فشل المهاجم المصري محمد صلاح (31 عاماً) نجم ليفربول الإنكليزي في المحافظة على مستواه الذي ميّزه طوال الموسم الماضي، وجعله يدخل تاريخ فريقه من الباب الواسع، حيث غابت بصمته في المباريات الأخيرة التي شهدت تراجع نتائج "الريدز" بشكل لافت، فبعد أن كان الفريق يراهن على الفوز بأربعة ألقاب، سيكتفي بالحصول على كأس الرابطة الإنكليزية، إذ كان يُنتظر أن يضاعف نجوم الفريق مجهوداتهم من أجل إهداء مدربهم الألماني يورغن كلوب ألقاباً مهمة في آخر مواسمه مع ليفربول، لكن ذلك لن يحصل بعد أن فقد الفريق الأمل في التتويج بلقب الدوري المحلي.

وشهدت المباريات الأخيرة غياب تأثير صلاح في نتائج الفريق، بل إنه تحوّل إلى لاعب احتياطي، حيث فضّل المدرب الألماني عدم الاعتماد عليه أساسياً في مواجهة ويستهام، اليوم السبت، رغم صعوبتها، في مؤشر على عدم اقتناعه بأداء النجم المصري في المباريات الماضية، ما جعله يبحث عن خيارات جديدة. وبعد أن عوّد صلاح جماهير "الريدز" على صنع الفارق في المباريات الصعبة والقوية خلال المواسم الماضية، جاءت معظم أهدافه الأخيرة من ركلات جزاء، إذ سجل 17 هدفاً وصنع تسعة هذا الموسم، في أرقام بعيدة عن التي كان يحققها في المواسم الماضية.

صلاح يُودّع كلوب بخلاف

كان موسم النجم المصري مُعقداً وصعباً، وشهد كثيراً من الأزمات بين ليفربول والمنتخب المصري، حيث كان مرشحاً للرحيل عن ليفربول في الميركاتو الصيفي إلى الدوري السعودي، ولف مستقبله الغموض، ما جعل جماهير النادي في حيرة باعتبار أن صلاح لزم الصمت ولم يعبّر عن موقفه من البقاء أو المغادرة، لكنه في النهاية واصل تجربته مع "الليفر"، ليصبح من بين أقدم اللاعبين في الفريق.

وظهرت أزمات أخرى في موسم صلاح، من بينها إصابته مع منتخب مصر في نهائيات كأس أمم أفريقيا "كان" ومغادرته ساحل العاج، في وقت كان فيه منتخب "الفراعنة" يُصارع من أجل التأهل إلى الدور الثاني، الأمر الذي وضع صلاح تحت ضغط كبير من طرف الجماهير المصرية. وتواصلت الأزمة بعد أن طالب ليفربول بإعفاء المهاجم المصري من معسكر المنتخب الشهر الماضي، من أجل مواصلة العلاج في ليفربول، وبعد جدل كبير وافق الاتحاد المصري على طلب النادي الإنكليزي.

ويأتي الخلاف بين صلاح والمدرب كلوب، خلال مواجهة ويستهام، ليكشف عن توتر العلاقة بين الرجلين، إذ سبق للمصري التعبير عن رفضه لاختيارات المدرب، عندما قام باستبداله في مباريات سابقة، لكن الخلاف هذه المرة خرج إلى العلن، وكان واضحاً أن النجم المصري غير مقتنع بقرارات المدرب الألماني، في تصرّف يؤكد تأثره بالأزمات التي لاحقته منذ بداية الموسم، مع تواتر الانتقادات من قبل نجوم ليفربول السابقين الذين هاجموه في مناسبات عديدة، معتبرين أنه من بين أسباب فشل الفريق هذا الموسم.