تباين حصاد المنتخبات العربية، التي خاضت أجندة دولية مثيرة خلال مباريات الجولتين الثالثة والرابعة للدور الثاني من عمر التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقبلة في قطر 2022.
وكتبت الجولتان الثالثة والرابعة في 10 مجموعات أشغالا شاقة للمنتخبات العربية المشاركة في التصفيات، وهي الجزائر ومصر والمغرب وتونس والسودان وموريتانيا وليبيا وجيبوتي، عبر مشاهد متنوعة عاشت فيها الجماهير فترات من السعادة بسبب الانتصارات، وأخرى حزينة بسبب الانكسارات، وفقدان النقاط، والابتعاد عن سباق المنافسة في التأهل للدور الأخير الحاسم من التصفيات.
ونجح منتخب المغرب في صناعة السعادة العربية، عبر حصده بطاقة التأهل رسميا للدور الثالث والأخير، بعدما جمع 12 نقطة في رصيده، حجز بها المركز الأول، مع تقديم كرة قدم جميلة وانتصارات رائعة على حساب غينيا بيساو مرتين وغينيا، مع تسجيل 12 هدفاً، بواقع 8 أهداف في بيساو، ورباعية في غينيا في أعلى معدل تهديفي له مع مدربه البوسني وحيد حاليلوزيتش، الذي عانى من انتقادات كبيرة، قبل انطلاق الجولتين الثالثة والرابعة، بخلاف مباراته المؤجلة من الجولة الثانية.
4 منتخبات على القمة
ومن الظواهر العربية في سباق التصفيات، نجاح 4 منتخبات عربية في الوصول إلى صدارة المجموعات، التي تخوض خلالها المنافسات، لتقترب من حصد بطاقات التأهل إلى الدور الثالث والأخير.
فالمنتخب الجزائري تصدر المجموعة الأولى برصيد 10 نقاط، بفارق الأهداف عن بوركينا فاسو، ويتصدر المنتخب التونسي جدول ترتيب المجموعة الثانية برصيد 10 نقاط، بفارق 3 نقاط عن غينيا الاستوائية، ثم يظهر المنتخب المصري متصدراً لجدول ترتيب المجموعة السادسة، بفارق 4 نقاط عن نظيره الليبي، وأخيراً منتخب المغرب الذي يتصدر المجموعة التاسعة برصيد 12 نقطة في المركز الأول متفوقاً على عدة منتخبات مثل غينيا وغينيا بيساو.
العلامة الكاملة
الفوز "رايح – جاي"، عنوان فرض نفسه على رحلة منتخبات عربية، في الجولتين الثالثة والرابعة، عبر منتخبات حققت الانتصار مرتين على المنافس نفسه وتصدرت جدول ترتيب المجموعة، وهي نتيجة حققتها 3 منتخبات في الأجندة الدولية، وهي منتخب مصر، الذي حقق الفوز على ليبيا بهدف دون رد، ثم فاز بثلاثة أهداف دون رد، ومنتخب المغرب الذي فاز على غينيا بيساو 5-0 و3-0، وأخيراً منتخب الجزائر الذي حقق الفوز على النيجر 6-1، ثم تغلب على منافسه بأربعة أهداف دون رد في عقر دار الأخير.
الجزائر وأعلى معدل تهديف
يعد منتخب الجزائر بطلاً لظاهرة بمفرده، فهو في المجموعة الأولى نجح في الوصول إلى النقطة 10، ولكنه في الوقت نفسه، حقق رقماً تهديفياً رائعاً، تمثل في تسجيل 10 أهداف، وهو ما يحسب لجمال بلماضي، المدير الفني، الذي ينفذ تكتيكا
هجومياً رائعاً. وسجل رياض محرز، نجم مانشستر سيتي الإنكليزي وقائد المنتخب الجزائري، 3 أهداف في مباراتين، ولعب دوراً كبيراً في حصد الجزائر انتصارين كبيرين والبقاء على صدارة المجموعة الأولى.
إقالة مدرب موريتانيا
ظاهرة أخرى ضربت المنتخبات العربية، كان بطلها الفرنسي كورينتن مارتينز، المدير الفني لمنتخب موريتانيا، الذي تمت إقالته من منصبه على خلفية حصده نقطة واحدة من 4 جولات.
وخسرت موريتانيا مباراتها الأولى مع تونس بثلاثية نظيفة في المجموعة الثانية، ثم تعادلت سلبيا في نواكشوط في الجولة التالية، ليقرر الاتحاد الموريتاني إقالة مارتينز، أقدم مدربي المنتخبات العربية، من منصبه وقبل أقل من 3 أشهر على انطلاق منافسات كأس الأمم الأفريقية المقبلة في الكاميرون.
شهادة ميلاد كيروش
ومن الظواهر العربية، نجاح التجربة البرتغالية الجديدة في المنتخب المصري، عبر تعيين البرتغالي كارلوس كيروش مديراً فنياً جديداً خلفاً لحسام البدري.
ونجح كيروش في أول ظهور رسمي له في تدشين ضربة بداية قوية عبر قيادة الفراعنة للفوز على ليبيا بهدف مقابل لا شيء سجله عمر مرموش، ثم الفوز بثلاثية نظيفة، سجلها مصطفى محمد وأحمد فتوح ورمضان صبحي، وحصد 6 نقاط تصدر بها جدول ترتيب المجموعة السادسة، واقترب من حصد تأشيرة التأهل للدور المقبل، وقدم أوراق اعتماده للجماهير المصرية، خاصة مع تقديمه عرضاً جميلاً مع ليبيا، واكتشافه موهبة نجم مصري واعد هو عمر مرموش، المحترف في صفوف شتوتغارت الألماني.
خسائر عربية وهدايا سودانية
ومثلما عزفت منتخبات عربية نغمة الانتصارات، قابلتها هزائم عربية في الجولتين الثالثة والرابعة، بعدما تعرّض منتخب جيبوتي الذي يشارك في المجموعة الأولى لخسارتين من بوركينا فاسو، ووصل عدد هزائمه إلى 4 مباريات منذ بدء التصفيات، وودع المنافسة رسمياً، وتحولت مبارياته المقبلة إلى تحصيل حاصل، كما تلقى منتخب ليبيا خسارتين متتاليتين أمام نظيره المصري بهدف دون ردّ، ثم بثلاثة أهداف مقابل لا شيء في المجموعة السادسة، ليتجمّد رصيده عند 6 نقاط، ويتراجع للمركز الثاني في جدول الترتيب، ويفقد صدارته، ويبتعد خطوة كبيرة عن المنافسة على حصد بطاقة التأهل إلى الدور الثالث والأخير ويحتاج لمعادلة صعبة في المستقبل.
عنوان آخر يفرض نفسه على حصاد المنتخبات العربية، بعدما كتبت الجولتان الثالثة والرابعة تنفس الجماهير السودانية الصعداء عبر كسر منتخبها "صقور الجديان" لعنة الهزائم، ونزيف النقاط، وحقق نقطتين عبر تعادلين مع غينيا الأول بهدف لكل فريق، والثاني بهدفين لكل فريق ضمن منافسات المجموعة التاسعة، وتقديم مستوى رائع تحت قيادة الفرنسي هوبيرت فيلود، المدير الفني، أثار الاطمئنان قبل خوض منافسات كأس الأمم الأفريقية المقبلة، وكان لهذه النتائج دور كبير في منح المغرب صدارة المجموعة التاسعة، فيما فقد السودان أمله في التصفيات مبكراً.