استمع إلى الملخص
- نابولي بقيادة أنطونيو كونتي يسعى لاستعادة أمجاده بعد تحقيق لقب الدوري في موسم 2022-2023، مع تعزيز الفريق بلاعبين مثل روميلو لوكاكو وسكوت ماكتوميني.
- يعتمد كونتي على تكتيكات متنوعة مثل 3-5-2 و4-5-1، مع التركيز على الصلابة الدفاعية والضغط العالي، مؤكدًا على ضرورة التطور المستمر للفريق.
يشهد الموسم الحالي من الدوري الإيطالي لكرة القدم "الكالتشيو" تنافسًا مثيراً، بعد اتساع دائرة الصراع على الصدارة، التي يحتلها نابولي برصيد 29 نقطة بعد 13 جولة، وتأتي خلفه مباشرة أربعة أندية تتساوى بـ 28 نقطة، ويفصل بينها فارق الأهداف فقط، وهي: أتالانتا، وحامل اللقب إنتر ميلانو، وفيورنتينا ولاتسيو.
ويأتي يوفنتوس في المركز السادس برصيد 23 نقطة، مع التحفظ الشديد على موقف الكبير ميلان، الذي يحل سابعاً بـ 19 نقطة، بالإضافة إلى ابتعاد روما في جدول ترتيب "الكالتشيو"، لأنه أصبح في المركز الـ 12، عقب جمعه 13 نقطة حتى الآن، بسبب النتائج السلبية التي حققها، وبخاصة أنه تجرع مرارة الهزيمة في ست مناسبات. وحقق نابولي فوزاً غالياً، في الجولة الـ 13 على روما، بهدف نظيف، سجله نجمه البلجيكي العملاق، روميلو لوكاكو، في شباك فريقه السابق، الذي أعاد مدربه السابق من الاعتزال، وهو كلاوديو رانييري، لتعود كتيبة المدير الفني، أنطونيو كونتي، إلى سكة الانتصارات مرة أخرى، بعد الهزيمة المذلة، التي نالها على يد أتالانتا، بثلاثة أهداف مقابل لا شيء على ملعب مارادونا في نابولي، بالإضافة إلى تعادله مع الإنتر بهدف لمثله، قبل فترة التوقف الدولي الأخيرة.
ودعونا نتوقف هنا مع المتصدر نابولي، الذي حقق لقبه الثالث في تاريخ "الكالتشيو"، خلال موسم 2022-2023، بقيادة مدربه السابق، لوتشيانو سباليتي، الذي يشرف حالياً على منتخب إيطاليا، بعدما انتظرت جماهير الفريق الجنوبي طويلاً، حتى ترى نجومها يصعدون مرة أخرى إلى منصة التتويج، عقب تحقيق لقبين متتاليين عامي 1989 و1990، خلال حقبة الراحل الأسطورة الأرجنتينية، دييغو أرماندو مارادونا. ولا ينسى أحد ما حلّ بنادي نابولي في الموسم الماضي، بعدما وجد الفريق الجنوبي نفسه ينهي "الكالتشيو" في المركز العاشر، الأمر الذي حرمه من التأهل إلى المسابقات القارية، رغم أن الإدارة استعانت بثلاثة مدربين، وهم: رودري غارسيا ووالتر ماتزاري وفرانشيسكو كالزونا، لكن الفشل رافق الجميع، لتتم الاستعانة بخبرات أنطونيو كونتي، أحد أبرز نجوم نادي يوفنتوس ومنتخب إيطاليا، من أجل قيادة المشروع في الموسم الحالي.
واستعان كونتي بخبرته ونجاحه في "الكالتشيو"، مع يوفنتوس، الذي تُوج معه بثلاثة ألقاب في الدوري، بالإضافة إلى ما فعله مع تشلسي الإنكليزي، الذي ساهم بتحقيقه لقب "البريمييرليغ"، وكأس الاتحاد الإنكليزي، ليرحل بعدها إلى الإنتر، الذي أعاده مرة أخرى إلى منصة التتويج، في موسم 2019-2021، عندما شاهد العالم مهاجم نابولي الحالي، روميلو لوكاكو، يرفع لقب "الكالتشيو". وتخطى كونتي في "الكالتشيو"، أسماء كبرى في عالم التدريب بالدوري الإيطالي، بالنسبة لعدد النقاط في المباراة الواحدة (2.27 نقطة)، ومنهم: فابيو كابيلو (1.97)، وكارلو أنشيلوتي (1.95)، لكن ذلك يعود إلى حُسن اختيارات المدير الفني لنادي نابولي في التعاقدات، التي حرص عليها خلال "الميركاتو" الصيفي الماضي، وعلى رأسها البلجيكي روميلو لوكاكو القادم من تشلسي الإنكليزي، مقابل 30 مليون يورو، والاسكتلندي سكوت ماكتوميني، الذي ترك مانشستر يونايتد، بعدما دفع في صفقته ما يقرب من 30.5 مليون يورو، بالإضافة إلى بيلي غيلمور، الذي جاء لتعويض رحيل النيجيري فيكتور أوسيمين إلى غلطة سراي التركي، على سبيل الإعارة.
واستطاع كونتي إضافة رؤية جديدة لأداء ومنظومة نابولي، بعدما تفوق على عددٍ من المدربين في "الكالتشيو"، مثل: مدرب أتالانتا، جيان بييرو غاسبيريني، وسيموني إنزاغي (الإنتر)، وماركو باروني (لاتسيو)، ورافاييلي بالادينو (فيورنتينا)، وتياغو موتا (يوفنتوس)، وباولو فونسيكا (ميلان)، لكن الأهم بالنسبة إلى كونتي هو طريقة اللعب المختلفة، التي اعتمدها في جميع المواجهات ضد المنافسين، وهي: 3-5-2 أو 4-5-1، مع تطوير التنظيم الدفاعي لديه. وأضاف كونتي فلسفة جديدة لنادي نابولي، وهي الصلابة والصرامة والقوة، والعمل على الانتقال بسرعة لتغطية المساحات وإغلاقها، مع الضغط العالي في طول الملعب، والتحولات الدفاعية والهجومية، والبحث عن الثغرات الدفاعية لدى المنافسين، ما جعل المدرب الإيطالي المخضرم يتميز كثيراً، خاصة أنه في كثير من الأحيان بات يعتمد على خمسة لاعبين، من أجل تأمين خطه الخلفي.
ورغم أن كونتي عمل بجد منذ بداية الموسم الحالي، لكنه أكد في أكثر من مناسبة أن نادي نابولي بحاجة إلى التطور، وتقديم الإضافة الحقيقية في الملعب، حتى يكون أحد أبرز المنافسين على تحقيق لقب "الكالتشيو"، لكن الحقيقة هي أن الصراع سيكون مثيراً ودائراً طوال الموسم الحالي، ويصعب أن يتوقع أحد هوية البطل، والتي ربما لن تُعرف حتى الأمتار الأخيرة للمسابقة المحلية.