صوم شهر رمضان... لاعبون بين الواجب الديني والإنهاك البدني

صوم شهر رمضان... لاعبون بين الواجب الديني والإنهاك البدني

17 ابريل 2021
محمد صلاح نجم فريق ليفربول (Getty)
+ الخط -

يعاني اللاعبون المسلمون المحترفون مشاكل كثيرة مع حلول شهر رمضان الفضيل، ويعود الجدل في قدرتهم على الصمود أمام إرهاق الصيام والمشاركة في المباريات من المستوى العالي، وإصرارهم على أداء واجبهم الديني مهما كان الثمن.

ورصدت صحيفة "فوت ميركاتو" الفرنسية، عدداً من شهادات اللاعبين المسلمين، من الذين يصرون على صيام رمضان حتى أيام المباريات، حيث وصف الدولي المغربي، جمال عليوي يومياته الرمضانية، قائلاً: "لا شك في أن التعب الجسدي يلازمنا هذه الفترة، نحن بشر ونتأثر دون شك، لكن الإيمان يصنع الفارق ويجعلنا نلعب".

وتابع: "أداء اللاعبين الصائمين ينخفض، فنحن نشعر بفترة إرهاق شديد خلال المباراة، وأتذكر جيداً خلال بداياتي في الدوري الإيطالي، تعرضي لأزمة صحية خفيفة بسبب الإرهاق".

ويدخل المدربون والأندية في صراع مع لاعبيهم الصائمين، خاصة إذا كانوا مهمين في تشكيلاتهم، وهو ما يخلق مشاكل كبيرة، بسبب إبقائهم على دكة البدلاء، ومعاقبتهم، وحتى إجبارهم على الإفطار قبل المباريات.

وأكد العليوي المشاكل والعواقب التي تواجه المسلمين في أنديتهم، وأضاف: "عشت مشاكل مع الأندية التي لعبت لها، كنت ألعب في سيون مع التونسي عادل الشاذلي، وقبل مواجهة أوروبية أمام غلطة سراي، قال لنا المدير الرياضي إننا صرنا نزعجهم في رمضان، لكني سجلت في المباراة الأولى، وأحرز طارق شهاب هدفاً في مباراة ثانية أمام فنربخشة".

وصادف المنتخب الجزائري ذات الإشكال، في مباراة ثمن نهائي كأس العالم، حيث كانت المواجهة أمام المنتخب الألماني في 2014 بالبرازيل، وشهدت قرارات مختلفة، بين لاعبين قرروا الصوم، وآخرون فضلوا الإفطار، وهو ما حدث مع المنتخب التونسي في مونديال روسيا 2018.

وتختلف عقليات المدربين باختلاف الأندية والدوريات، حيث أكد المدير الفني لنادي ليفربول، الألماني يورغن كلوب، سابقاً، أن شهر رمضان لا يشكل له أي مشاكل، رغم أن أفضل لاعبيه محمد صلاح وساديو ماني مسلمان، وصرح: "لا يشكل لي صوم اللاعبين أي ضرر. بالعكس، أنا أحترم الأديان، دائماً ما أبهرني صلاح وماني، وفي عدة مرات يصلان متأخرين للتدريبات بسبب الصلاة، أعتقد أن في الحياة أموراً تسبق كرة القدم"، علماً أن تصريحه كان قبل نهائي دوري أبطال أوروبا 2019.

وقرر المدير الفني السابق للمنتخب الجزائري، كريستيان غوركوف، تغيير موعد التدريبات للاعبين وتحديده بعد الإفطار، حيث أصرّ على أن يضعهم في أحسن الظروف، بينما اختار مدرب المنتخب الفرنسي، ديدييه ديشامب عكس ذلك خلال كأس العالم 2014، ورفض الحديث مع اللاعبين عن الصيام، باعتبار أن الموضوع يبقى بالغ الحساسية.

بعيدا عن الملاعب
التحديثات الحية

وتحدث المعد البدني الفرنسي، ماكسيم ديلاهاي، الذي أشرف على تدريب عدة لاعبين مسلمين في المستوى الاحترافي، عن قضية صيامهم من وجهة نظر علمية: "التدريب في المستوى العالي صعب خلال شهر رمضان، لكن لاعبي كرة القدم محظوظون نوعاً ما، مقارنة بالرياضات الثانية، بسبب أنهم يحظون بفترات متقطعة للراحة في المواجهة".

وتابع: "عندما تبذل مجهودات بدنية كبيرة، وتضطر إلى الصيام 8 أو 9 ساعات، يصير الأمر مستحيلاً، فاللاعب الصائم سيضطر جسده إلى البحث عن مصادر طاقة إضافية، خاصة إذا كان الطقس حاراً".

وأدلى غلاديس ديبلينغ، اختصاصي التغذية بدلوه في هذا الخصوص، حيث أكد صعوبة التوفيق بين الصيام والجهود المبذولة، "ويبقى اللعب أثناء الصوم ممكناً، بالرغم من صعوبته، فعلى اللاعبين والمدربين أن يضعوا ذلك بالحسبان، باختلاف قدرة اللاعبين وتحمّلهم".

 

المساهمون