عودة "الأزوري" القوية مع مانشيني والعين على المونديال

عودة "الأزوري" القوية مع مانشيني والعين على المونديال

25 مارس 2021
إيطاليا لم تخسر في 22 مباراة متتالية (Getty)
+ الخط -

عادت إيطاليا بقوة للمنافسة على الألقاب الأوروبية والعالمية من جديد بعدما قدمت مستوى لافتاً ومُميزاً في بطولة دوري الأمم الأوروبية، إذ تأهلت للدور نصف النهائي بعد تصدرها لمجموعتها الأولى عن جدارة واستحقاق بفوزها في المباراة الأخيرة على منتخب البوسنة. ولم يأتِ هذا التأهل من فراغ بل نتيجة عمل كبير صنعه المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني الذي غيّر وجه "الأزوري" تماماً.

إيطاليا القوية مع مانشيني

منذ استلام المدرب روبرتو مانشيني تدريب المنتخب الإيطالي، ظهرت ملامح جديدة لـ"الأزوري" على أرض الملعب من ناحية الأداء والقوة ضد المنافسين الذين لعبوا ضدهم. وقاد مانشيني المنتخب الإيطالي في 27 مباراة حتى الآن (18 فوزاً و7 تعادلات مقابل خسارتين فقط)، لكن اللافت أن "الأزوري" حافظ على سجل مثالي تفوق به على جميع المنتخبات، إذ لم يتعرض لأي خسارة في 22 مباراة متتالية.

وبعد تأهل إيطاليا لـ"يورو 2020" بدون أي خسارة في المجموعة بعشرة انتصارات متتالية (لم يتحقق في تاريخ "الأزوري")، ها هو مانشيني يتأهل للدور نصف النهائي في بطولة دوري الأمم الأوروبية، ليُثبت أنه صنع منتخباً قوياً سيُنافس الكبار في القارة بتشكيلة ممزوجة بين العنصر الشاب الموهوب والعنصر الكبير صاحب الخبرة.

فعلى الصعيد الفني التكتيكي، تحولت إيطاليا من منتخب يعتمد على دفاعه القوي للفوز في المباريات إلى منتخب يُهاجم بدون خوف ويصنع الخطورة أمام أي منافس يلعب ضده. هذا عدا عن الضغط العالي الذي يصنعه المنتخب على مدى 90 دقيقة كاملة باستمرار، إذ يضغط كل لاعب على حامل الكرة ويُسانده مباشرةً زميل له لفرض حصار ومنع الفريق المنافس من بناء اللعب براحة أو حتى كسب مساحات لصناعة الهجمات الخطيرة على مرمى "الأزوري".

في المقابل، نجح مانشيني في خلق توليفة مثالية على أرض الملعب تجمع بين اللاعبين الشباب واللاعبين أصحاب الخبرة، ونجح المدرب في تطوير المواهب الشابة ومنحها فرصة للمشاركة في التشكيلة الأساسية ومنحها الثقة اللازمة لقيادة إيطاليا نحو منصات التتويج مجدداً.

وفي وقت تطور أداء إيطاليا هجومياً، لم يغفل المدرب روبرتو مانشيني ضرورة المحافظة على الدفاع القوي من أجل تحقيق الانتصارات، وهو الأمر الذي بدا واضحاً على القوة الدفاعية في المباريات الـ22 الأخيرة. ففي التصفيات المؤهلة لبطولة يورو 2020، تلقت إيطاليا 4 أهداف فقط في عشر مباريات، بينما سجلت 37 هدفاً وهي أقوى حصيلة هجومية يُسجلها منتخب "الأزوري" في تاريخ مشاركته في التصفيات الأوروبية.

في المقابل، تلقت شباك إيطاليا هدفين فقط في 6 مباريات في إطار منافسات دور المجموعات في بطولة دوري الأمم الأوروبية، ما يعني أن عدد الأهداف التي دخلت مرمى "الأزوري" في آخر 16 مباراة هو 6 أهداف فقط مقابل تسجيل 44 هدفاً.

كما تجب الإشارة إلى أن المنتخب الإيطالي حافظ مع مانشسيني على نظافة شباكه في 15 مباراة منذ توليه دفة القيادة، ليؤكد استمرار قوته الدفاعية وتكاملها مع القوة الهجومية التي صنعها المدرب. وكل هذه الأرقام سببها مانشيني الذي صنع وجهاً جديداً جعله بين أفضل المنتخبات الأوروبية حالياً إلى جانب كل من إسبانيا، بلجيكا والمنتخب الفرنسي.

المساهمون