فضيحة تحكيمية غير مسبوقة تنهي مباراة تونس ومالي في كأس أمم أفريقيا

فضيحة تحكيمية غير مسبوقة تنهي مباراة تونس ومالي في كأس أمم أفريقيا

12 يناير 2022
مدرب منتخب تونس منذر الكبير غاضب من إنهاء المباراة في فضيحة تحكيمية (Getty)
+ الخط -

خسر المنتخب التونسي في أول مباراة له في منافسات كأس أمم أفريقيا 2021، وذلك بعد الخسارة بهدف نظيف أمام منتخب مالي، اليوم الأربعاء، في مواجهة شهدت نهايتها فضيحة تحكيمية بعد إعلان الحكم عن نهاية المواجهة قبل 10 ثوان من نهايتها دون أن يضيف أي دقيقة.

فضيحة تحكيمية تاريخية

وشهدت مباراة منتخبي تونس ومالي فضيحة تحكيمية غريبة للغاية وذلك بسبب إعلان حكم المباراة نهاية المواجهة قبل نهاية الوقت الأصلي، في واحدة من القرارات التحكيمية التي أثارت الكثير من الجدل وأساءت لصورة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.

وبدت تفاصيل المباراة الفنية غير مهمة أمام ما حصل في الدقائق الأخيرة من المواجهة، فقد أوقف الحكم المباراة عند الدقيقة 85 من أجل العودة إلى تقنية الفيديو "الفار" للتدقيق في حالة حكيمية وإمكانية طرد لاعب، ليفاجأ الجميع بعد ذلك بتصرف غريب من الحكم.

وعند الدقيقة 89:48، أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة وسط دهشة كبيرة من الجميع، وخصوصاً الجهاز الفني لمنتخب تونس، الذي جن حنونه بسبب إنهاء المباراة قبل نهاية الوقت الأصلي، وفي ظل تأخر منتخب "نسور قرطاج" بهدف وحيد.

وكان قرار إنهاء المباراة قبل نهاية الوقت الأصلي بـ10 ثوان بمثابة فضيحة تحكيمية أعطت صورة سيئة عن التحكيم في بطولة كأس أمم أفريقيا، خصوصاً أنّ المواجهة شهدت 9 تبديلات واللجوء إلى تقنية الفيديو أكثر من مرة، وتحديداً عند احتساب ركلتي جزاء لتونس ومالي، فضلاً عن إضاعة الوقت الطبيعي، وعليه كان يتوجب على الحكم إضافة 6 دقائق على أقل تقدير.

وبعد إعلان الحكم نهاية المباراة، خرج من أرض الملعب بحماية أمنية بعد الهجوم العنيف الذي تعرض له من قبل الجهاز الفني لمنتخب تونس، وخصوصاً من المدرب منذر الكبير، الذي كان يعترض على قرار إنهاء المواجهة الغريب.

وبعد مرور حوالي نصف ساعة على الحادثة، قرر الاتحاد الأفريقي استبدال حكم المواجهة بالحكم الرابع ومتابعة اللقاء، لكن بقرار أكثر غرابة، وهو اللعب لدقيقة واحدة حتى الدقيقة الـ90 ثم إضافة 3 دقائق فقط، وهو القرار الذي أثار جدلاً أكبر في المباراة المجنونة.

وبعد مفاوضات من أجل عودة المنتخبين إلى أرض الملعب، وافق منتخب مالي على القرار وعاد لاعبوه إلى أرض الملعب، فيما رفض المنتخب التونسي العودة لمتابعة ما تبقى من دقائق، وذلك بسبب رفضه لما حصل واعتباره فضيحة تحكيمية يجب عدم التسامح معها وأن يُعاقب عليها القانون.

وبعد دقائق من وقوف منتخب مالي على أرض الملعب وانتظار دخول منتخب تونس، أعلن الحكم البديل نهاية المباراة بفوز مالي بهدف نظيف، وذلك بسبب رفض منتخب "نسور قرطاج" العودة لاستكمال المباراة، في واحدة من أكبر فضائح التحكيم ربما في كرة القدم أخيراً.

تفاصيل المواجهة وفوز مالي بهدف

وكان منتخب مالي قد دخل المباراة بشكل أفضل وقدم كرة قدم قوية وهاجم مرمى المنتخب التونسي في أكثر من مرة، لكنه لم ينجح في صناعة الخطورة الكبيرة، في وقت بدا فيه وكأن المنتخب التونسي منهك وخارج الخدمة وغير قادر على مجاراة منافسه على أرض الملعب، حتى أنه لم ينجح في خلق المحاولات.

وعانى المنتخب التونسي من عديد المشاكل، خصوصاً لناحية بناء الهجمات من الخلف وصعوبة مجاراة قوة لاعبي منتخب مالي البدنية، ولم ينجح حتى في بناء هجمة واحدة صحيحة طوال الشوط الأول، خصوصاً أنه افتقد للاعب خط الوسط الذي يمكنه الربط بين الدفاع والهجوم، كما وافتقد للأطراف التي غابت تماماً عن الصورة ولم تقدر على الانتقال بالكرة بسرعة وبدت عاجزة عن ضرب المنافس بكرات عرضية.

في الشوط الثاني لم تتغيّر الكثير من الأمور الفنية على أرض الملعب، لناحية استحواذ منتخب مالي على الكرة وصعوبة تخطي منتخب تونس لدفاع المنافس الذي كان يتكتل في الخلف ويُغلق مناطقه بذكاء، مع التنويه بأنّ مستوى "نسور قرطاج" تحسن في الشوط الثاني وأمسى أكثر قدرة على صناعة الهجمات والمحاولات على مرمى مالي، لكن دون قدرة على خلق الفرص الخطيرة التي يمكن ترجمتها إلى أهداف.

لكن منتخب مالي عرف كيف يخطف التقدم في المباراة إثر ركلة جزاء أعلن عنها حكم المباراة في الدقيقة 48، ليُسجلها اللاعب إبراهيما كونيه، ويمنح منتخب بلاده التقدم بالهدف الأول، ولتأخذ المباراة منحى آخر، لأنّ المنتخب التونسي واجه صعوبة أكبر لناحية صناعة الفرص بعد فقدان التعادل الأبيض.

وبعد الهدف، تحسن مردود المنتخب التونسي أكثر وخلق بعض الفرص على مرمى منتخب مالي لكن دون نجاح كبير، وصولاً إلى الدقيقة 74 التي حصل فيها منتخب "نسور قرطاج" على ركلة جزاء من أجل التعادل، لكن المهاجم وهبي الخزري أهدرها بعدما تصدى لها الحارس المالي ليحرم تونس من هدف التعادل.

المساهمون