدث إذن عن تدخلات من رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم؟

نعم، كان يحاول فرض بعض اللاعبين في التشكيل الأساسي وأذكر أنه في إحدى المباريات دخل إلى غرفة خلع الملابس وطلب مني إحداث بعض التغييرات الفنية فرفضت ذلك بكل ثقة، لم تعجبه شخصيتي لأني لست من المدربين الذي يخضعون إلى التعليمات، بل أتحمل مسؤولية اختياراتي ولا أقبل الضغوطات من أي طرف.

- وهل صحيح أن علاقتك مع بعض اللاعبين كانت سيئة؟

- كانت هذه من بين الشائعات التي روجها اتحاد الكرة لتبرير قرار إقالتي، هذا غير صحيح فعلاقتي بكل اللاعبين جيدة جدا وأنا أعتبرهم أبنائي، كل ما في الأمر أني أتعامل بصرامة مع اللاعبين، فأذكر مثلا أني لم أقحم وهبي الخزري في إحدى المباريات لأني شعرت بأنه يتمارض، هنا كنت واضحا معه وشرحت له أن في المنتخب لا مكان لمن لا يملك الرغبة في اللعب والقتال لمصلحة الوطن.

- ما رأيك في تجميد نشاط فريق هلال الشابة؟

- إنها وصمة عار على كرة القدم التونسية، لقد تابعت الملف بكل تفاصيله وأستغرب من عجز وزير الرياضة عن إيقاف هذا القرار الظالم الذي تم تسليطه على الفريق.

- ختاما، ما أهدافك مع ناديك الحالي الوداد وبماذا تعد جماهير الفريق؟

- الفريق تغير بشكل كبير بعد ضم العديد من اللاعبين الجدد، ما يتطلب وقتا ليحدث الانسجام بينهم، لكن مع ذلك أؤكد أننا على المسار الصحيح، أما عن الوعود فأنا لا أعد مباشرة بالألقاب، شعاري هو العمل والمثابرة وبمرور الوقت ستعطي التعاقدات الجديدة أكلها ويصبح الفريق قادراً على حصد التتويجات.

المساهمون