فراغ قانوني يضع سوق الانتقالات على صفيح ساخن بين الأندية واللاعبين

21 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 11:51 (توقيت القدس)
إيزاك بقميص ليفربول بعد مفاوضات معقدة للرحيل من نيوكاسل، 20 سبتمبر 2025 (كارل رسين/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة توترات بين رغبات اللاعبين في الانتقال وتمسك الأندية بعقودها، مع حالات بارزة مثل ألكسندر إيزاك ويوان ويسا، مما يبرز هشاشة الإطار التنظيمي لسوق الانتقالات.

- ليست هذه الصراعات جديدة، فقد واجه لاعبين مثل هاري كين ونيمار مقاومة من أنديتهم، بينما أظهرت بعض الأندية رغبتها في التخلص من لاعبين مثل فرينكي دي يونغ.

- تمتلك الأندية أدوات للمناورة مثل تحسين الشروط المالية، لكن يجب التوازن لتجنب النزاعات القانونية، مع دور للوكلاء ومواقع التواصل في زيادة الضغط على اللاعبين.

تحوّلت فترة الانتقالات الصيفية إلى ساحة صراع مفتوحة بين عقود مُحكمة ورغبات لا تهدأ، متجاوزة دورها التقليدي بوصفها موعداً لتبادل النجوم بين الأندية، ففي الوقت الذي يطمح فيه اللاعبون إلى خوض تجارب جديدة ورسم مسارات مختلفة لمسيرتهم، تتمسّك الأندية بحقوقها القانونية وتتشبث بعقودها، لتبرز معارك خفية في "الميركاتو" الأخير، كشفت عن هشاشة الإطار التنظيمي الراهن، وقد أشعل هذا الفراغ القانوني التوتر في كرة القدم، واضعاً سوق الانتقالات فوق صفيح ساخن.

وسلّطت صحيفة ماركا الإسبانية، السبت، الضوء على أبرز ملفات "الميركاتو" الأخير، إذ برز اسم المهاجم السويدي، ألكسندر إيزاك، الذي حاول الضغط على نيوكاسل يونايتد الإنكليزي، من أجل الانتقال إلى صفوف نادي ليفربول، بينما اتبع الكونغولي يوان ويسا الأسلوب ذاته مع برينتفورد، من أجل ارتداء قميص نيوكاسل، ولم يكن السويدي الآخر، فيكتور غيوكيرس، بعيداً عن المشهد، بعدما دخل في مواجهة مفتوحة مع سبورتينغ لشبونة البرتغالي، للانتقال صوب أرسنال.

ولا تعتبر هذه الأحداث وليدة اليوم، فقد شهد العقد الماضي حلقات مشابهة تحوّلت إلى مسلسلات مثيرة للجدل، إذ حاول الإنكليزي هاري كين عام 2021 فرض انتقاله إلى مانشستر سيتي، لكنه اصطدم بصرامة توتنهام، وفعل البرازيلي فيليبي كوتينيو الأمر ذاته مع ليفربول عام 2017، ولم ينجح في الرحيل إلى برشلونة إلا بعد نصف عام، وبدوره عاش الأوروغوياني لويس سواريز تجربة مشابهة في 2013، مع عرض أرسنال الشهير، وعلى الجانب الفرنسي، ظل باريس سان جيرمان في قلب العاصفة مع محاولات كيليان مبابي المتكررة للانتقال إلى ريال مدريد، إضافة إلى محاولة نيمار الفاشلة للعودة إلى برشلونة عام 2019.

وفي المقابل، ظهرت مواقف عكسية تثبت أن الأندية أحياناً هي من تضغط على اللاعبين، وكان الهولندي فرينكي دي يونغ أبرز مثال عام 2022، حين حاول نادي برشلونة التخلص منه لتخفيف فاتورة الرواتب، غير أن لاعب خط الوسط رفض الانصياع وتمسّك بالبقاء، لتؤكد هذه الحالة أن العقد لا يزال جداراً صلباً في مواجهة رغبات الأندية واللاعبين على حد سواء، وأن الكلمة الأخيرة ليست سهلة المنال لأي طرف.

ويؤكد خبراء القانون أن الأندية لا تقف مكتوفة الأيدي أمام رغبات اللاعبين، إذ تمتلك أدوات للمناورة، مثل تحسين الشروط المالية، أو منح دور أكبر في التشكيلة، أو ببساطة التمسك بموقفها، وقد أشار المحامي ديفيد دياث لصحيفة ماركا إلى أن إدارة الموقف تحتاج إلى صرامة ذكية، بحيث لا يطغى صوت الفرد على المؤسسة، ومع أن الأندية قد تلجأ إلى استبعاد اللاعب أو معاقبته، إلا أن هذه الإجراءات يجب أن تكون متوازنة حتى لا تتحول إلى نزاعات قانونية في أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، أو محكمة التحكيم الرياضي.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن العامل الخفي في هذه الصراعات يتمثل في الوكلاء والعائلات، وحتى مواقع التواصل الاجتماعي، التي ترفع منسوب الضغط، وتدفع اللاعبين إلى الاعتقاد أن مستقبلهم بعيد عن أنديتهم الحالية، ومع أن نجوم الصف الأول يملكون نفوذاً متزايداً، فإن عقودهم لا تزال محكومة ببنود جزائية وقوانين صارمة، مثل التعديلات الأخيرة التي أقرتها محكمة العدل الأوروبية في قضية الفرنسي السابق لاسانا ديارا، وهذا يعني أن إرادة اللاعب ليست مطلقة، بل تظل مقيدة بميزان دقيق بين الحقوق القانونية والرغبات الشخصية.

المساهمون