تعرّض بعض المدربين إلى صدمات خلال قيادتهم المنتخبات في البطولات القوية، مثل كأس العالم أو كأس أفريقيا، وذلك بإقالتهم من مهامهم بعد بداية البطولة وخوض المباريات، أو قبل أيام قليلة من ضربة البداية، في قرارات مفاجئة وصادمة في الآن نفسه، حرمتهم من إكمال البطولات إلى النهاية والتمتع بفرصة ثانية.
وهذا المصير واجه مدرب منتخب تنزانيا الجزائري عادل عمروش، إثر قرار الاتحاد التنزاني إقالته، يوم الجمعة، بعد أن قاد المنتخب في مباراة واحدة في كأس أمم أفريقيا في ساحل العاج وخسرها أمام منتخب المغرب، حيث كان قرار الإقالة بعد معاقبته من قبل الاتحاد الأفريقي بسبب تصريحاته القوية التي هاجم من خلالها "كاف" وأثار جدلاً كبيراً، وبالتالي لن يُواصل التجربة في النهائيات حيث كان يمني النفس في الوصول إلى الدور الثاني.
وقرارات كهذه كان بطلها الاتحاد التونسي لكرة القدم، الذي لم يتردد في إقالة المدربين في مسابقات قوية، حيث كانت الحالة الأولى في كأس أمم أفريقيا 1994 في تونس، عندما تولى فوزي البنزرتي تدريب منتخب تونس بعد مباراة واحدة في النهائيات، إثر إقالة يوسف الزواوي بسبب الخسارة في اللقاء الأول أمام مالي في صدمة قوية للجماهير التونسية.
وخلال نهائيات كأس العالم 1998، اتخذ الاتحاد التونسي قراراً مشابهاً بإقالة المدرب البولندي هنري كاسبرجاك بعد المواجهة الثانية التي خسرها المنتخب التونسي أمام منتخب كولومبيا، وبالتالي تأكد أنه لن يواصل المغامرة في البطولة، وعوّضه مساعده علي السليمي في قيادة تونس خلال المواجهة الأخيرة أمام منتخب رومانيا التي حصد خلالها نسور قرطاج" التعادل.
ولا تقتصر هذه القرارات على المنتخبات الأفريقية أو العربية، فقد اتخذ الاتحاد الإسباني قراراً مفاجئاً قبل ساعات من خوض "لاروخا" أول المبارايات في كأس العالم في روسيا 2018، بإقالة المدرب يوليان لوبتيغي وتكليف المدير الرياضي فرناندو هيرو بقيادة المنتخب، وهو قرار كان صادماً ولكن الاتحاد تصرف بقوة بعد أن علم رسمياً بتعاقد مدربه مع ريال مدريد.
كما حدثت حالات مشابهة في بطولة كأس آسيا، ففي نسخة 2019، عندما أقال الاتحاد السوري مدربه الألماني بيرند شتانغه، بعد الخسارة في المواجهة الأولى أمام المنتخب الأردني، حيث كانت المباراة الافتتاحية حاسمة، ليجد نفسه خارج الحسابات سريعاً، ودفع ثمن البداية المتعثرة فخسر مكانه بعد لقاء واحد.