صراع مثير بين الوداد والرجاء في ديربي الكرة المغربية

21 مارس 2021
مواجهة مُنتظرة في منافسات الكرة المغربية (Getty)
+ الخط -

تتجه أنظار عشاق كرة القدم المغربية إلى قمة الجولة العاشرة من منافسات الدوري المغربي لكرة القدم، إذ يتجدد موعد الإثارة والتشويق، عبر لقاء الديربي، بين الوداد والرجاء، في واحدة من أكثر المباريات إثارة في الكرة المغربية.

ولن يخرج ديربي المغرب، بين الوداد والرجاء، اليوم الأحد، عن سياق المنافسة الشرسة التي احتدمت بينهما في السنوات الأخيرة، على لقب الدوري المغربي لكرة القدم، إذ تُوج الوداد بلقب الموسم ما قبل الماضي، وحلّ الرجاء ثانياً، وفي الموسم الماضي انتزع الرجاء اللقب تاركاً الوصافة لغريمه الوداد.

ويتقاسم قطبا الكرة المغربية صدارة ترتيب بطولة الدوري ويترقبان مواجهة الديربي، لفكّ الشراكة. وكان فريقا الوداد والرجاء، كسبا معركتهما القارية في منافسات دوري أبطال أفريقيا، وكأس الكونفدرالية الأفريقية، قبل أيام قليلة من الديربي، إذ ضمن الوداد تأهله إلى ربع نهائي الـ"تشامبيونزليغ" بعد تعادله سلباً، الثلاثاء الماضي، في غينيا أمام حورويا كوناكري الغيني.

في المقابل، تصدر الرجاء مجموعته في كأس الكونفيدرالية، وعاد الأربعاء الماضي، من زامبيا بفوز ثمين بهدفين لصفر، على حساب مضيفه فريق نكانا الزامبي، ما يعني إعلاناً حقيقياً منهما عن مدى استعدادهما لقمة الأحد، في حساب الجولة العاشرة من بطولة الدوري المغربي، التي سيدخلانها بهدف الحصول على صدارة الترتيب، الذي يتشاركان فيه بالرصيد نفسه (19 نقطة).

كما يتساوى الفريقان بعدد الأهداف المسجلة برصيد 15 هدفاً، فيما استقبلت شباكهما العدد نفسه من الأهداف (7)، لكنّ الوداد الرياضي، تنقصه مباراة لم يخضها في الجولة الماضية، أمام نهضة بركان، كما أنّ آخر ديربي جمع بين الفريقين في بطولة الدوري، انتهى بالتعادل السلبي في الموسم الماضي.

ودخل الوداد الرياضي معسكراً تدريبياً، استعداداً للديربي الخميس الماضي، ما يعني استفادته من 24 ساعة إضافية، مقارنة بغريمه الرجاء، الذي لم يخض أول حصة تدريبية تحسباً للقمة المغربية إلا أول من أمس الجمعة، إذ استفاد الوداد من برمجة مباراته في دوري أبطال أوروبا في غينيا أمام حورويا كوناكري الثلاثاء الماضي، فيما خاض الرجاء مواجهته في كأس الكونفيدرالية الأفريقية، الأربعاء الماضي، في زامبيا.

الغريمان يلعبان ورقة المال

نجحت المساهمات المالية، التي جمعها المنتسبون والمشجعون لفريق الرجاء، في تأمين الطائرة الخاصة التي سافر بها الفريق الأخضر في رحلته الأخيرة إلى زامبيا، وهي التي غطت أيضاً المكافآت المالية التي سيخصصها مجلس الإدارة للاعبين لتحفيزهم على تحقيق الفوز، إذ تحدثت مصادر "العربي الجديد" عن تحضير مبلغ 5000 دولار أميركي، لكلّ لاعب  رجاوي في حال تحقيق الانتصار.

في المقابل، خصص مجلس إدارة الوداد الرياضي 4000 دولار أميركي، لتحفيز لاعبيه على حسم الديربي، لصالح فريقهم، علماً أنّ الوداد لا يعاني من أزمة مالية مثل غريمه الرجاء، لا سيما أنّه تحصّل على مبلغ 760 ألف دولار، وذلك بعد بلوغه ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، وهي قيمة منحة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، للأندية التي تتأهل إلى ربع نهائي كأس الأميرة السمراء، بالإضافة إلى 160 ألف دولار منحة من الاتحاد المغربي لكرة القدم.

