قبل فترة من الزمن كان جيانلويجي دوناروما معشوق جماهير نادي ميلان، أراد الشاب الإيطالي أن يخوض تجربة جديدة في فرنسا مع باريس سان جيرمان، وهذا حقٌ مشروع لكلّ شخص في الحياة، يرى أن تطور مسيرته أو حياته المهنية مرتبطة بتبديل المكان.
وصل بعدها الفرنسي مايك ماينان، وكنت تستطيع قراءة خواطر مشجعي ميلان من خلال تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لنقل إنّهم كانوا فرحين به لكن بحذر، فالفارق بين الدفاع عن ألوان ليل وميلان كان يعلمه الجميع، الانتقال إلى دوري مختلف بمتطلبات وضغوطات أكبر، لتخلف حارساً هو الأفضل في يورو 2020، أصعب بكثير.
كلّ هذه العوامل كانت صعبة على ماينان حين حطّ رحاله في سان سيرو، لكن مع مرور الوقت وتوالي المباريات كان يدفع جماهير الروسونيري للجنون بجوارحهم، يقوم بتصديات استثنائية ثم يصاب ويعود تدريجياً إلى حد الديربي الذي يمكننا القول إنه حاسم.
أمام إنتر ميلانو في ديربي الغضب، كان ماينان عريس السهرة مع أوليفييه جيرود مسجل الهدفين، استطاع التصدي لأكثر من كرة، كان مبدعاً في حماية مرماه، بل كان رجلاً من رجالات الفوز وعودة المنافسة على الاسكوديتو إلى أوجّها مجدداً.
هو الحبّ الذي ينشأ بسبب الألوان والكره الذي يولد بسبب الألوان، تحديداً كما حصل مع التركي هاكان تشالهان أوغلو، الذي قرر ترك اللون الأحمر والاتجاه إلى القطب الأزرق، كان الديربي ذهاباً وإياباً صاخباً بالنسبة له، حتى أن أحدهم قال لي خلال متابعتنا للمباراة بالأمس "أن نخسر الليلة خيرٌ من أن يسجل هاكان هدفاً".
تغيّر الألوان دائماً ما يدفع المشجع للدخول في نوبة كره أو حبّ، جماهير ميلان ترى في هاكان خائناً ترك الحبّ الذي أعطوه إيّاه مقابل المال، فيما يرى هو أن التطور والفوز بالألقاب سيكون في إنتر.
في النهاية، لا يسعنا القول إلا أن ماينان أنسى الجميع من سبقه، هو الآن نسرٌ من نسور الروسونيري.