استمع إلى الملخص
- تشير تسريبات إلى عدم رضا بيتكوفيتش عن أداء اللاعبين، مع خطط لاستغلال المباريات المتبقية للتحضير للمرحلة المقبلة، مع تغييرات محتملة في التشكيلة.
- الاتحاد الجزائري يدعم بيتكوفيتش، مع تأكيد التزامه بعقده رغم الشائعات حول اتصالاته مع الاتحاد البولندي، ويأمل في تجديد العقد بعد مونديال 2026.
طبيعي جداً أن تختلف الآراء ووجهات النظر حول المدربين واللاعبين، خاصة على مستوى المنتخبات، مثلما هو الحال في الجزائر هذه الأيام مع المدرب السويسري، فلاديمير بيتكوفيتش. فهناك من يرى فيه مدرباً على مستوى التطلعات إلى حد الآن، خصوصاً في تصفيات كأس العالم، معتبرين أن ما حدث في المباراتين الأخيرتين ضد بوتسوانا وغينيا تحصيل حاصل يعود لأسباب موضوعية تتعلق بلياقة اللاعبين، ومردودهم الفردي المتواضع في بداية الموسم. وفي المقابل، يرى آخرون أنه يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية الأداء المتواضع، بسبب خياراته الفنية والتكتيكية غير الموفقة. ومع ذلك، يبقى المؤكد أن المنتخب الجزائري لم يخسر، ولم يعد يفصله سوى الفوز على الصومال، أو تحقيق تعادلين، لضمان التأهل إلى مونديال 2026، وتحقيق أول أهدافه.
وبحسب تسريبات من مصادر موثوقة، فإن بيتكوفيتش لم يكن راضياً عن مردود لاعبيه، خلال المباراتين الأخيرتين، رغم تبريره ذلك بنقص المنافسة واللياقة البدنية، وقناعته بأن بعض اللاعبين لم يعودوا قادرين على تقديم الإضافة وصناعة الفارق. ومع ذلك، تجنّب إحداث تغييرات جذرية، وفضّل انتظار ضمان التأهل رسمياً إلى المونديال، على أن يستغل المباراتين المتبقيتين، وفترة التوقف الدولي لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني للتحضير للمرحلة المقبلة، التي ينوي خلالها الاستغناء عن بعض الكوادر، ومنح الثقة للاعبين آخرين يعتقد أنهم قادرون على حمل المشعل، باستثناء بعض المناصب، التي لا يزال متردداً بشأنها، لغياب البدائل، خاصة في حراسة المرمى والدفاع.
ومن جهته، يبدو الاتحاد الجزائري مطمئناً جداً بشأن التأهل إلى مونديال 2026، وواثقاً بقدرات المدرب على تجسيد مشروعه، لبلوغ أدوار متقدمة في نهائيات كأس أمم أفريقيا، لذلك لم يطرح أبداً فكرة الاستغناء عن بيتكوفيتش، لأنه لم يُخفق ولم يفشل في تحقيق الأهداف المسطّرة إلى غاية الآن. كما أن مسألة رحيله أو بقائه ليست مطروحة للنقاش الفني، أو للاستفتاء الشعبي، في مرحلة حساسة تسبق كأس أمم أفريقيا بثلاثة أشهر، إلا إذا قرر هو بنفسه المغادرة، وهو أمر غير وارد، رغم ما أُثير مؤخراً حول اتصالات مزعومة بينه وبين الاتحاد البولندي للإشراف على منتخبها، وهي أخبار فنّدها السويسري لمقرّبيه، مؤكداً أنه ينوي احترام عقده، بل يأمل في تجديده بعد مونديال الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، إذا رغب الاتحاد الجزائري.
وهذا التوافق بين الاتحاد والمدرب يُلغي فكرة التغيير، قبل نهائيات كأس أمم أفريقيا أو حتى كأس العالم المقبلة، التي قد تُرسم ملامحها في الجزائر عند مواجهة المنتخب الصومالي، الذي تقدّم بطلب رسمي إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم لإقامة المباراة في العاصمة الجزائرية أو وهران، بعد توقيع بنود الاتفاق مع الاتحاد الجزائري، وإرسال الطلب إلى "فيفا"، الذي سيرد الأسبوع المقبل، إذا استوفى الطلب الشروط الشكلية الخاصة بآجال الإرسال ومذكرة التفاهم، والتي تنص على تكفل الاتحاد الجزائري بمصاريف تنقل المنتخب الصومالي وإقامته، وهو شرط لم يلتزم به الاتحاد المصري مثلاً، حين طلب استضافة منتخب جيبوتي في القاهرة بمناسبة الجولة القادمة، ما دفع "فيفا" إلى رفض الطلب وطرح فكرة إجراء المباراة في الجزائر.
وصحيح أن الأصوات الفنية والإعلامية والجماهيرية في الجزائر لم ترتفع للمطالبة بإقالة بيتكوفيتش، رغم المردود المتواضع، لأن الرجل لم يخسر سوى مباراة واحدة من أصل ثماني مواجهات في تصفيات كأس العالم، لكن بعض الانتقادات بخصوص خياراته بدت في محلها، وهو ما استوعبه المدرب وطاقمه الفني، متعهداً بأخذها بعين الاعتبار مستقبلاً لتحسين الأداء. علماً بأن بيتكوفيتش التحق بـ "الخضر" قبل عام ونصف العام من موقع قوة، في وقت كان المنتخب الجزائري يعيش أسوأ فتراته، بعد إخفاقه في التأهل إلى مونديال قطر 2022، وخروجه من الدور الأول في نسختين متتاليتين من كأس أمم أفريقيا، بعدما كان قد بلغ القمة بتتويجه باللقب القاري عام 2019 عن جدارة، قبل أن يتراجع مستواه، ويفشل في تجديد نفسه، وهو ما كلفه غالياً.