غوارديولا ورّط مدربين بأفكاره الثورية ثم عاد إلى المبادئ الأساسية

12 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 09:09 (توقيت القدس)
غوارديولا من أفضل المدربين في العالم (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بيب غوارديولا، المدرب الثوري في كرة القدم، اشتهر بأفكاره مثل المهاجم الوهمي والاستحواذ، وحقق نجاحات كبيرة رغم قلة تجاربه.
- تعرض لانتقادات من مدربين مثل فابيو كابيلو، الذي رأى أن غرور غوارديولا أضر باللعبة بسبب التركيز على التمريرات الأفقية.
- تحول غوارديولا مؤخراً نحو الأساليب الكلاسيكية، معتمداً على لاعبين مثل إيرلينغ هالاند، مما أثبت فعاليته، بينما قلة من المدربين نجحوا في تقليده.

يُصنّف مدرب نادي مانشستر سيتي الإنكليزي، بيب غوارديولا (54 عاماً)، من بين كبار المدربين في تاريخ كرة القدم العالمية، نظراً لأنه حصد الكثير من التتويجات في مختلف التجارب التي مرّ بها، رغم أنها قليلة، ولكن الأهم أنه ترك بصمة في هذه المحطات من خلال الأفكار الثورية التي غيّرت المشهد في عالم كرة القدم.

المدرب الإسباني كرّس فكرة المهاجم الوهمي، بدل قلب الهجوم الكلاسيكي، الذي يكون دوره استغلال الكرات فقط للتسجيل، من دون أن يكون قوياً من الناحية الفنية، كذلك فإنه يؤمن بفكرة الاستحواذ على الكرة وتبادلها، والبناء الهجومي والابتعاد عن الكرات الطويلة، ويصرّ على التعاقد مع حرّاس مرمى يجيدون اللعب بأقدامهم؛ للمساعدة في البناء الهجومي.

وكان المدرب الإيطالي، فابيو كابيلو، قد وجه انتقادات حادة إلى غوارديولا في مناسبات عديدة. فقد نقل موقع فوت ميركاتو الفرنسي، في مارس/ آذار الماضي تصريحات الإيطالي، الذي قال: "لم نناقش أي شيء (عندما كان كابيلو يُشرف على غوارديولا في روما). جاء ليُخبرني كيف أؤدي عملي، فقلت له: اركض، ثم تحدث". كل ما في الأمر أنه كان يتجول في الملعب، ولم أكن لأُقصيه أمام أناس أفضل منه بكثير. انتهى النقاش عند هذا الحد. هل تعلم ما لا يُعجبني في غوارديولا؟ غروره. كان دوري أبطال أوروبا الذي فاز به مع مانشستر سيتي (2023) هو الوحيد الذي لم يُحاول فيه أي مُزاح في المباريات الحاسمة. لكن في السنوات الأخرى، في مانشستر وميونخ، في المباريات الحاسمة، كان يُريد دائماً أن يكون البطل. غيّر الأمور وابتكرها ليقول: ليس اللاعبون هم من يفوزون، بل أنا من يفوز. وقد كلّفه هذا الغرور عدة ألقاب في دوري أبطال أوروبا. أحترمه، لكن بالنسبة إليّ، الأمر واضح".

وتابع كابيلو الحديث عن المدرب الإسباني، قائلاً: "علاوة على ذلك، حتى لو لم يعد اللوم عليه، فقد أضرّ كثيراً بكرة القدم. لأن الجميع قضى عشر سنوات يُحاول تقليده. لقد دمّر هذا كرة القدم الإيطالية، التي فقدت بريقها. قلتُ: توقفوا، ليس لديكم لاعبو غوارديولا. كانت هناك أيضاً فكرة سخيفة مفادها بأن هذا كل ما يجب فعله للعب الممتع، ما أحدث مللاً في المباريات أبعد الكثيرين عن مشاهدة كرة القدم، كل ما عليهم فعله، مشاهدة اللقطات تتكرر، لماذا ستشاهدون 90 دقيقة من التمريرات الأفقية دون تنافس وصراع قوي ودون ركض؟ لحسن الحظ، كرة القدم تتغير. أولاً، إسبانيا غيّرتها بفوزها ببطولة أوروبا بجناحين ولعبها السريع".

ومنذ فترة غيّر غوارديولا أفكاره، وعاد إلى المبادئ الكلاسيكية لكرة القدم، فقد تعاقد مع الحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما، الذي لا يُجيد اللعب بقدمه، ولا يساعد كثيراً في البناء الهجومي، كذلك فإنه تخلى عن فكرة الاستحواذ، ذلك أنه في مواجهة أرسنال الإنكليزي منذ أسابيع قليلة، كانت نسبة استحواذ سيتي على الكرة في الشوط الثاني الأضعف منذ أن دربه الإسباني، وبات النرويجي إيرلينغ هالاند اللاعب الأهم في حسابات المدرب الإسباني، ويعتمد عليه باستمرار، وهو سرّ نجاحه منذ بداية الموسم بفضل أهدافه، ومِن ثمّ لم يعد غوارديولا يبحث عن مهاجم وهمي. وفي الأثناء، فإن العديد من المدربين في العالم تأثروا بأسلوب المدرب الإسباني، وحاولوا تقليد خطته، ولكن دون نجاح باستثناء مواطنه، مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، لويس إنريكي، الذي يقدم فريقه مستويات رائعة.

المساهمون