ما من شك أن المدرب الإسباني بيب غوارديولا يُعتبر من أفضل المدربين في العالم، إن لم يكن الأفضل، وهو الذي اشتهر خاصة في الأمور التكتيكية التي أبهرت كلّ الملاحظين في العالم.
وكان لا بد لنا أن نرجع بالزمن إلى فترة تكوين غوارديولا في التدريب، لنُدرك قيمة التخطيط لهذا المدرب الذي نهل من مدرسة يوهان كرويف الهولندي، وخاصة من المدرسة الإيطالية التي استفاد منها حين لعب لفريق بريشيا في نهاية مشواره الكروي.
وبسرعة جنونية مذهلة تسلّق عالم النجومية في التدريب، أول ما أمسك المقاليد الفنية لنادي برشلونة محققاً إنجازاً غير مسبوق بالتتويج بستة ألقاب في نفس العام، وكان ذلك سنة 2009، مستفيداً من قمة عطاء أفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي.
وأينما مرّ هذا المدرب صنع الأحداث، مثل مروره على العملاق الألماني بايرن ميونخ، وكذلك مانشستر سيتي، ولكن اللافت للانتباه أن غوارديولا رغم نجاحاته تفطّن لضرورة تغيير أفكاره التكتيكية مقرراً انطلاقاً من هذا الموسم القيام بثورة تعسف على التيكي تاكا التي أذهل بها العالم، وذلك بانتداب مهاجم صريح وهو إرلينغ هالاند، لينتهي زمن المهاجم الوهمي الذي من أجله في برشلونة رحل كلّ من زلاتان وديفيد فيا وصامويل إيتو.
هذا الموسم أصبح مفصلياً لديه، فهل ينجح في هذا الاختيار الكلاسيكي أم أنه قد يندم على ما فات واندثر؟ الإجابة ستكون حتماً بعد نهاية الموسم، خاصة أنّه مطالب بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا مع السيتي لأول مرة في تاريخ الفريق المنشستراوي الذي يلهث وراءه منذ ست سنوات.