وعلى الرغم من أنّ الاتحاد الأفريقي والمغربي يخصصان أيضاً منحاً مالية مهمة للمتأهلين في مسابقة كأس الكونفيدرالية الأفريقية، التي يشارك فيها الرجاء، فإنّ الأخير ينتظر تسلمها ببرود كبير، إذ لن يستفيد منها بشيء، باعتباره مديناً لمديره الفني السابق محمد فاخر بمبالغ مالية مهمة عن متأخرات حكمت بها محكمة التحكيم الرياضي "كاس" لصالحه، وتوصل الطرفان إلى تسوية تقضي بتسليمه المتأخرات فور حصوله على منحة "كاف" المالية.

صفوف مكتملة في الديربي 129
يدخل فريقا الوداد الرياضي وغريمه الرجاء مواجهة الديربي المغربي بصفوف مكتملة، بعدما استعادا جميع لاعبيهما المصابين، وسيكون هذا الديربي الأول منذ سنوات عدة التي سيخوض الغريمان المباراة مكتملي العقد، بعدما استعاد الوداد جهود لاعبيه أشرف داري، وبديع أووك. كما فضل الطاقم الفني عدم المجازفة بأيمن الحسوني في مباراة الثلاثاء الماضي أمام فريق حورويا الغيني بدوري الأبطال، في الوقت الذي استعاد فيه الرجاء الرياضي، خدمات نجمه محسن متولي، ومدافعه الدولي الليبي سند الورفلي، إلى جانب الظهير الأيسر عبد الجليل جبيرة.

وسيكون ديربي الأحد، هو الصدام الـ129 بين الغريمين. وقد انتهى آخر ديربي أجري العام الماضي، في أجواء كورونا، أمام مدرجات فارغة، في الجولة الـ25 المؤجلة، من منافسات الدوري المغربي، بالتعادل رقم 62 بين الفريقين، فيما فاز الوداد 30 مرة، مقابل 36 فوزاً للرجاء في تاريخ المواجهات بينهما، منذ أول عام 1957، بعد تأسيس الاتحاد المغربي لكرة القدم.

وللمرة الثانية على التوالي، سيفتقر ديربي "كازابلانكا" إلى هدير مدرجات استاد محمد الخامس، بسبب الإجراءات الاحترازية لتجنب انتشار عدوى فيروس كورونا بين الجماهير العاشقة لكرة القدم، التي تخطف عادة الأضواء من اللاعبين، إذ يشهد الملعب عادة توافد صحافيين ومصورين لتغطية الاحتفالات والأجواء الحماسية التي يخلقها جمهورا "الخضر والحمر"، إذ ستحلّ المؤثرات الصوتية من الشركة الناقلة للمباراة محل صخب الجمهور.

ويخشى الملاحظون، أن يؤثر غياب الجمهور على مستوى وأداء اللاعبين، المطالبين بتقديم فرجة تغطي ولو جزئياً غياب "نجوم المدرجات" ، وتجاوز المستوى غير المرضي الذي ظهروا به في الديربي الأخير حين حسم التعادل السلبي المباراة، في مواجهة غابت عنها الجماهير في المدرجات والإبداع والفرجة على المستطيل الأخضر.

اتخذت الأجهزة الأمنية في مدينة الدار البيضاء، مجموعة من القرارات، قبيل الديربي المرتقب بين الرجاء والوداد، في ظلّ حالة الطوارئ الصحية التي تعيشها المملكة المغربية منذ حوالي سنة، بسبب الوضع الصحي. وقررت السلطات، إغلاق مجموعة من المقاهي المجاورة لملعب محمد الخامس، في فترة المباراة التي ستنطلق في الخامسة مساءً بالتوقيت المغربي، بالإضافة إلى تلك الموجودة بالأحياء الشعبية، فضلاً عن منع جمهوري الفريقين من الاقتراب من محيط الملعب لتجنب أيّ مناوشات بينهما.

دلالات
المساهمون