طوكيو 2025: خيبات متتالية لعدائي المغرب وفضية البقالي لا تخفي الأزمة
استمع إلى الملخص
- غياب الأسماء المغربية عن الأدوار المتقدمة في البطولة، مثل فشل فؤاد المسعودي وحفيظ رزقي وأنس الساعي في سباق 1500 متر، يعكس تراجعاً مقلقاً مقارنة بالإنجازات السابقة لأساطير مثل سعيد عويطة وهشام الكروج.
- استمرار هيمنة العدائين الكينيين والإثيوبيين يبرز غياب استراتيجية واضحة للتكوين والإعداد في المغرب، مما يهدد بمزيد من الخيبات في المستقبل.
شهدت بطولة العالم لألعاب القوى، المقامة حالياً في العاصمة اليابانية طوكيو حتى 21 سبتمبر/أيلول الحالي، إخفاقات متتالية لمعظم العدائين المغربيين، باستثناء فضية سفيان البقالي (29 عاماً)، في سباق 3000 متر موانع، ما يثير تساؤلات عدة حول الأسباب الحقيقية لهذا التراجع المريب لألعاب القوى المغربية في السنوات الأخيرة، إذ بدا الجيل الحالي عاجزاً عن الحفاظ على مكتسبات سلفه، وبخاصة في سباقات 1500 متر و800 متر و400 متر حواجز و5000 متر، بالإضافة إلى الماراثون.
وسجلت بطولة العالم في طوكيو غياب الأسماء المغربية عن الأدوار المتقدمة أو حتى بلوغ نصف النهائي، كما حدث في سباق 1500 متر، إذ فشل فؤاد المسعودي وحفيظ رزقي وأنس الساعي في ترك بصمتهم في هذا السباق، الذي مثّل رمز تفوّق المغرب لعقود عدة، بفضل العداءَين الأسطوريين سعيد عويطة وهشام الكروج، وأكثر من ذلك أن هؤلاء العدائين الثلاثة غادروا سباق 1500 متر من الدور الأول بأداء باهت خلّف استياء متابعي ألعاب القوى المغربية.
ولم يكن سباق الماراثون أفضل حالاً، بعدما خيب عداؤوه آمال الجماهير المغربية، فوحده محمد رضى الأعرابي الذي أنهى السباق، لكن بعيداً عن المراكز المتقدمة، بينما اضطر عثمان الكومري وسفيان بوقنطار إلى الانسحاب بداعي الإصابة والإجهاد، وبذلك يغيب المغرب مرة أخرى عن قائمة المنافسين على المراكز الأولى. أما في سباق الماراثون للسيدات، فأنهت رحمة الطاهري السباق في المركز الرابع والخمسين بزمن ساعتين و51 دقيقة و30 ثانية، في حين لم تتمكن كوثر فركوسي وفاطمة الزهراء كردادي، صاحبة برونزية بطولة العالم ببودابست المجرية 2023، من إتمام السباق، في سيناريو غير متوقع.
ورغم الآمال الكبيرة التي ظلت معقودة على البطل العالمي والأولمبي سفيان البقالي في سباق 3000 متر موانع، فإنه اكتفى بالميدالية الفضية، بعد منافسة مثيرة مع النيوزيلندي جوردي بيميش، الذي خطف الصدارة في الأمتار الأخيرة، محققاً توقيت 8:33.88 دقائق، مقابل 95.33:8 للبطل المغربي البقالي، بينما حل المغربي صلاح الدين بن يزيد خامساً بزمن 8:35.16. وبذلك ضاعت على البقالي فرصة تاريخية ليصبح ثالث عداء في التاريخ يحرز اللقب العالمي ثلاث مرات متتالية، بعدما سبق له التتويج في نسختي 2022 في يوجين الأميركية و2023 ببودابست المجرية.
وملثما كرست نتائج بطولة العالم في طوكيو استمرار هيمنة عدائين كينيين وإثيوبيين وبروز أسماء صاعدة في سماء ألعاب القوى العالمية، فإنها في الوقت نفسه دقت ناقوس الخطر إزاء الوضعية التي آلت إليها أم الألعاب في المغرب، ويبدو أن غياب استراتيجية واضحة للتكوين والإعداد والتأطير، وفشل الاتحاد المغربي لألعاب القوى في تكوين الخلف القادر على حمل المشعل، كلها عوامل تهدد بمزيد من الخيبات والإخفاقات.
