عودة ديمبيلي.. اختبار كومان الأصعب

عودة ديمبيلي.. اختبار كومان الأصعب

18 أكتوبر 2020
ديمبيلي غاب لفترة طويلة بسبب الإصابات (Getty)
+ الخط -

 

هناك عدد قليل من اللاعبين المتعثرين في قائمة أغلى 10 صفقات على الإطلاق، ولكن لا أحد يتفوق على الفرنسي عثمان ديمبيلي، بسبب فشله في تقديم قيمة مقابل المبلغ الكبير الذي دفعته برشلونة لجلبه من بوروسيا دورتموند.

وحسب تقرير لصحيفة سبورت الإسبانية، فإن ديمبيلي، سادس أغلى صفقة على مستوى العالم، لعب 25 في المائة فقط من الدقائق المحتملة منذ وصوله في صيف عام 2017.

وفشل برشلونة في بيعه إلى مانشستر يونايتد قبل يوم من الموعد النهائي لإغلاق باب الانتقالات، ما يعني أن المدرب الهولندي رونالد كومان يجب الآن أن يصحح بطريقة ما مسيرة ديمبيلي التي تتجه حاليا إلى حافة الهاوية.

لذا بات كومان أمام تحدٍ جديد، بالإضافة إلى جعل برشلونة قوة مرة أخرى في أوروبا، وبناء فريق جديد حول ليونيل ميسي، وإنقاذ النادي الذي عانى من تراجع على مستوى الأداء والنتائج.

وخاض كومان بداية جيدة من حيث تنشيط فيليب كوتينيو، وهناك أمل في أن يفعل الشيء نفسه مع الفرنسي أنطوان غريزمان، فيما سيكون الاختبار الأكبر هو ديمبيلي.

ولعبت الإصابات دورا كبيرا في إحصائية ديمبيلي المتراجعة، ولكن حتى عندما يكون لائقا ومتاحا، فإن النسبة المئوية للدقائق التي لعبها ترتفع فقط إلى 53 في المائة، بعد أن شارك في 75 مباراة فقط.

لهذا السبب، حاول النادي جاهدا إخراجه قبل يوم الموعد النهائي للانتقالات، بعد اهتمام كبير من مانشستر يونايتد، لكن الأخير لم يكن يرغب في دفع ما يصل إلى 60 مليون يورو، وفكر في خيار استعارة اللاعب من دون التزام بالشراء، على غرار الصفقة التي عقدها بايرن ميونخ مع كوتينيو.

وهناك اقتراحات تؤكد أن برشلونة سيسمح له بالخروج على سبيل الإعارة من دون شراء إلزامي، ومنها إذا جدد عقده أولاً من دون أن يتحمل تكاليف ذهابه إلى يونايتد.

وسيكون اللاعب متاحا بالمجان في عام 2022، وبالصيف المقبل، سيبدأ عامه الأخير في النادي مع حرية التفاوض على انتقال مجاني، في الوقت الذي لن يتمكن الكثير من اللاعبين من القيام بذلك في سن الـ24 التي سيبلغها اللاعب العام المقبل.

ونفى برشلونة بشدة هذه الرواية، بعد أن أكدت الإدارة أنها لم تعرض عليه تمديد عقده، ويقولون إنهم رفضوا رفضا قاطعا خروجه على سبيل الإعارة، وإنهم يفضلون حاليا التخلي عن عقده المكلف.

في غضون ذلك، تتحدث وسائل الإعلام في برشلونة عن أن خطة التفريط باللاعب يجب أن تكون الآن أو لا، كون اللاعب سيغادر بالمجان مع حلول عام 2022، لذا سيحاولون التخلص منه في يناير/ كانون الثاني المقبل.

لكن الأبرز أن اللاعب الذي كلف خزينة البرسا 96 مليون جنيه إسترليني في عام 2017، مع وجود 35 مليون جنيه من المدفوعات الإضافية، لم يكن أحد يرغب في ضمه هذا الصيف، فماذا سيتغير مطلع العام؟، ولا يملك الجواب على هذا السؤال سوى كومان.

لكن النبأ السار لديمبيلي في الوقت الحالي هو أن المدرب الهولندي يريد أجنحة سريعة في فريقه، وعندما يكون ديمبيلي لائقا وفي قمة تركيزه، يكون الخيار الأمثل لهذا الدور.

وأصيب اللاعب البالغ من العمر 23 عاما بتمزق في الوتر بالجزء العلوي من الركبة اليمنى في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ولم يلعب أي دور مؤثر في بقية الموسم.

وفي سبتمبر/ أيلول 2017، تعرض للإصابة نفسها في ساقه اليسرى وابتعد لمدة أربعة أشهر، وهاتان الإصابتان مؤثرتان للاعب كان لسرعته دورا كبيرا في جعله أحد نجوم البوندسليغا مع دورتموند.

ويريد كومان أن يفعل خطة 4-2-3-1 الخاصة به، ويرغب بأن يلعب واحد على الأقل من اللاعبين الثلاثة، الموجودين خلف رأس الحربة، دورا في عامل السرعة والتوغلات.

وفي الوقت الحالي، هذا اللاعب هو أنسو فاتي على اليسار، بينما يوجد غريزمان على الجانب الأيمن، وحتى هذه اللحظة، كان فرانسيسكو ترينكاو بديلاً لغريزمان، لكنه ليس بمستوى الطموح بقدمه اليسرى وعامل توغل داخل المناطق الهجومية.

وما يميز ديمبيلي أنه بارع في كلتا قدميه، ما يجعله لاعبا يربك حسابات الظهير الأيسر المنافس، وكومان يحب هذا النوع من اللاعبين.

وسيكون كومان سعيدا بوجود فاتي في جانب وديمبيلي في الجانب الآخر، لإجبار الفرق على الوقوف في الخطوط الخلفية وفتح مساحة لميسي وكوتينيو أو غريزمان لاستغلالها من أجل التوغل بالعمق.

ولدى ديمبيلي مدرب يريد تحقيق أقصى استفادة من لاعب بصفاته المميزة، لكنه يحتاج إلى التغلب على أي مخلفات نفسية ناتجة عن إصاباته المتكررة والعثور على جناحه البارز مرة أخرى.

إذا لم يكن بإمكان اللاعب، الذي يلقب بـ"البعوضة"، تعويض برشلونة في الموسم الحالي، فسيشهد السوق الشتوي مرة أخرى، في يناير القادم، محاولات، من إدارة النادي، بيع لاعب لا يرغب أحد في شرائه.

 

المساهمون